حمل التطبيق

      اخر الاخبار  وكالة شينخوا: الرئيس الصيني أوضح لترامب موقف بلاده بشأن قضية تايوان وبحثا الأزمة الأوكرانية   /   ‏البيت الأبيض: الرئيسان الأميركي والصيني أجريا محادثات هاتفية   /   مراسل الأفضل نيوز: مدفعية العدو تستهدف محيط منطقة "الكيلو 9" الواقعة بين بلدتي عيترون وبليدا بـ3 قذائف   /   الكرملين: المقترحات الأوروبية المضادّة تبدو للوهلة الأولى غير بنّاءة بالكامل ولا تخدم المصالح الروسية   /   ‏سفير إسرائيل بالأمم المتحدة: لا زلنا نعمل بموجب وقف إطلاق النار ونلتزم به   /   الكرملين: العديد من بنود مسودة خطة السلام التي صاغتها الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا تبدو مقبولة   /   وزارة الخارجية الفرنسية: وزير الخارجية الإيراني سيجري في 26 تشرين الثاني محادثات في باريس   /   فرنسا: الضربة الإسرائيلية في بيروت تعزز مخاطر التصعيد   /   قوات العدو الإسرائيلي تطلق 4 قذائف مدفعية باتجاه وادي مروحين   /   فرنسا: الضربة الإسرائيلية في بيروت تعزز مخاطر التصعيد   /   مراسل الأفضل نيوز: سقوط محلقة معادية في بلدة بيت ليف والجيش اللبناني يتجه إلى المكان   /   وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية: إيران هي "رأس الأخطبوط" وتغيير النظام هناك سيُحدث التحول الحقيقي في الشرق الأوسط   /   وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية: سيتم نزع سلاح حماس وتجريد غزة من السلاح وإعادة جثث الأسرى الثلاثة   /   حركة المرور كثيفة على اوتوستراد ‎جونية باتجاه ‎ذوق مكايل   /   وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية: سيتم نزع سلاح حماس وتجريد غزة من السلاح وإعادة جثث الأسرى الثلاثة   /   نصار: توجد نية إيجابية بين لبنان وسوريا للتعاون بشأن الحدود   /   نصار: اجتماعاتنا مع الجانب السوري كانت إيجابية   /   نصار: سلاح حزب الله عبء عليه وعلى لبنان   /   نصار: لم يعد لسلاح حزب الله دور وعليه أن يسلمه   /   ‏وزير العدل عادل نصار للحدث: من مصلحة لبنان أن يكون قويا   /   وسائل إعلام إسرائيلية: إصابات بعملية دهس في النقب   /   مسيَّرات إسرائيلية تحلق على علو منخفض في أجواء مدينة بعلبك وقرى المنطقة   /   الشيخ دعموش: على الصهاينة أن يبقوا قلقين لأنهم ارتكبوا خطأً كبيراً   /   الشيخ دعموش: سنبقى في الميدان وكل التهديدات والضغوط لم تنفع   /   الشيخ دعموش: لسنا معنيين بأي طروحات ما دام العدو لا يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار   /   

اغتـ.ـيال طبطـ.ـبائي: تحوّل استراتيجي أم ضربة في "حرب الظلال"؟

تلقى أبرز الأخبار عبر :


ميشال نصر - خاصّ الأفضل نيوز

 

لم تكن الضاحية الجنوبية لبيروت، مجرّد مسرح لانفجار جديد في سلسلة التوترات المتنقلة بين لبنان وإسرائيل. فما وقع في قلب حارة حريك حمل طابعاً مختلفاً تماماً: ضربة دقيقة، محسوبة، ومحمّلة برسائل عسكرية وسياسية تتجاوز حدود الجغرافيا اللبنانية. 

