حمل التطبيق

      اخر الاخبار  مصدر دبلوماسي لـ"الجزيرة": بيان مجلس الأمن يحث المجتمع الدولي على دعم الجيش اللبناني لضمان انتشاره جنوب الليطاني   /   مصدر دبلوماسي لـ"الجزيرة": بيان مجلس الأمن يرحب باستعداد لبنان لترسيم حدوده مع سوريا وبجهوده لمنع التهريب   /   قيادة الجيش: سنقوم اليوم ما بين الساعة 17.15 والساعة 19.00 ستقوم وحدات من الجيش بتفجير ذخائر غير منفجرة من مخلفات العدوان الإسرائيلي في حقل عيناتا – مرجعيون وعيترون - بنت جبيل   /   "رويترز": اتفاق بين باكستان وطالبان أفغانستان على تمديد وقف النار 48 ساعة   /   أردوغان: مستعدون للقيام بكل ما يلزم لتنهض غزة من جديد   /   الرئيس عون بحث مع وزير الطاقة جو صدي واقع الكهرباء ونتائج زيارته إلى الأردن   /   سقوط شهيد باستهداف سيارة في خربة سلم   /   إصابات جراء غارة من مسيرة استهدفت سيارة في منطقة الطبالة في بلدة خربة سلم   /   مراسل “الأفضل نيوز”: غارة من مسيرة تستهدف منطقة الطبالة في بلدة خربة سلم   /   غارة من مسيرة تستهدف بلدة خربة سلم   /   صندوق النقد الدولي: التضخم يظل مرتفعا في كثير من دول الشرق الأوسط   /   صندوق النقد الدولي: دول الخليج وسعت عوائدها من المنتجات غير النفطية   /   حماس تدعو الوسطاء إلى متابعة تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق وقف النار   /   ترامب: أعتقد أن الأمور ستكون جيدة مع الصين   /   وزير الخارجية الإسرائيلي: يبدو أن "حماس" تريد استخدام جثث الرهائن ورقة مساومة   /   وزير الصحة للـOTV عن قضية مياه تنورين: أي استهداف سياسي مرفوض والإجراء المتخذ روتيني ولكن جرى تسييسه عبر وسائل التواصل   /   معلومات mtv: عون بحث مع سلام في موضوع التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل والأخير شدّ على يد الرئيس عون وقال إنّه يجب أن تكون هناك مساعٍ للإتفاق على طرحه   /   تحليق مسيّرات فوق السلسلتين الشرقية والغربية والبقاع الاوسط وصولا إلى بعلبك ومقنة ويونين في البقاع الشمالي   /   ترامب لـ"فوكس نيوز": الصين خصم قوي جدًّا وهم لا يحترمون إلا القوة وقد ألحقوا ضررًا كبيرًا ببلدنا وأخذوا الأموال إلى الخارج والآن انقلبت الأمور   /   ترامب لـ"فوكس نيوز": آمل أن تنضم السعودية ودول أخرى لـ"الاتفاقات الإبراهيمية"   /   دبلوماسي أوروبي: السلطة الفلسطينية شريك في مسارات الأمن والإعمار بغزة   /   المفوضية الأوروبية: نؤيد لقاء ترامب وبوتين إن كان سيؤدي للسلام   /   الأمُّ الموظَّفةُ في صراعٍ دائمٍ.. فهلِ النظامُ الماليُّ سيساعدُها؟   /   رئيس الوزراء المجري: تكلمت مع الرئيس الروسي بشأن القمة التي ستجمعه مع الرئيس الأميركي والتحضيرات تجري على قدم وساق   /   الجديد: إخلاء سبيل هانيبال القذافي بكفالة مالية تبلغ 11 مليون دولار   /   

البيئةُ تستغيثُ... ولبنانُ "يخسرُ ثرواتِه الطبيعيةَ بصمتٍ قاتل"

تلقى أبرز الأخبار عبر :


غدير عدنان نصر الدين - خاصّ الأفضل نيوز

 

من قمم الجبال إلى غابات المتوسط، وفي خضمّ التحوّلات المناخية التي تعصف بالكوكب، يتزايد الحديث عن ظاهرة الاحتباس الحراري بوصفها التحدّي البيئي الأبرز في العصر الحديث.

 

مما لا شكّ فيه أنّ الاحتباس الحراري بات أزمة بيئية عالمية تؤرق دول العالم والمجتمعات المحلية، نتيجة عوامل متشابكة أسهمت في ارتفاع ملحوظ بدرجات الحرارة، خصوصًا خلال فصل الصيف الذي يشهد معدلات حرارة غير مسبوقة مقارنة بسنوات مضت. ولا يقتصر هذا الارتفاع على الشعور بالحر الشديد فحسب، بل يقود إلى تداعيات خطيرة أبرزها اشتعال حرائق الغابات التي تلتهم المساحات الحرجية، ما يشكّل تهديدًا مباشرًا للتنوع البيولوجي ويكبّد خسائر بيئية واقتصادية فادحة.

