حمل التطبيق

      اخر الاخبار  هيئة البث الإسرائيلية: إسرائيل تنفي التقارير التي تحدثت عن إعادة فتح معبر رفح غدا   /   إعلام إسرائيلي: من المتوقع أن تسلم حماس الليلة جثامين 5 من الرهائن القتلى   /   وزير الحرب الأميركي: إذا لم تنته الحرب في أوكرانيا فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيتخذون الخطوات اللازمة لجعل روسيا تدفع أثمانا   /   مسؤول روسي: سوريا بحاجة لإعادة إعمار وروسيا قادرة على الدعم   /   وزير الخزانة الأمريكي: الإغلاق الحكومي قد يكلف الاقتصاد الأمريكي ما يصل إلى 15 مليار دولار يوميا   /   القيادة الوسطى الأميركية: على حماس الالتزام الصارم بخطة السلام ونزع السلاح من دون تأخير   /   وزير الخزانة الأمريكي: أؤكد أن الرسوم الأمريكية تؤثر على الجانب الصيني   /   وزارة الخزانة الأمريكية: إذا أرادت الصين أن تكون شريكا غير موثوق به للعالم فسوف نحتاج إلى فك الارتباط   /   مصادر لرويترز: توقعات بفتح معبر رفح أمام المسافرين غدا   /   الوكالة الوطنية: العثور على "درون اسرائيلية" في بلدة عيتا الشعب   /   رويترز عن المتحدث باسم الحكومة الأفغانية: بطلب من باكستان سيتم وقف إطلاق النار هذا المساء بعد الساعة 5:30   /   الجيش الباكستاني: قصفنا هدفا مهما من طالبان باكستان في كابل   /   وزير الدفاع البريطاني: نشيد بخطة الرئيس ترامب لإقرار السلام في الشرق الأوسط   /   حركة المرور كثيفة على اوتوستراد ‎شارل الحلو باتجاه ‎الدورة وصولا حتى ‎نهر الموت   /   أ ف ب نقلا عن مصادر أمنية باكستانية: تنفيذ ضربات دقيقة في كابل   /   الخارجية الباكستانية: كِلا الجانبين الباكستاني والأفغاني سيبذلان مساعي مخلصة عبر الحوار لإيجاد حل إيجابي لهذا النزاع المعقد لكن القابل للحل   /   الخارجية الباكستانية: الإعلان عن وقف مؤقت لإطلاق النار بين الحكومة الباكستانية ونظام طالبان الأفعاني لـ48 ساعة   /   الناتو: سنسقط أي طائرة ستدخل مجالنا الجوي حال تشكيلها أي خطر   /   الحكومة الإسرائيلية: نتمسك بألا تحكم حماس قطاع غزة بعد   /   متحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية: نتوقع من حماس الوفاء بالتزاماتها وإعادة جميع الرهائن   /   المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية: لا يزال لدى حماس 21 جثة لمخطوفين في قطاع غزة   /   وزير الدفاع الإسرائيلي: الجيش الإسرائيلي مستعد على طول "الخط الأصفر" وكل خرق سيكون هناك رد فوري عليه   /   وزير الخزانة الأميركي: نعمل على تنظيم لقاء بين ترامب والرئيس الصيني   /   ‏فرانس برس: سماع دوي انفجارين في كابول   /   الأمين العام لحلف الأطلسي: سينفّذ الحلف عددًا من الإجراءات المضادة للطائرات المسيّرة عن بُعد وهذا سيزيد ويسرّع قدرتنا ضدها   /   

أيلول.. ذكرى وأصداء

تلقى أبرز الأخبار عبر :


عبد الناصر طه - خاصّ الأفضل نيوز

 

إنّ ما نشهده اليوم من انقساماتٍ عربية، وتفتّت الأمة إلى كيانات عشائرية وطائفية ومذهبية تتصارع فيما بينها على السلطة، وتتنازع مكوّناتها العرقية والطائفية على مكاسب وامتيازات خاصة، في تدميرٍ ممنهج للسلطة المركزية، شبيهٍ بالانقسامات التي حدثت إبّان العصر العباسي الثاني وما بعده، حين ظهرت العديد من الدول المستقلة أو شبه المستقلة عن الخلافة المركزية في بغداد؛ مثل دولة السلاجقة في الشام وإيران، ودولة الفاطميين في مصر، ودولة الأغالبة في المغرب، والدولة البويهية في فارس والعراق، والدولة الحمدانية في حلب، وغيرها كثير. يذكّرنا ذلك بدور الحركات الشعوبية التي ناهضت الحكم العربي منذ عصر بني أميّة حتى نهاية الدولة العباسية؛ تلك الحركات التي تختفي فترة من الزمن، ثم تعود للظهور في حُلَلٍ جديدة منمّقة، حين تتوفّر لها ظروف العودة، من حيث الأوضاع الداخلية غير المستقرة غالبًا، ومن حيث الأوضاع الخارجية المرتبطة بدعم أعداء جاهزين للانقضاض في مرحلة الضعف الوطني والقومي.

