ليديا أبودرغم - خاصّ الأفضل نيوز
منذ وصوله إلى البيت الأبيض لولاية ثانية، بدأ ترامب بتحويل الحلفاء إلى خصوم بدءًا من الحلفاء الأوروبيين: فبعد إعلانه عن "أن صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد فيما يتعلق بتحمل النصيب الأكبر من فاتورة الدفاع عن الحلفاء، وتفكيره في مراجعة استراتيجية انتشار القوات الأميركية في أوروبا، إذا بقيت الدول الأوروبية غير مستعدة لزيادة حصتها من تحمل أعباء هذه الفاتورة، متبنياً سياسة الصبر الاستراتيجي التي اعتمدها مع بعض خصومه مثل كوريا ما يثبت أن الرئيس ترامب يُحدث تحولاً جوهرياً في سياسة الولايات المتحدة، لتنقلب إلى سياسة نفاد الصبر الاستراتيجي، ولكن هذه المرة مع حلفاء واشنطن المقربين، من خلال حرب جمركية عالمية غير مسبوقة، خفض خلالها ترامب المساعدات الخارجية الأميركية، واستخف بحلف شمال الأطلسي، وتبنى الرواية الروسية بشأن الحرب في أوكرانيا، كما تحدث عن ضم غرينلاند واستعادة قناة بنما وجعل كندا الولاية الأميركية رقم 51، ما سبّب إحباطاً في نظر الحلفاء، وتقويضاً للثقة المطلوبة لإبقاء التحالف قوياً لمواجهة التحديات المشتركة، ودفع بعضها إلى التفكير بتغييرات دائمة يصعب التراجع عنها حتى لو فاز رئيس أميركي تقليدي عام 2028.
وأثارت سياسات ترامب تجاه الحرب في أوكرانيا قلق حلفائه، إذ دخل في جدال حاد مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأثار المخاوف من تقارب مع موسكو على حساب كييف والذي بدا فعلاً في المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول التي سارت حتى الآن وفق شروط موسكو.
وحالياً يسعى الرئيس دونالد ترامب في سياسته الشرق أوسطية للتوصل إلى حلول لمشاكل الأمن الإقليمي الرئيسية، فكانت زيارته لمنطقة الشرق الأوسط بمثابة سلسلة من الإشارات الإيجابية حول استعداد الولايات المتحدة لحل سلمي للتناقضات المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني، واستئناف الحوار الكامل مع سوريا، والحل السلمي لمشكلة الحوثيين في اليمن، ما سبّب "بتهميش" موقف "إسرائيل"، وإرباك قادتها، لأن حكومة نتنياهو تعارض بشدة كلًّا من إيران والسلطات السورية الجديدة، وتركز على حلول بالقوة واستمرار الحرب المدمرة والمجازر الجماعية وسياسة التهجير، ما جعل ترامب غير راض بشكل عام عن تصرفات نتنياهو لذلك استبعد "إسرائيل" من عملية تسوية العلاقات مع إيران والسعودية، ما جعل خبراء إسرائيليين يؤكّدون أن ترامب في ولايته الرئاسية الثانية، لم يعد حليفاً تام الولاء لـ "إسرائيل".
يظهر الرئيس ترامب كمفجر لإرث واشنطن منذ الحرب العالمية الثانية تجاه أوروبا والعالم، فهل سيلتقط الرسالة ويكفّ عن التعاطي مع حلفائه وكأنهم منافسون له.