مارينا عندس - خاصّ الأفضل نيوز
عانت النافعة في لبنان في الفترة الأخيرة، وعاشت مراحل عديدة منها الإقفال، ومنها الفوضى والتسكير الجزئي والوساطات وغيرها. وها هي اليوم عادت لتعمل من جديد بعد انتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية بقيادة جوزاف عون وتشكيل حكومةٍ جديدٍ برئاسة نواف سلام.
وبعد أن عانت النافعة في لبنان وعاشت فترة طويلة من الإغلاق، ومنها الفوضى والتسكير والمحسوبيات والفساد والإفلاس، ها هي اليوم تعاود فتح أبوابها والعمل بشكلها الطبيعي. ومنذ اللحظة الأولى التي دخل فيها لبنان مرحلة الخطر الأمني والسياسي والاقتصادي، تزامنًا مع ثورة 17 تشرين عام 2019، وحركة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لم تكن بأفضل حالها، لا سيّما وضع النافعة المشؤوم.
وفي حديثٍ خاصٍ لموقع "الأفضل نيوز"، يؤكد معقّب معاملات سابق في النافعة الياس مسعد، أنّ "النّافعة أغلقت أبوابها تدريجيًا، منذ ثورة 17 تشرين عام 2019، بسبب غلاء مادّة المازوت". وقال إنّ "العمل لم يكن جاريًا بشكلٍ تامٍ، بل كان الموظفون يداومون مرتين أسبوعيًا. وبعد أن نفدت مادّة المازوت، كانت المكاتب تفتح فقط في حال تأمين كهرباء الدّولة، لأننا للأسف في دولةٍ لا كهرباء فيها. وبعد تراكم المشاكل هذه، قمنا بإقفال مكاتبنا بشكلٍ كليٍ".
محاربة الفساد
تشير مصادر خاصّة لموقع "الأفضل نيوز" في أحد فروع المصلحة، إلى أنّ "النفايات مكدّسة منذ أشهر، والحمامات مقفلة، ولا كهرباء ولا مياه فيها. وليس هناك من ينظفها فضلًا عن الفوضى العارمة هناك. وأبسط الأمور مثل الأقلام والدفاتر والأوراق غير موجودة في الكثير من الأحيان، ولا الحبر ولا المازوت. ولا توجد رخص قيادة، واذا أردت القيام بمعاملة من أجل الحصول على رخصة قيادة فلن تجدها سوى (بالقطارة) أو إذا كان حظّك رائعًا".
ويعتبر أنّ "ما حسّن قليلًا العمل في الفترة هذه، كان تدخّل قوى الأمن الداخلي والعمل فيها. ولكن، بعد فترةٍ قصيرةٍ، أعيد إغلاق أبواب النافعة مجدًدا".
هل من مكننة شاملة؟
يؤكد بيار مسعد (معقّب معاملات في النافعة ويعلّم القيادة عن طريق الكمبيوتر) أنّنا " تخلينا عن الورق وتوجّهنا إلى الحلول الرقمية في معاملاتنا الورقية. ومن يريد أن يتعلم القيادة، سيجلس لفترةٍ من الوقت أمام شاشة الكمبيتور ونبدأ بالعمل النظري، وهو الأهم برأيي".
ويقول:"هذا التّحوّل الرقمي، هو خطوة لاستعادة هيبة النافعة وبالتالي لانتقال لبنان نحو مصاف الدول المتقدمة، ما يعكس طموحًا وطنيًا لتجاوز العقبات وبناء مؤسسات حديثة تلبي تطلعات المواطن اللبناني. واليوم، بتنا نلتمس مع العهد الجديد والإدارة الجديدة، تحسنًا في الخدمات وروحًا جديدةً تعكس التفاؤل بيننا كموظفين".
ويلفت إلى أنّنا "منذ أيام كورونا، ونحنُ نعاني من إعطاء الدفاتر، لكنّ اليوم الوضع بأفضل حاله فالعمل الجدّي عاد مجددًا وزحمة النّاس استرجعت قواها. ففي اليوم الواحد، نسجّل ما لا يقلّ عن الـ 600 سيارة. لكنّنا سنرفض التغاضي عن مسؤوليات من لم يقم بما يسمى "الجزى الوكالي" فنحن نعلم أنّ الوكالة تخدم لمدّة شهرين".
محافظ بيروت يؤكد..
وفي حديثه لموقع "الأفضل نيوز"، يؤكد محافظ بيروت مروان عبود، أنّنا "نسير في إجراءات مكننة شاملة وستجدون تحسينات قريبًا". مؤكدًا "أنّ هناك رسوم خطة زمنية واضحة لتطبيق المكننة. هذا ما سيمنع أيضًا الرشاوى وسيسهّل عمليّة المعاملات".