ترجمة - الأفضل نيوز
بينما ينشغل الرأي العام بالهجمات الإلكترونية والتهديدات العسكرية التقليدية، يكشف تحقيق نشرته صحيفة "آي بيبر" البريطانية عن جبهة صامتة لا تقل خطورة أطلقت عليها تسمية "الإرهاب الزراعي".
فهذا النوع من الهجمات قد يستهدف مزارع بريطانيا وسلاسل إمداداتها الغذائية، سواء عبر نشر مسببات أمراض في التربة والقطعان، أو عبر التلاعب بالمنتجات الزراعية والغذائية.
فالنتيجة المحتملة إن وقع أي هجوم من هذا النوع فستتكبد بريطانيا خسائر اقتصادية بعشرات المليارات، وانهيار صادرات اللحوم، وفقدان ثقة الجمهور في الغذاء المحلي بما في ذلك التأثر عالمياً.
ورغم امتلاك بريطانيا نظام مراقبة واسعًا عبر وكالة صحة الحيوان والنبات، فإن خبراء بارزين أكدوا لصحيفة "آي بيبر" أن سلسلة من الحوادث الأخيرة في دول غربية أبرزت تلك الهشاشة أمام "تشكيلة مثيرة للقلق من نواقل الأمراض المحتملة التي تهدد النظام الغذائي البريطاني".
ومن الحوادث المثيرة للقلق في الأشهر الأخيرة، اعتقال عالمَين صينيين في ولاية ميشيغان لمحاولتهما تهريب سلالة فيوزاريوم مصنفة سلاحًا محتملًا للإرهاب الزراعي إلى الولايات المتحدة.
ومن بينها أيضًا التفشي الجديد للحمى القلاعية في ألمانيا، والذي أعاد إلى الأذهان وباء 2001 الذي كلّف بريطانيا 13.8 مليار جنيه إسترليني (18.7 مليار دولار أميركي) بقيمة اليوم.
وقد وصلت إلى بريطانيا وكندا والولايات المتحدة بذور "مشبوهة" من الصين تبيّن أنها تحمل أمراضًا خاضعة للحجر الصحي قادرة على إصابة محاصيل الطماطم.
ومن أبرز مصادر القلق استغلال التهديدات القائمة للقطاع الزراعي البريطاني البالغ حجمه 14.5 مليار جنيه إسترليني (19.6 مليار دولار).
وذكرت الصحيفة أن تقريرًا للجنة البيئة والغذاء والشؤون الريفية في مجلس العموم البريطاني أكد أن البلاد تجنبت حتى الآن كارثة وبائية "بالحظ وليس بالتخطيط".
ويحذر الخبراء من أن عدم الاستقرار العالمي ورغبة خصوم متعددين في ممارسة "الحرب الهجينة" أي أعمال تقع تحت عتبة العدوان المعلن لكنها تستهدف الاقتصاد أو البنية التحتية يزيد احتمال لجوء دول إلى العبث بالنظم الغذائية والزراعية.
وينصح ديفيد ستيفل، مدير السياسات البيولوجية العالمية في مؤسسة "مبادرة التهديد النووي" الأميركية، الدول الغربية بمضاعفة الجهود لإدراج الزراعة ضمن أولويات الأمن القومي.
ونقلت عنه آي بيبر في هذا الصدد قوله إن هناك مسببات لأمراض نباتية وحيوانية قادرة على إحداث آثار صحية واقتصادية مدمرة، بعضها قد يستغرق تطهيرها عقودًا من الزمن.
وفي هذا الصدد ذكر اللواء المتقاعد جون غالاتاس، ضابط الاستخبارات العسكرية اليوناني، أن "الخطر حقيقي، وأن خبراء الأمن يرون أن احتمال الإرهاب الزراعي مرتفع لأن الهدف مغرٍ جدًّا".
ووفقًا للتحقيق الصحفي، فقد أشارت عدة مصادر إلى أن انتشار تقنية المسيّرات وسهولة تعديلها يجعلها وسيلة عملية لنشر مسببات مرضية نباتية أو حيوانية، رغم القوانين البريطانية الصارمة.