هنادي عيسى - خاصّ الأفضل نيوز
إليسا نجمة لبنانية كبيرة من طراز رفيع. حققت شهرة في العالم العربي وبلاد الاغتراب من خلال أغنيات جميلة وراسخة في أذهان الناس. الأفضل نيوز حاورها حول رحيل الفنان الكبير زياد الرحباني وحفلتها في أعياد بيروت:
-
- إليسا، بدايةً، كيف تلقّيتِ خبر رحيل الموسيقار الكبير زياد الرحباني؟
-تلقيت الخبر بصدمة كبيرة وحزن عميق. زياد لم يكن مجرد موسيقي، بل كان حالة فنية وفكرية فريدة. شعرت أن لبنان خسر أحد أهم رموزه الثقافية، وصوتًا حرًّا يعكس وجع الناس ويعبّر عنهم بصدق لا يُضاهى.
-ماذا يمثل زياد بالنسبة لكِ على الصعيدين الفني والشخصي؟
-كان يمثل الجرأة والعمق والصدق. كان سابقًا لعصره، وصوته لم يكن فقط موسيقيًّا بل كان موقفًا. فنه لا يشبه أحدًا، وكلماته كانت تشبه الناس، تعبّر عنهم وترافقهم في حياتهم اليومية.
-هل سبق أن حصل تواصل أو تفكير في تعاون بينكما؟
-لم يحصل تعاون مباشر بيننا للأسف، لكن كنت دومًا أقدّر فنه وأتمنى أن يجمعنا عمل. ربما لم يكن يرى أن صوتي يتماشى مع أسلوبه الفني، وقد احترمتُ رأيه. ومع ذلك، ظلّ حلم التعاون معه في بالي دومًا.
-هل هناك عمل معين ترك فيكِ أثرًا خاصًا؟
-نعم، أغنيات كثيرة أثّرت فيّ، لكن “بما إنّو” تبكيني في كل مرة أسمعها. فيها وجع صادق، وكلمات تلامس القلب، وصوت السيدة فيروز يغلفها بسحر لا يمكن وصفه.
-برأيك، كيف يجب أن يُخلَّد اسم زياد الرحباني؟
-يجب أن يُدرَّس فنه في المعاهد والجامعات، وأن يُكرَّم رسميًا من الدولة. من واجبنا أن نحفظ إرثه، ونمنح الأجيال القادمة فرصة لفهم عمق ما قدّمه للبنان وللعالم العربي.
-هل هناك كلمة خاصة تحبين توجهيها لروحه؟
-أقول له: زياد، نحن لم نفقدك، لأن فنك باقٍ، وصوتك سيظل يرافقنا. شكرًا لأنك كنت صادقًا، جريئًا، وصوتًا لا يُنسى
-رغم الحزن، تألقتِ مؤخرًا في حفلتك ضمن مهرجان “أعياد بيروت”. كيف كان شعورك خلال تلك الليلة؟ كانت ليلة استثنائية. شعرت بطاقة الحب من الجمهور منذ اللحظة الأولى. رغم أن قلبي كان مثقلًا بالحزن، إلا أن المسرح أعاد إليَّ شيئًا من الفرح. فالغناء أمام جمهور بيروت له نكهة خاصة لا يمكن وصفها.
-هل مررتِ بلحظة مؤثرة خلال الحفل؟
-نعم، عندما بدأت أغنية “كرمالك”، وغنّاها الجمهور معي بصوت واحد، لم أتمالك دموعي. شعرت بقوة الرابط الذي يجمعني بهم، وبأن الموسيقى أقوى من كل ألم.
-ما الذي تقولينه لجمهورك بعد هذا النجاح؟
-أقول لهم: شكرًا لأنكم دائمًا معي. أنتم سندي الحقيقي، وسبب إصراري على الاستمرار، حتى في أصعب الظروف. حبكم يحميني ويعطيني القوة لأتجاوز كل شيء.
-هل سنراكِ يومًا في مشروع يكرّم زياد الرحباني فنيًا؟
-إذا وجدت المشروع المناسب الذي يليق به وبقيمته، بالتأكيد سأكون أول من يشارك فيه. فتكريمه لا يجب أن يقتصر على الكلمات، بل يجب أن ينعكس أيضًا في أعمال خالدة.