حمل التطبيق

      اخر الاخبار  وزير الخزانة الأمريكي: الإغلاق الحكومي قد يكلف الاقتصاد الأمريكي ما يصل إلى 15 مليار دولار يوميا   /   القيادة الوسطى الأميركية: على حماس الالتزام الصارم بخطة السلام ونزع السلاح من دون تأخير   /   وزير الخزانة الأمريكي: أؤكد أن الرسوم الأمريكية تؤثر على الجانب الصيني   /   وزارة الخزانة الأمريكية: إذا أرادت الصين أن تكون شريكا غير موثوق به للعالم فسوف نحتاج إلى فك الارتباط   /   مصادر لرويترز: توقعات بفتح معبر رفح أمام المسافرين غدا   /   الوكالة الوطنية: العثور على "درون اسرائيلية" في بلدة عيتا الشعب   /   رويترز عن المتحدث باسم الحكومة الأفغانية: بطلب من باكستان سيتم وقف إطلاق النار هذا المساء بعد الساعة 5:30   /   الجيش الباكستاني: قصفنا هدفا مهما من طالبان باكستان في كابل   /   وزير الدفاع البريطاني: نشيد بخطة الرئيس ترامب لإقرار السلام في الشرق الأوسط   /   حركة المرور كثيفة على اوتوستراد ‎شارل الحلو باتجاه ‎الدورة وصولا حتى ‎نهر الموت   /   أ ف ب نقلا عن مصادر أمنية باكستانية: تنفيذ ضربات دقيقة في كابل   /   الخارجية الباكستانية: كِلا الجانبين الباكستاني والأفغاني سيبذلان مساعي مخلصة عبر الحوار لإيجاد حل إيجابي لهذا النزاع المعقد لكن القابل للحل   /   الخارجية الباكستانية: الإعلان عن وقف مؤقت لإطلاق النار بين الحكومة الباكستانية ونظام طالبان الأفعاني لـ48 ساعة   /   الناتو: سنسقط أي طائرة ستدخل مجالنا الجوي حال تشكيلها أي خطر   /   الحكومة الإسرائيلية: نتمسك بألا تحكم حماس قطاع غزة بعد   /   متحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية: نتوقع من حماس الوفاء بالتزاماتها وإعادة جميع الرهائن   /   المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية: لا يزال لدى حماس 21 جثة لمخطوفين في قطاع غزة   /   وزير الدفاع الإسرائيلي: الجيش الإسرائيلي مستعد على طول "الخط الأصفر" وكل خرق سيكون هناك رد فوري عليه   /   وزير الخزانة الأميركي: نعمل على تنظيم لقاء بين ترامب والرئيس الصيني   /   ‏فرانس برس: سماع دوي انفجارين في كابول   /   الأمين العام لحلف الأطلسي: سينفّذ الحلف عددًا من الإجراءات المضادة للطائرات المسيّرة عن بُعد وهذا سيزيد ويسرّع قدرتنا ضدها   /   وزير الدفاع الروسي: دول حلف شمال الأطلسي كثفت أنشطتها الاستخباراتية قرب حدود روسيا وبيلاروسيا   /   مكتب نتنياهو: التهاب الجهاز التنفسي لا يشكل خطرا على رئيس الوزراء   /   تحليق مكثف للطيران المسير الاسرائيلي على علو منخفض في أجواء منطقة الزهراني والجوار   /   حركة المرور كثيفة على طريق عام ‎ذوق مصبح صعودا باتجاه ‎جعيتا   /   

الصحوة العربيّة المنشودَة

تلقى أبرز الأخبار عبر :


أحمد ذبيان - خاص الأفضل نيوز 

 

العرب، منذ الأزل، أصحابُ نخوةٍ وهِمّةٍ ونهوضٍ وصحوات. هم قومٌ لا ينهزمون مهما تكرّرَت خساراتُهُم ونكَساتُهُم ونوائبُ الدهر فيهم؛ فقبل المسيح بمئات السنين خسروا جزءًا كبيرًا من أرضهِم الممتدّة، آنذاك، من جنوب تركيّا، مرورًا بالعراق والشام إلى جنوب فلسطين، حيث خسِروا آخر معاركهِم حوالي سنة ٦٠٠ قبل الميلاد في غزّة هاشم وانكفأوا إلى الصحراء لحوالي ١٢٠٠ سنة.

