في عام 1976، توفيت الطالبة الألمانية "أنيليس ميشيل"، البالغة من العمر 23 عامًا، بعد أن خضعت لأكثر من 67 جلسة طرد أرواح شريرة امتدت على مدى 10 أشهر، وسط ظروف مرعبة هزّت ألمانيا والعالم، وطرحت تساؤلات قاسية بين الطب والدين، والعقل والخرافة.
كانت أنيليس تعاني منذ مراهقتها من نوبات صرع واكتئاب حاد، وتلقت علاجًا نفسيًا وعصبيًا لسنوات، لكن حالتها بدأت تتدهور بشكل غامض. بدأت تزعم أنها تسمع "أصواتًا شيطانية"، وترى "وجوهًا مشوّهة"، وتقول إن "الشيطان يعيش في جسدها".
في مرحلة لاحقة، بدأت ترفض الطعام والماء، وتصرخ ليلاً بلا توقّف، وتقوم بتمزيق ملابسها وجلدها بأسنانها، وتنام على الأرض الباردة، وتصرّ على أن يُمنع عنها أي تدخل طبي.
عائلتها، التي كانت متديّنة بشدّة، اقتنعت أنها ممسوسة، وطلبت من الكنيسة السماح بإجراء طقوس طرد الأرواح. وبعد موافقة نادرة، تولّى كاهنان تنفيذ الجلسات داخل منزل العائلة في قرية "كلينغنبرغ"، وتم تسجيل بعضها صوتيًا – وفيها يمكن سماع أنيليس وهي تصرخ بأصوات متعددة وتتكلم بلغات غريبة، وتقول إنها مسكونة من شخصيات تاريخية مثل "هتلر" و"نيرون".
مع مرور الشهور، تدهورت حالتها أكثر، ورفضت الطعام نهائيًا، وانهار جسدها بالكامل. وفي الأول من تموز 1976، توفيت في سريرها، وكان وزنها لا يتجاوز 30 كلغ. عند تشريح الجثة، تبيّن أنها ماتت من الجفاف والجوع، بينما كانت آثار الجروح والعنف الجسدي تغطي جسدها.
أحيل والدها ووالدتها والكاهنان إلى القضاء، وواجهوا تهمة "القتل غير العمد بالإهمال". أدين الأربعة، لكن المحكمة اكتفت بأحكام مخفّفة نظرًا "لقناعتهم الدينية".
حتى اليوم، ما زالت قضية أنيليس ميشيل تثير الرعب والجدل، وتم تحويلها إلى عدد من الأفلام، أبرزها فيلم "The Exorcism of Emily Rose"، المأخوذ عن مذكرات حقيقية. أما التسجيلات الصوتية، فما زالت متاحة على الإنترنت، ويقال إن من يسمعها في الظلام... لا ينام بسهولة بعدها.