ملاك درويش - خاصّ الأفضل نيوز
من البقاع الغربي، يطلّ اسم يأبى أن يكون عابرًا: "مؤسّسات الغد الأفضل." مؤسسة لم تُبنَ على أعمدة الإسمنت بقدر ما قامت على أعمدة الثقة، والاقتراب من الناس، وقراءة آلامهم بصوت مرتفع.
فخلف هذا المشروع الاجتماعي الواسع يقف حسن عبد الرحيم مراد، الذي ورث من والده معنى الالتصاق بالأرض والناس، لكنه اختار أن يحوّل الإرث إلى رؤية جديدة، رؤية تصنع الغد فعلًا، لا شعارًا.
فمن مبادرة إنسانية إلى منظومة خدمات متكاملة برزت مؤسّسات الغد الأفضل كمنصة تجمع بين الإغاثة، والتعليم، والدعم الصحّي، والتمكين الاقتصادي والإعلام الذي بدأ كصوت للبقاع إلى كل لبنان.
اليوم، لا يكاد يمرّ أسبوع دون مبادرة جديدة: حملات صحّية، دعم تربوي للمدارس والطلاب من جميع المستويات، مساعدات غذائية دائمة في أصعب الظروف. ومشاريع تنموية صغيرة تحيي الأمل.
هذه الأنشطة لم تعد مجرد مساعدات، بل شبكة أمان اجتماعية لألوف العائلات التي وجدت نفسها للمرة الأولى أمام مؤسسة تعمل معها، لا عليها!
نعم، إنه حسن مراد قيادة هادئة ولكن ثابتة في زمنٍ كثرت فيه الفوضى وقلّت فيه الشخصيات التي تعمل بصمت، يبرز حسن مراد كنموذج مغاير، فهو ليس سياسيًا يهوى الاستعراض الإعلامي، بل رجل ميدان تُرى خطواته في شوارع القرى قبل أن تُسمع تصريحاته في الإعلام.. لأنه يعتبر أن السياسة الحقيقية تبدأ من حاجات الناس قبل المنابر.
ورغم انشغالاته السياسية، لم يسمح مراد بأن تتحول مؤسّسات الغد الأفضل إلى مجرد اسم. فهو حاضر في التفاصيل، يسأل، يتابع، يوجّه، ويرفض أي مبادرة لا تترك أثرًا فعليًا، وربما هذا ما جعل المؤسسة تحظى اليوم بسمعة مختلفة: مصداقية قبل أي شيء.
فليس سرًا أن البقاع الغربي من أكثر المناطق تضرّرًا خلال الأزمات الأخيرة.. ومع ذلك، نجحت مؤسسات الغد الأفضل في تحويل التحديات إلى فرص، عبر خطوات ملموسة تبدأ من الحملات الطبية الواسعة والتكافل الغذائي المستدام ودعم الطلاب والقطاع التربوي إضافة إلى تمكين النساء والشباب، ناهيك عن الحضور السريع في الكوارث والحالات الطارئة من العواصف الثلجية إلى الحرائق، وصولًا إلى الحوادث والحالات الإنسانية الصعبة، إذ كانت فرق الغد الأفضل من أوائل من يصل، وأحيانًا الوحيدة.
من هنا جاءت ثقة الناس بالغد الأفضل لأنها مؤسسة بلا تكلّف، هذه المؤسسات دخلت البيوت قبل أن تدخل نشرات الأخبار، وعرفت مشاكل الناس لأنها سمعتهم مباشرة.
ولأنها لم تُخضع مساعداتها لحسابات سياسية، بل أبقت أبوابها مفتوحة للجميع دون استثناء.
أما حسن مراد، فبرز كشخصية تجمع بين الحزم والإنسانية، بين الرؤية والعمل.. لم يقدّم الوعود الكبيرة، بل النتائج الملموسة في زمن الأزمات التي كانت أثمن بكثير من أي شيء.
فالغد ليس فقط اسمًا..بل مشروع حياة في منطقة تحتاج إلى الكثير من الأمل، جاءت هذه المؤسّسات لتصنع فارقًا حقيقيًا.
ومع قيادة حسن مراد، تبدو المؤسسة اليوم أشبه بمدرسة في العمل الاجتماعي: تخطيط، تنفيذ، شفافية، واستمرارية.. وهذا وحده كافٍ ليُقال إن الغد هنا.. أصبح فعلًا أفضل.

alafdal-news