 

ظهر الإسلام في القرن السابع الميلاديّ فشكّل قوّةَ بعثٍ ونهوضٍ شاملة، كاملة ومُتكامِلة جعلت من العرب أعظم قوّة على وجه الأرض في ذلك الزمن حيث قاموا بفتح معظم البلاد المأهولة في ذلك العصر وحكموها لمئات السنين.

 

اعتمدت بعثة النبي والرسول والقائد، عليه الصلاة والسلام، على وحدة العرب وقِيَمِهم - التي أقرّها وثبّتَها الإسلام العظيم - فأحدَثَ نهضة لم يعرف التاريخ القديم لها مثيلا في كلّ ميادين الحياة حيث تحوّلت دمشق ومن بعدها بغداد والقاهرة إلى حواضر للعلم والثقافة والتقدُّم والازدهار..

 

بعد ذلك، دخلت الأمّة في متاهات الصراعات والتجزئة والشرذمة، ثمّ الانحطاط والتخلُّف ثمّ وقعت تحت الاحتلال وتجزئة المُجَزّأ وتعميق الجهل والتبعيّة للخارج إلى أن جاء عصر النهضة الحديث فأخذت تتململ لتُبَلوِر مشروعها الوحدوِيّ على أيدي أحزاب وجماعات وشخصيّات تجسّدت جهودُها بظهور جمال عبد الناصر كزعيم ذي شعبيّة عارِمة لم يشهد تاريخ البشريّة لها مثيلًا ، ولا لصدقِيَّتِها وزخمِها واستمرارِيّتها.

 

شكّل عبد الناصر العصب الحقيقيّ لتوحيد الوجدان العربيّ في العصر الحديث من خلال زعامتِهِ الكاريزميّة ومشروعهِ العروبيّ الوحدويّ المتكامل وسعيِهِ الدؤوب لنهوض العرب والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينيّ وقضايا الحقّ والعدل ومناهضة الاستعمار في كلّ أنحاء العالم من خلال آليّات دوليّة مثل دول عدم الانحياز ومنظمة العالم الإسلامي، وغيرها، ومن خلال الدعم المباشر وغير المباشر لحركات التحرُّر الوطنيّ في البلاد العربيّة وحول العالم..

 

لم ينجح عبد الناصر في توحيد العرب في دولة واحدة لأسباب كثيرة، خارجيّة وداخليّة وموضوعيّة، لكنّه نجح نجاحًا باهرًا في توحيد الوجدان العربيّ وتوجيه بوصلتِه في الاتِّجاه الصحيح ووضع العرب على خارطة العالم الحاضر..

 

اليوم، وبعد ٥٥ عامًا على رحيلِه، لا بدّ من إحياء العمل على تطوير المشروع العربيّ وجعله يتناسب مع مُتطلِّبات العصر ومستلزماتِه وآفاقِه وشراسة القوى التي تتحكّم في قرارارتِهِ ومساراتِه. 

 

هذا المشروع يتطلّب لقاءات مصريّة سعوديّة سوريّة، ولاحقًا عراقيّة، لبلورة الخطط الاستراتيجيّة الكفيلة بولادة تضامُن عربيّ صلب يجمع العرب على أهداف مشتركة يعملون بثبات وعزم وحزم وإصرار على تحقيقها مهما كانت العقبات وطال الزمن..

 

هذه تكون أقيَم وأعظم هدِيّة لروح جمال عبد الناصر وكلّ شهداء الأمّة الذين أفنوا حياتَهم في سبيل وحدتِها وعزّتِها وكرامتِها - بغضّ النظر عمّن يقوم بهذه الخطوة من ملوك ورؤساء وأصحاب شأن ونُفوذ..