كمال ذبيان - خاصّ الأفضل نيوز
يسابق لبنان الوقت قبل نهاية العام لإنجازِ قرارِ الحكومةِ حصرِيّة السلاحِ مع القوى العسكريّة والأمنيّة، وبدأ الجيش بتنفيذه من خلال الخطّة التي وضعها وعرض قائده العماد رودولف هيكل أمام مجلس الوزراء ثلاثة تقارير حول المراحلِ التي وصل إليها الجيش في تسلُّمِ السلاحِ غيرِ الشرعيّ، وتحديدًا من "حزب الله"، الذي سهّل الدخول إلى مخازنه وأنفاقه، وهو ما أكّده الجيش في تقاريرِه الثلاثة بأنّه تمكّن من السيطرة على نحو 85% من السلاحِ، واعترفت له القوات الدوليّة العاملة في الجنوب بذلك، وهي تنسّق معه ووافقت لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النارِ "الميكانيزم" بما قام به الجيش من مهمّاتٍ.
وفي تقريرِه الرابعِ الذي سيقدّمُه إلى مجلس الوزراء، سيُعلنُ العماد هيكل أنّ الجيش أكمل مهمّتَه جنوب الليطاني، الذي بات خاليًا من السلاحِ غيرِ الشرعيّ، وأنّ المناطق التي لم يَدخُلْها هي تلك الخاضعة للاحتلال الإسرائيليِّ، الذي لم يلتزمْ بالقرارِ 1701 ولا باتفاق وقف إطلاق النار. وهذه ورقة قوّةٍ للبنان عليه أن يستخدمَها في المفاوضاتِ داخل لجنة "الميكانيزم"، بعد أن رفع تمثيله إلى مستوى سياسيٍّ دبلوماسيٍّ، وعيّن السفير السابق سيمون كرم مندوبًا في الوفد اللبنانيِّ المفاوِض، واستجابَ للرغبةِ الأميركيّةِ التي باتت الكرة في الملعبِ الأميركيِّ.
ولم يعدْ لبنانُ في موقفٍ ضعيفٍ، إلّا إذا استمرّ العدوُّ الإسرائيليُّ بفرض شروطه بأن ينقل المفاوضات من عسكريّةٍ إلى اقتصاديّةٍ في مرحلةٍ أولى، كما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو لتنفيذ مخطّطه بإقامةِ "الشرق الأوسط الجديد" الذي تدعمه واشنطن من خلالِ التوقيعِ على اتفاق "أبراهام"، الذي طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبنان بالتوقيع عليه، بعد أن وافق النظام السوريُّ الجديد على السيرِ بهذا الاتفاق.
خلال الأسبوعين المقبلين يمكن للبنان أن يُفعّلَ دبلوماسيّتَه ويقدّم التقارير الموثّقة من الجيشِ حولَ ما أنجزه، والجولات التي نظّمَها للإعلاميّين والدبلوماسيّين والملحقين العسكريين في السفاراتِ إلى جنوبِ الليطاني، وأطلعَهم على ما حقّقَه خلال عامٍ من اتفاق وقف إطلاق النار، وكان آخر من زار الجنوب وفدًا من أعضاء مجلس الأمن، الذي رأى على الأرضِ التزامَ لبنانَ بالقرارِ 1701 الصادرِ عنه في آب 2006، ولم تُطبّقْه إسرائيل خلال 20 عامًا تقريبًا، وأنّ القواتِ الدوليّةَ المشرفةَ على تنفيذه ستنسحبُ نهائيًا من الجنوبِ صيف 2026، ويُصبحُ لبنانُ بلا شاهدٍ دوليٍّ على الخروقاتِ الإسرائيليّة.
إنّ التهديداتِ التي يُطلقها العدوُّ الإسرائيليُّ ولا تعترض عليها أميركا ستضعُ المجتمع الدوليَّ أمامَ مسؤولياتٍ بألّا يترك لبنان تحت النارِ لفرضِ شروطِ الاستسلام عليه.

alafdal-news
