مارينا عندس - خاصّ الأفضل نيوز
مع تغير الواقع الاجتماعي والسياسي وحتى الاقتصادي، تتغيّر أسعار الذهب بين الحين والآخر، مرّة صعودًا ومرّة نزولًا. ففي العام 2020 إثر جائحة كورونا، أصبح الذهب ملاذًا آمنًا بحيث رُفع سعر الأونصة إلى أكثر من ألفي دولار، بعدها بلغت قيمة الأونصة 1950 دولارًا عام 2021، وارتفعت إلى 2070 دولارًا في أواخر عام 2022، ثمّ إلى 2085 دولارًا عام 2023، وصولًا إلى 2801 دولارًا عام 2024 لتبلغ مستويات قياسية هذا العام عند 3736 دولارًا.
وبحسب مجلة " فوربس"، قفزت أسعار الذهب بأكثر من 44 % هذا العام، يرافقها ارتفاع في الأسهم الأميركية بنحو 14 %، وهو تزامُن تاريخيّ قليل الحدوث، لأنّ الذهب يُعتبر ملاذًا في أوقات الخوف مقابل الأسهم التي تعكس غالبًا التفاؤل والنمو الاقتصادي.
أسباب ارتفاع المعدن الأصفر في لبنان
نعيم رزق رئيس نقابة تجّار الذهب والمجوهرات في لبنان، يؤكد في حديثٍ لموقع "الأفضل نيوز" أنّ " المعدن الأصفر يحلّق ويتجاوز عتبة الـ3978 دولارًا للأونصة لأوّل مرة في التاريخ. وعاد الذهب ليثبت أنّه الملاذ الآمن لكل اقتصادات العالم بما فيهم لبنان. لبنان الذي يحتوي في مصرف لبنان على حوالي 9 مليون و220 ألف أونصة".
وأكد "أنه منذ 5 سنوات، كانت قيمة المحتويات حوالي 11 مليارًا، إنّما اليوم تصل قيمة المحتويات حوالي 37 مليارًا. والأسباب الحقيقية لصعود المعدن الأصفر لا تزال مستمرّة وسط الحرب التجارية المستمرة بين أميركا وأغلبية دول العالم. ولا ننسى استمرار الحرب الروسية- الأوكرانية، وشراء المصارف المركزية في العالم، والتي بحسب ما أكدته التقارير، اشترت حوالي الألف طن ذهب منذ عامٍ لليوم، كذلك كل دول العالم تشجّع المال الأصفر بدل الورق، بكمياتٍ كبيرة".
وأكمل:" المديونية الأميركية كانت أيضًا كفيلة بارتفاع القيمة التي تخطّت الـ 37 ترليون دولار والفائدة المرتفعة بعد أن أثبت إنزال الفائدة على الدولار بالطبع سنتهي قبل نهاية العام وطبعًا قبل بداية الفصل الأول من سنة الـ2020. لذلك، سيحلّق الذهب من جديد حتّى اللا نهاية، لذلك، وحتمًا، ستتخطّى الأونصة الـ4500 دولار، لتصل إلى أعلى مستوياتها".
يشير رزق إلى أنّ "أغلبية الشعب اللبناني حتّى الفئة المتوسطة، تركض اليوم لشراء الأونصات والليرات لاستثمار أموالها وادّخارها في الوقت عينه، سيّما أنّنا لا نثق باستقرار الدّولار. فكلمّا اشتدت الأزمات والحروبات، الطلب على الذهب يزيد في لبنان وفي جميع أنحاء العالم أيضًا".
وشدّد على أنّ "العمل المحلي سيتحسّن وسيرتفع الطلب على الذهب أكثر فأكثر وسنرى أرقامًا لم يشهدها التاريخ. ورغم كل ذلك، يبقى الذهب الملاذ الآمن في كلّ مكانٍ وزمانٍ".