ليا منصور - خاصّ الأفضل نيوز
بلغ التصعيد المباشر بين إسرائيل وإيران مستوى غير مسبوق ، وهو أمر نادر في ظل اعتماد الطرفين عادةً على الحروب بالوكالة أو المواجهات غير المباشرة، في حين أن بقية الأطراف الإقليمية ما تزال تراقب الموقف دون تدخل عسكري مباشر، غير أن المخاوف المتزايدة من توسع الصراع تعكس احتمال دخول لاعبين جدد،، مما قد يؤدي إلى انفجار أوسع في الشرق الأوسط علما أن التصعيد الحالي قد يتجاوز قدرة القوى الإقليمية والدولية على ضبطه، خاصة في ظل هشاشة الأوضاع الأمنية والسياسية في عدد من دول المنطقة.
مما لا شك فيه أن القيادة العسكرية الإسرائيلية امتلكت عنصر المفاجأة لشن ضربات جوية مكثفة على المنشآت النووية الإيرانية (ناطنز- آراك-فوردو) فجر يوم الجمعة، ما منحها بحسب العميد منذر الأيوبي فرصة تحييد معظم القيادات العسكرية الرفيعة بعد تحديد أماكن تواجدهم نتيجة تقاطع استعلامي بشقيه التقني والميداني .
بالتزامن، أضيف إلى الضربات الجوية عامل المباغتة البرية بعد أن كُشِف عن نشاط وحدة الكوماندوس التابعة لجهاز الموساد العاملة داخل إيران، إذ تمكنت من إنشاء قاعدة للمسيرات ووضعت لائحة الأهداف مسبقا سيما قواعد الصواريخ الباليستية وتدميرها.
وتاليًا؛ بعد استيعاب القيادة العليا الإيرانية الهجمات في حجمها وتأثيراتها تمكنت من استلحاق الفراغ القيادي للرعائل الأولى عبر تعيين القيادات البديلة المحددة مسبقآ، لتنصرف إلى مراجعة ما حصل، وبدء عمليات الرد الصاروخي والمُسَيّر على إسرائيل ..
من الثابت -كما يقول العميد الأيوبي - أن مستوى الأهداف التي طالتها ضربات الطرفين متفاوت إلى حد بعيد وهو لصالح إسرائيل بالمطلق على خلفية سيطرتها الجوية المطلقة على الأجواء الإيرانية ومعظم دول المحيط، سيما العراق وسوريا ولبنان ..
وفق الرؤية العسكرية البَحتة، وتحليل المعطيات كما التصريحات استنادًا للأربع والعشرين ساعة الماضية، فإن ساحة الصراع كما يقول الأيوبي غير خاضعة لعملية عسكرية محدودة في الزمان والمكان، إذ إن إسرائيل تشن حربًا وضعت خططها و سيناريوهاتها بدءًا بإنهاء البرنامج النووي الإيراني بالكامل وصولًا إلى إسقاط النظام الأوتوقراطي إن سنحت الفرصة والأرضية الشعبية الداخلية. لذا فلا أفق قريب لانتهاء العمليات لا بل ستزداد شراسة، وحدها الأقصى وضع طهران أمام ورقتين يفترض توقيع إحداهما صك استسلام أو اتفاق مقبول يحفظ ماء الوجه على صعيدي البرنامج النووي والصاروخي الباليستي وكلا الأمرين خارج الحسابات لدى القيادة الإيرانية بعد العدوان..
ما تخشاه إيران ولا تريد الوصول إليه رغم قدرتها التدميرية يتقاطع، بحسب العميد الأيوبي، مع حجة قد تريدها إسرائيل؛ إذ إن إصابة الأخيرة في الصميم المؤلم ربما يدفعها لاستخدام السلاح النووي التكتيكي، إذ إن مفاجآت إسرائيل العسكرية لم تنته ويفترض الاحتساب لها بدقة..
لكن السؤال المطروح، هل ستسمح واشنطن لبنيامين نتنياهو تنفيذ مخططاته مع تجاوز خطوط الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط..؟
الجواب، لا صراع استراتيجيات أو خلافات مرحلية بين الإدارتين -الأميركية والإسرائيلية، هذا ما أثبتته مجريات الأحداث والعلاقات المهتزة صوريا بين نتنياهو ودونالد ترامب..
الأمور حاليآ في مرحلة التوهج تحتاج وقتًا للتحول رمادًا وخلالها كل الخيارات مفتوحة سلبا أو إيجابا…