عائدة الإمام - خاصّ الأفضل نيوز
تُعَدُّ الصحةُ النفسية أحد أهم مقومات الحياة السليمة والمتوازنة، فهي تؤثر على طريقة تفكير الإنسان -شعوره ، سلوكه في مواجهة مختلف المواقف.
ومع تزايد ضغوط الحياة اليومية-سواء أكانت مهنية أو اجتماعية أو عائلية، أصبح الاهتمام بالصحة النفسية ضرورة ملحَّة للحفاظ على جودة الحياة، والقدرة على مواجهة التحديات.
أولًا : مفهوم الصحة النفسية
الصحة النفسية تعني حالة من التوازن العقلي والعاطفي، حيث يكون الإنسان قادرًا على التعامل مع ضغوط الحياة، وقادرًا على الاستمتاع بالأنشطة اليومية، وعلى بناء علاقات اجتماعية صحية، وهي ليست مجرد غياب الأمراض النفسية، بل تشمل الرفاهية العقلية والعاطفية والاجتماعية:
الرفاهية العقلية:
-الوعي والقدرة على فهم وتحديد الأفكار والمشاعر وإدارة التوتر.
-المرونة في التعامل مع التحديات والتغيّرات.
-التعلُّم، لتوسيع الآفاق ، واكتساب مهارات جديدة.
الرفاهية العاطفية:
- المشاعر الإيجابية -الشعور بالرضا، بالسعادة، بالأمل ، بالحماس.
-إدارة المشاعر -تطوير آليات تأقلم صحية للتعامل مع المشاعر السلبية مثل القلق والحزن..
-تقدير الذات، الشعور بالثقة والقيمة الذاتية.
الرفاهية الاجتماعية:
-العلاقات الإيجابية مثل الحفاظ على روابط قوية وداعمة مع الأهل والأصدقاء والمجتمع.
-المشاركة، أي المساهمة في المجتمع، والشعور بالانتماء .
-الدعم -الحصول على الدعم وتقديم المساعدة للآخرين مما يعزز الشعور بالترابط.
ثانيًا: أسباب ضغوط الحياة
تتعدد أسباب ومصادر الضغوط النفسية وتختلف من شخص لآخر، فلكل إنسان همومه، مشاكله، قدراته، وظروفه. من أبرز هذه الضغوط :
- الضغوط المهنية، كالعمل لساعات طويلة مرهقة، أو مواجهة متطلبات عالية دون دعم كافٍ.
- المشكلات العائلية والاجتماعية: كالصراعات الأسرية، أو ضغوط المسؤوليات المالية.
-التغيُّرات الحياتية الكبرى ، مثل المرض ، فقدان وظيفة، أو فقدان أحد الأقارب، أو الانتقال إلى بيئة جديدة.
العوامل الداخلية:
-الشخصية المثالية المفرطة، فصاحب هذه الشخصية يتعرض غالبًا للاستغلال، والابتزاز، ما يُجبره على مواجهة المستغلين أو المحتالين…
-القلق المزمن : كثيرون يُفسدون يومهم بالقلق والتخوف من المستقبل أو من المرض أو من المفاجآت…
-نقص الثقة بالنفس : كأن يشعر الشخص بأن ما قام به ليس كافيًا…
ثالثًا: تأثير الضغوط على الصحة النفسية والجسدية
إنَّ الضغوط المستمرَّة تؤثر سلبًا على الإنسان في عدة مستويات:
- نفسيًّا :تولد لديه القلق، الاكتئاب، اضطرابات في النوم، وفقدان التركيز.
-جسديًّا: تسبب له الصداع، ارتفاع ضغط الدم، مشاكل في القلب، اضطراب الجهاز الهضمي.
-اجتماعيًّا: تسبب الضغوط قلة التواصل مع المحيط، وأحيانًا العزلة، ونزاعات مع الآخرين.
رابعًا: استراتيجيات التعامل مع ضغوط الحياة
لحماية الصحة النفسية يُمكن اتباع عدة استراتيجيات عملية:
- تنظيم الوقت، وإدارة الأولويات لتقليل الضغوط الناتجة عن تراكم المهام.
- الاهتمام بالنشاط البدني ، فممارسة الرياضة تساعد في إفراز هرمون السعادة وتقليل التوتر.
- التغذية والنوم الصحي، فالغذاء الصحي المتوازن، والنوم الكافي يدعمان الصحة النفسية والجسدية.
- تقنية الاسترخاء مثل التنفس العميق، التأمُّل، الصلاة، اليوغا.
-التواصل الاجتماعي والدعم النفسي، كالحديث مع الأصدقاء ، العائلة ، أو الاختصاصيين النفسيين.
- تعلّمُ مهارات حلِّ المشكلات وإدارة التوتر، كمواجهة المشكلات بطريقة مبسطة تقلل من آثارها النفسية.
في الخاتمة : الصحة النفسية وضغوط الحياة مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، فإذا تمكن الإنسان من التعامل مع الضغوط بوعي، واتباع استراتيجيات فعَّالة يمكنه الحفاظ على توازنه النفسي والجسدي والاجتماعي؛ ففي عصرنا الحديث أصبح الاهتمام بالصحة النفسية ضرورة لا رفاهية، والعناية بالعقل والعاطفة هي استثمار حقيقي في جودة الحياة، وقدرة الإنسان على العطاء والتفاعل الإيجابي مع محيطه.

alafdal-news