 

وفي هذا السياق، يجد لبنان نفسه اليوم في قلب الأزمة، بعدما كان يُعرف بمناخه المعتدل المتوسطي. فقد شهدت البلاد خلال السنوات الأخيرة ارتفاعًا لافتًا في درجات الحرارة خلال فصل الصيف، تجاوزت في بعض المناطق المعدلات الموسمية، وانعكست بشكل مباشر على البيئة. هذه التغيرات أثارت مخاوف متزايدة لدى الخبراء والمواطنين حيال مستقبل البيئة في لبنان.

 

وفي سياق متصل، أوضحت الدكتورة زينب رمَّال، أستاذة في الجغرافيا الطبيعية والبشرية، وباحثة في تأثيرات التغير المناخي على البيئة في لبنان، في حديثٍ لـ "لأفضل نيوز"، أن الاحتباس الحراري "لم يعد مجرد ظاهرة علمية ونتابع تطوراتها من بعيد"، بل "نحن حالياً نعيش ارتدادها بشكل مباشر"، مؤكدةً أن ما يحصل في لبنان والمنطقة هو انقلاب في الإيقاع المناخي حيث الصيف يتمدد ويشتد حتى أصبح خانقاً، والشتاء أصبح مضطربًا ولا مُتساقطات كافية، بالإضافة إلى موجات الحر التي باتت أكثر احتداماً، ما يفسر تزايد أعداد الحرائق عاماً بعد عام.

 

كما أشارت رمَّال إلى أنه لا بد من تحديد السبب الأساسي الذي يجعل لبنان يشهد هذا التغير المناخي المتطرف، إذ إن الاحتباس الحراري ناتج عن النشاط البشري العالمي تحديداً عن انبعاثات الغازات الدّفيئة ومنها غازات ثاني أوكسيد الكربون، الميثان وغيرها، جميعها غازات تطلق نتيجة حرق الوقود الأحفوري، والصناعة، وقطع الغابات، والزراعة غير المستدامة...هذه الغازات تتجمع في الغلاف الجوي وتعمل كبطانية حرارية تمنع الأرض من التخلص من حرارتها الطبيعية، لذا حرارة الكوكب تزيد تدريجياً وترتفع حرارة اليابسة والبحر، ما يؤدي إلى خلل في التوازن المناخي العالمي.

 

علاوةً على ما ورد سابقاً، فسرت الدكتورة رمال أن التراكم الحراري في لبنان يعكس ثلاث صور مباشرة، يعكس صيفًا أطول وأكثر جفافًا، تراجع التساقط السنوي وتفاوتًا في توزيعه، وزيادة وتيرة الحرائق، مشددةً أن كل بلد ساهم في صناعة أزمته المناخية ومن ضمنها لبنان، ومن العوامل التي ساهمت في ذلك إزالة الغابات بلا رحمة، التوسع العمراني العشوائي، غياب الرقابة على استخدام الأراضي، والبناءات العشوائية وغيرها من الأسباب الأساسية التي تجعل الحرائق الموسمية حدثاً لا مهرب منه، مشددةً على، "إننا لسنا ضحايا لكن نحن من نصنع الكارثة بحد ذاتها."

 

كما أوضحت رمال أن المخاطر لا تقتصر فقط على الحرائق، بل تهدد أعمق الموارد الطبيعية مثل المياه والزراعة، فـ"لبنان" يخسر موارده الطبيعية بهدوء مميت، والمياه تتراجع ليس فقط بسبب قلة الأمطار بل بسبب ذوبان الثلوج بشكل أسرع ، والمتساقطات غير المتوازنة، ما يؤدي إلى عدم تخزين مياه جوفية واستنزافها بلا حساب، فالزراعة بخطر والتربة تُنتهك، وهذه ليست ظواهر عادية بل هل دلائل على الدخول في أزمة مياه ومرحلة الندرة، مشددةً على ضرورة إصلاح هذا الواقع من خلال قرار سياسي بيئي شجاع ورؤية وطنية تعيد الاعتبار للطبيعة، ونقل البيئة من الهامش إلى صدارة الأولويات، فالمعركة ليست من أجل البيئة فقط بل من أجل البقاء بحد ذاته. فمن المؤسف القول إن لبنان يخسر ثروته الطبيعية بصمت قاتل، واسم المرحلة الحالية هو "التغيير المناخي وسوء الإدارة".

 

 

في الخلاصة، ختمت الدكتورة زينب رمال أن ما نعيشه اليوم ليس تقلباً عادياً في المناخ، بل هو "إنذار مبكر بانهيار بيئي قديم"، ناصحةً أنه إذا لم "نستفق الآن سنستيقظ، لاحقاً على وطن بل خضار وبلا مياه وبلا توازن مناخي".