 

 

الضربة بحدّ ذاتها لم تكن مجرد حدث أمني، بل تحوّلت خلال دقائق إلى محور نقاش إقليمي: كيف استطاعت إسرائيل تنفيذ عملية عسكرية بهذا المستوى داخل واحدة من أكثر البيئات الأمنية تحصيناً؟ هل هو خرق استخباري عميق؟ رسالة ردع؟ أم خطوة في سياق معركة أوسع تُدار على الحافة منذ أشهر؟

في المعطيات الميدانية، ضربة جوية بست صواريخ ذكية أطلقتها طائرتا "أف.٣٥"، استهدفت ثلاث شقق في مبنى، وصلها قبل ساعتين من الغارة، أبرز العقول العسكرية في حزب الله، هيثم (أبو علي) طبطبائي، الشخصية التي كثيراً ما ظهرت في التقديرات الغربية والإسرائيلية كونه "ضابط العمليات الخارجية" و"رئيس أركان الظلّ" المسؤول عن التنسيق بين ساحات لبنان وسوريا واليمن، لعقد اجتماع مع عدد من مساعديه الميدانيين، تمكن "عميل بشري" من رصد الهدف، وفقا للمصادر الإسرائيلية.

 

 

في المقابل، وجدت الدولة اللبنانية نفسها أمام واحد من أعقد التحديات منذ سنوات: استهداف مباشر داخل العاصمة في منطقة تُعدّ مركز الثقل العملياتي والسياسي لحزب الله، في لحظة إقليمية مشحونة، ومع حكومة تتعامل أصلاً مع إنقسام سياسي، انهيار اقتصادي، وضغط دولي، وعزلة غير مسبوقة. 

 

 

وبينما تتجه الأنظار نحو الحزب لمعرفة طبيعة الردّ، تتسع دائرة التساؤلات حول قدرة لبنان على امتصاص أي موجة تصعيد، وحول ما إذا كانت البلاد مقبلة على مواجهة واسعة، أو على مرحلة جديدة من "الاحتواء الهشّ" الذي لا يموت ولا يهدأ.

 

 

على مستوى حزب الله، يمثّل استهداف طبطبائي، واحداً من أبرز الضربات التي تطال الصفّ القيادي الأول منذ وقف النار. فالرجل يُعتبر من القلة التي تتقاطع أدوارها بين التخطيط الميداني، بناء القدرات، والإشراف على مسارح عمليات تمتد من القلمون إلى الجنوب إلى مسرح البحر الأحمر.

 

 

وبالتالي، أي مسّ بهذه الحلقة يغيّر تلقائياً ميزان الحسابات داخل الحزب، ويضع قيادته أمام معادلة جديدة: كيف يردّ من دون أن يجرّ البلاد إلى حرب، وكيف يتجنّب في الوقت ذاته الظهور بموقع العاجز عن حماية بيئته الحاضنة؟

 

 

إسرائيل، من جهتها، أرسلت عبر هذه العملية إشارة مزدوجة: الأولى إلى جمهورها الداخلي بأنّ المؤسسة الأمنية ما زالت تملك اليد الطولى والقدرة على ضرب "الرؤوس المتقدمة" لحزب الله متى شاءت؛ والثانية إلى الحزب مفادها أن قواعد الاشتباك التقليدية لم تعد ثابتة وأنّ الضاحية، بكل رمزيتها، لم تعد بمنأى عن المعركة.

 

 

وبين الرسائل المتبادلة، يستعد لبنان لجولة جديدة من الترقّب: هل سنكون أمام ردّ محدود يدخل في إطار "تثبيت قواعد اللعبة"، أم أنّ قتل شخصية بهذا الوزن سيكسر المعادلات ويؤسس لتصعيد واسع قد يخرج عن السيطرة؟

 

 

هذه الأسئلة، معطوفة على معطيات الساعات المقبلة، ستحدد اتجاه المشهد اللبناني والإقليمي. فالعملية ليست تفصيلاً أمنياً، بل منعطفاً محتملاً في معادلة الردع بين الطرفين، وقد تكون بداية لمرحلة مختلفة بالكامل إذا ما تدرّجت الردود وخرجت عن سقف الضبط التقليدي الذي حكم السنوات الماضية.