أشار رئيس الجمهورية جوزاف عون، في كلمة من وزارة الدفاع بمناسبة عيد الجيش، أن "كل شهيد قاتل وقاوم وسقط من أجل لبنان هو ذخر لنا وشعبنا يستحق الحياة، لا يترك شهداءه، يسقطون مرتين - مرة في الدفاع عنه ومرة بالنسيان أو الإنكار أو المساومات"، مشددًا على أنه "يجب أن نوقف الموت والدمار والانتحار والحروب العبثية على أرضنا".
وأكد أنّه "لا مؤسسة في الدولة اللبنانية يجمع عليها اللبنانيون كالجيش اللبناني"، معتبرا أنه "من واجب الأفرقاء السياسيين كافة اقتناص الفرصة التاريخية والدّفع من دون تردد للتأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية دون سواها".
وأشار إلى أن "إسرائيل تمنع العودة إلى القرى المدمرة وإعادة الإعمار في الجنوب"، لافتًا إلى أن "الجيش بسط سيطرته على جنوب الليطاني بشهادة اللجنة الخماسية والجيش وقف إلى جانب أهالي الجنوب وقدم التضحيات".
وأضاف، "أوكلت للجيش مهمات تطبيق وقف النار، وتمكن على الرغم من تواضع الإمكانيات وكثرة مهامه الأخرى، من أن يبسط سلطته على منطقة جنوب الليطاني غير المحتلة، وأن يجمع السلاح، ويدمر ما لا يمكن استخدامه منه. وذلك بشهادة اللجنة العسكرية الخماسية وهو مصمم على استكمال مهامه".
وكشف عون حقيقة المفاوضات التي باشرها مع الجانب الأميركي، وقال: "كان الجانب الأميركي قد عرض علينا مسودة أفكار، أجرينا عليها تعديلات جوهرية، ستطرح على مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل، وهذه أهم النقاط التي طالبنا بها: وقف فوري للأعمال العدائية الإسرائيلية، في الجو والبر والبحر، بما في ذلك الاغتيالات، وانسحاب إسرائيل خلف الحدود المعترف بها دوليا. وإطلاق سراح الأسرى، وبسط سلطة الدولة اللبنانية، على كافة أراضيها، وسحب سلاح جميع القوى المسلحة، ومن ضمنها حزب الله، وتسليمه إلى الجيش اللبناني، وتأمين مبلغ مليار دولار أميركي سنويا، ولفترة عشر سنوات، من الدول الصديقة، لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وتعزيز قدراتهما، وإقامة مؤتمر دولي للجهات المانحة لإعادة إعمار لبنان في الخريف المقبل، وتحديد وترسيم وتثبيت الحدود البرية والبحرية مع الجمهورية العربية السورية، وحل مسألة النازحين السوريين، ومكافحة التهريب والمخدرات، ودعم زراعات وصناعات بديلة".
وشدد عون على أنه "علينا أن نقف جميعا خلف الجيش وأن يكون ولاؤنا للدولة وحدها"، داعيا "جميع الجهات السياسية إلى مقاربة حصر السلاح بيد الدولة بكل مسؤولية". لافتا إلى أن "المرحلة مصيرية ولا تحتمل استفزازاً من أي جهة كانت وتضحياتنا جميعاً مقدسة".
ولفت إلى أنّه "شكلنا مجلس قضاء جديدا، يشهد الجميع على مناقبية أعضائه. وهيئة تفتيش قضائي جاهزة للمحاسبة. كما سأوقع مرسوم التشكيلات القضائية فور ورودها ومن أولويات الحكومة أيضاً ضبط الأمن وحصر السلاح بالتوازي مع ملف إعادة الإعمار وقد بدأت الورش بمسح الأضرار".
وشدد على أنه "لن نسمح لأي إرهاب كان أن يتجرأ على شعبنا ونعمل على ضبط كل أشكال التهريب في المطار والمعابر".
كما أكد على "إجراء الانتخابات النيابية في موعدها مع الحفاظ على حق المغتربين"، لافتًا إلى "الحرص على بناء علاقة ممتازة مع الجارة سوريا وعملنا على إعادة لبنان إلى محيطه العربي والمجتمع الدولي"
وقال، "علينا اليوم أن نختار إمّا الانهيار أو الاستقرار وأنا اخترت العبور نحو مستقبل أفضل ولن نفرّط بفرصة لإنقاذ لبنان ولن نتهاون مع من لا يعنيه إنقاذ ولا يهمّه وطن"، معلنا أنه "لا ينتظر من المكونات السياسية في المجلسين النيابي والوزاري إلاّ الاصطفاف خلف الجيش اللبناني".
وختم الرئيس عون قائلا إنّ "شرعيتنا من شرعية جيشنا وكرامتنا من كرامته والعيد لن يكتمل إلاّ باكتمال التحرير وبحصرية السلاح".