عماد مرمل - خاصّ الأفضل نيوز
بينما كان معارضو الرئيس نبيه بري يطلقون الأسهم النارية السياسية احتفالا بما اعتبروه "انتصارًا" تحقق عليه نتيجة تعطيلهم نصاب الجلسة التشريعية وحؤولهم دون انعقادها، كان رئيس المجلس "يتمشى" في بهو مقر عين التينة تبعًا لتقليده اليومي من دون أن يرف له جفن، وكأن شيئا لم يكن.
بدا بري وهو يشق القاعة الفسيحة ذهابًا وإيابًا شديد الارتياح والهدوء، موحيًا بأن صخب مقاطعي التشريع ليس سوى زوبعة في فنجان وهمروجة مفتعلة.
أكثر من ذلك، بدا بري ميالاً الى إطلاق القفشات والنكات في معرض تعليقه على "البطولات الوهمية" التي يروج لها المقاطعون، من قبيل قوله وهو يضحك: "إجا العصفور لعند الزرزور".
ولدى الاستفسار منه عن الترجمة السياسية لهذه القفشة، يلوذ بالصمت تاركًا للمتلقي الاجتهاد في تفسير المعنى المقصود.
وإذا كانت القوى المعارِضة لبري قد امضت الليلة التي سبقت موعد الجلسة التشريعية في الاتصال بعدد من النواب لإقناعهم بعدم المشاركة أو للضغط عليهم من أجل الغياب بغية تعطيل النصاب، فإن بري يوحي بأنه نام تلك الليلة قرير العين، مؤكدًا أنه لم يستخدم نفوذه لتأمين النصاب، فيما كان معاونه السياسي النائب حسن خليل، الواقف الى جانبه، يهزأ من ادعاءات الفريق الآخر بأنه ربح جولة على رئيس المجلس، قائلاً: لم نتصل بأي نائب لحضِّه على الحضور ولم نتصرف كما لو أننا نخوض معركة لإثبات الوجود، أو كما لو أن الجلسة تعنينا لوحدنا دون غيرنا، هذه جلسة تشريعية كان مدرجًا على جدول أعمالها قوانين تعني الجميع ومن لم يشارك فيها هو الخاسر وليس نحن."
ولا يخفي بري استهجانه لفرحة بعض القوى السياسية والكتل النيابية بعرقلة مسار التشريع وإقرار القوانين، معطيًا الانطباع بأن هؤلاء انتصروا على البلد، لا عليه.
وأبعد من الشأن الداخلي، عَكَس بري مؤشرات إيجابية عن لقائه مع الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، من دون أن يغوض في التفاصيل، محيلاً طالب التوضيحات الى البيان الصادر عن عين التينة بعد انتهاء الاجتماع.
لكن ذلك لم يمنع بري من التشديد على ضرورة تفعيل دور الميكانيزم (لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار) للجم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
ويقال لبري إن العجيب هو أن العدو الإسرائيلي الذي يمعن في شن الاعتداءات، لا يخجل من أن يرفع الى اللجنة شكاوى كثيرة ضد لبنان تتهمه بخرق وقف إطلاق النار، فيجيب رئيس المجلس بأن يروي قصة معبرة عن الذئب الذي كان في أعلى الوادي و الخروف في أسفله، فقال الذئب للخروف: لقد عكّرت علي الماء، فقال الخروف: سبحان الله، الماء يأتي من ناحيتك إلي، فأنت في الأعلى وأنا في الأسفل! ولكن الذئب الذي كان يبحث عن ذريعة للانقضاض على ضحيته أصر على تحميلها المسؤولية.

 
            
             
             alafdal-news
alafdal-news
                 
            