 

اليوم، أمام الذكرى الخامسة والخمسين لغياب القائد العربي الكبير جمال عبد الناصر، تقف الأمة العربية على رمالٍ متحرّكة من المحيط إلى الخليج، تتنازعها التيارات الطائفية والمذهبية المليئة بأكاذيب التاريخ وأساطيره، وبتأليف الرواة المأجورين، وكأنّ الأديان محصورة في هذا الجزء من العالم، وكأنّ عبادة الله أصبحت وكالاتٍ حصرية لرجال الدين على اختلاف مشاريعهم وانتماءاتهم وفِرَقهم!!

 

ناهيك عن الأطماع التوسعية للقوى الإقليمية المحيطة بالوطن العربي، بدءًا بإسرائيل مرورًا بإيران وصولًا إلى تركيا، التي تحاول كلٌّ منها قضم ما استطاعت من الأرض العربية، لاعبةً على تناقضاتٍ ابتدَعها المحتل الأميركي للعراق وأسماها "مكوّنات"، عاثت فسادًا ونخر سوسُها المجتمعَ الواحد، ما سهّل مهمّة الأعداء؛ فإسرائيل تدعم من يطلب النجدة من الأقليات! وتركيا تزعم الدفاع عن السُّنة، أمّا إيران فهي تسعى إلى جمع الشيعة تحت رايتها الفارسية خدمةً لأغراضها الإقليمية ولتوسيع نفوذها في المحيط.

 

وثالثة الأثافي، تنطّح بعض الدول العربية الصغيرة للعب أدوارٍ لا تُناسب أحجامها، بل تتناسب فقط مع قدراتها المالية، ودورها المرسوم بدقة لا يتعدّى العبث بأمن دول عربية مركزية في المشرق والمغرب، وقد يتجاوز ذلك الدور أحيانًا في مشاركتها الدول التي تحارب العرب سرًّا أو علنًا؛ والهدف البعيد لحركتها المشبوهة هو تمزيق الدول الأكبر، تمهيدًا لضرب جمهورية مصر العربية جيشًا وشعبًا ومؤسسات، بعدما ساهمت في تمزيق النسيج الاجتماعي في دول السودان وليبيا والعراق ولبنان وسوريا؛ وبالتالي، فالخطة تقتضي جرّ العرب جميعهم إلى "الاتفاقات الإبراهيمية" التي تشكّل محطة خطيرة في تقسيم تاريخ وجغرافيا الأمة العربية الواحدة.

 

وأمام تاريخ ٢٨ أيلول ٢٠٢٥م، في الذكرى الرابعة والستين لإجهاض أوّل وحدة عربية في التاريخ الحديث بين مصر وسوريا، ندعو إلى إنهاء مسيرة الوقوف على الأطلال وتمجيد الماضي، والتوجّه إلى عقلنة الخطاب القومي عبر طروحات تتناسب مع التطوّر العالمي، وأبرزها:

 

- تكريس التضامن العربي والسعي الجاد إلى تفعيل مؤسسات الجامعة العربية، لوقف التشتّت الحاصل.

 

- الدعوة إلى "الولايات المتحدة العربية" لتكون بديلاً من الدعوة إلى وحدة عربية اندماجية مستحيلة التحقيق.

 

- الدعوة إلى إقامة سوق عربية مشتركة، سعيًا إلى تشكيل اقتصادي يوازي اقتصادات الدول الكبرى عالميًّا.

 

- تطوير معاهدات الدفاع العربي المشترك، كمصلحة قُطرية وقومية معًا.

 

- إصدار عملة عربية مشتركة، وجواز سفر عربي مشترك، على غرار دول الاتحاد الأوروبي.

 

- محاربة الأفكار الدينية المتطرفة، وإعلاء شأن المواطنة بعيدًا عن الكهنوت، أيًّا كانت الطائفة.

 

- العمل الجاد على صون الحريات العامة، وإعلاء شأن المواطن العربي، وصون حقوقه التزامًا بالقوانين والأنظمة التي تكفل ذلك.

 

 

باختصار؛ من الواجب أن نتوافق مع العصر الذي استطاع تطوير الإيديولوجيات وجعلها أداةً لرفاهية الشعوب، لا غايةً يسعى إليها الطامحون، ولا مطيّةً يستخدمها المغامرون، علّنا نجعل للذكرى وقعًا مختلفًا وإيجابيًّا.