ميشال نصر - خاصّ الأفضل نيوز
تكتسب التهديدات الأميركية الأخيرة، التي تتردد أصداءها في بيروت، في حال "عدم تحقيق النتائج المطلوبة في وقت قصير، وبالتالي السماح لتل أبيب بتحرك عسكري"، منحى بالغ الأهمية، خصوصاً وأن الكشف عنها جاء عشية الرسالة النارية التي وجهتها واشنطن للحوثيين، مرفقة بتهديد واضح لكل من صنعاء وطهران.
انطلاقا من ذلك، تحاول بيروت تخطي الألغام الإسرائيلية المزروعة بالتكافل والتضامن مع واشنطن، التي بدا واضحا أن قرارها بتصعيد الضغط السياسي والاقتصادي على لبنان، تزامنا مع الضغط العسكري الإسرائيلي على الأرض، متخذٌ وجارٍ تطبيقه، وهو ما دفع وفقا لمصادر متابعة، بالجانب اللبناني، للموافقة على السير بمقترح التفاوض الأميركي حول الحدود، الذي اقترن "بوعيد" أميركي مفاده أن المطلوب "مباحثات مثمرة وإنجاز في وقت سريع".
من هنا كانت زيارة رئيس الحكومة تمام سلام الى عين التينة لبحث الملف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، لتنسيق الموقف مع الثنائي، حيث أشارت المصادر الى أن الموقف اللبناني واضح وثابت لجهة "الطابع العسكري" للجان الثلاث، وسط أمل بإقناع الجانب الأميركي بالعدول عن رغبته بإعطائها الطابع السياسي، على ما صرحت به الوسيطة الأميركية مورغان أرتوغاس، لأكثر من جهة لبنانية تواصلت معها مستفسرة تفاصيل المبادرة التي أعلنتها.
وفي هذا الإطار تكشف المصادر، إن اختيار أعضاء اللجان قد وضع على نار حامية في بيروت، كذلك تحضير الملفات والوثائق المطلوبة، وسط المعلومات عن أن عمل اللجان والدعوات لانعقادها، على أن يكون اجتماعها في مقر قيادة قوات الطوارئ الدولية في الناقورة، برئاسة الجنرال جاسبير جيفرسن، رئيس لجنة مراقبة وقف النار، بعد عودته من إجازته نهاية شهر آذار.
ورأت المصادر أنه من الواضح أن تل أبيب قررت السير بالمفاوضات مع لبنان "تحت النار"، بين حدين، الأول، استمرار الضربات شمال الليطاني لمنع الحزب من إعادة بناء قوته، وجنوب النهر لمنعه من العودة، والثاني، "توسيع " احتلالها جنوبا، وتغييرها لمعالم الخط الأزرق، وفقا للقرار الذي خلصت إليه جلسة التقييم الاستراتيجي التي عقدها وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، مع رئيس أركان الجيش، إيال زامير، وكبار ضباط الجيش والمخابرات، بحسب الإعلام الإسرائيلي.
ويشير الإعلام الإسرائيلي في هذا الخصوص، الى إن "عقيدة الجيش الجديدة، التي تتحدث عن إقامة ثلاث دوائر دفاع على الجبهات الثلاث، يجب أن تنطبق في لبنان بكل قوة، وهي تقضي بتعزيز القوات داخل مستعمرات الشمال، وإقامة حزام أمني داخل الأراضي اللبنانية على طول الحدود، وتحويل الجنوب اللبناني إلى منطقة منزوعة السلاح"، كإجراءات وحيدة "كفيلة بإتاحة العودة الآمنة لسكان الشمال".
بناءً على ذلك، يرى الإسرائيليون أن "مفاوضات محدودة" دون ضغوط أميركية تصاعدية ومؤلمة، لن تحقق "النتائج الكبيرة" التي يريدها الرئيس دونالد ترامب، لذلك لا بد من أن يكون الإشراف المباشر على تلك المفاوضات ومواكبتها السياسية، للمبعوث الرئاسي الأميركي الخاص الى المنطقة، ومساعدته، التي قد تترأس بعض الجلسات، تختم المصادر.