كريستال النوّار - خاصّ الأفضل نيوز
أصبح السرطان الهمّ الأكبر للبنانيين، خصوصًا بعدما أظهرت الإحصاءات العالمية أنّ لبنان يتصدّر عالميًا بنسب الوفيات بهذا المرض الخبيث، ما يجعله أحد أكبر التحديات التي تواجه الصحة العامة في البلاد. فلم تعد الإصابات مجرد أرقام بل أصبحت قصص ناس منّا وفينا، وألمًا يكبر مع كل تأخير في العلاج أو انقطاع في الدواء.
للأسف، هذا هو الواقع. ويشير الطبيب الاختصاصي بأمراض الدم والأورام د. فراس كريديّة في حديث لموقع "الأفضل نيوز"، إلى أنّ تزايد الإصابات والوفيات بالسرطان في لبنان يعود إلى أسباب متنوّعة وعوامل خطر عدة، أهمها التلوث البيئي الذي يشمل تلوث الهواء الناجم عن المولدات ودخان المعامل. كذلك، غياب عملية فرز النفايات بطريقة صحيّة يلعب دوره أيضًا نتيجة زيادة تعرّض المواطنين لمواد مسرطنة.
ويُسلّط كريديّة الضوء على التأثير الكبير للتدخين في تعزيز الإصابة بالمرض، خصوصًا أنّ لبنان يتصدّر أيضًا في نسب التدخين وليس السرطان فقط.
التوعية ثم التوعية. تتركّز حملات التوعية بشأن السرطان بشكل كبير على الكشف المبكر، خصوصًا حملة سرطان الثدي الوطنية التي أطلقتها وزارة الصحة العامة وتستهدف النساء فوق سن الأربعين للفحص المجاني. كما تنشط منظمات غير حكومية وجمعيات متخصّصة في تعزيز الوعي من خلال برامج واسعة ومبادرات مجتمعية لدعم المرضى.
هنا، يشدّد كريديّة على أنّ "نحن بحاجة إلى توعية أكبر عن أهمية الكشف والفحص المبكر للسرطان، خصوصًا أنّ هناك مرضى يؤجلون إجراء الفحوصات بسبب الأزمة المعيشيّة التي يعانون منها فيبدّون تفاصيل أخرى على صحتهم".
ويضيف: "الارتفاع في الإصابات يؤدّي إلى تداعيات خطيرة، إذ يزيد الضغط على القطاع الصحي بشكل يُصبح بحاجة إلى تغطية أكبر وأكثر شمولية للمرضى"، لافتًا إلى أنّ "ارتفاع الوفيات الناجمة عن السرطان يقابله ضرورة تعزيز القطاع الصحي لمواكبة هذا الأمر، لأن علاج السرطان مكلف".
أمّا بشأن تعامل الدولة مع هذا الأمر، فيرى كريديّة أنّها تقوم بدور مهم في الفترة الأخيرة "لناحية زيادة التغطية لمرضى السرطان قدر الإمكان، وتأمين أدوية أكثر للمرضى، فهي تعمل بجهد كبير على هذا الخط وفي مجال تعزيز التوعية".

alafdal-news
