كمال ذبيان - خاصّ الأفضل نيوز
لم يحمل أيُّ موقفٍ عربيٍّ أو دوليٍّ أيَّ تطميناتٍ أو ضماناتٍ بعدم إقدام العدوِّ الإسرائيليِّ على شنِّ حربٍ واسعةٍ على لبنان، في ظلِّ التأكيد أنَّ المهلة الزمنيَّة المعطاة للحكومة لتطبيق قرارها بحصريَّة السلاح تنتهي مع نهاية العام الحاليِّ، ولا يوجدُ أيُّ مبرِّرٍ لتأخير تنفيذ ذلك.
وقد وصلتْ إشاراتٌ أميركيَّةٌ، بل تحذيراتٌ، بأنَّ الوقت يضيق على لبنان، الذي ما زال يُساير «حزب الله»، وفق ما نقل السفير الأميركيُّ في لبنان ميشال عيسى إلى المسؤولين، وأنَّ لقاءه مرَّتين، وعلى يومين متتاليين، مع الرئيس نبيه بري، يقع في إطار محاولة تطويق التهديد الإسرائيليِّ، والذي يتطلَّب من "حزب الله" التنازل للدولة اللبنانيَّة. وأنَّ الرئيس بري لديه تأثيرٌ على قيادة الحزب لتسيير الأمور في مسار تسهيل تسليم السلاح في كلِّ لبنان، وليس في جنوب الليطانيِّ فقط، بل شماله أيضًا، لأنَّ الأسلحة الصاروخيَّة الثقيلة والبعيدة المدى موجودةٌ شمال الليطانيِّ، في البقاع كلِّه، من غربه إلى وسطه وشماله.
ولهذه الأسباب تستمرُّ إسرائيل في اعتداءاتها على لبنان، عبر استهداف ما تزعم أنَّهُ مواقع عسكريَّةٌ ومخازن أسلحةٍ لم يصل إليها الجيش اللبنانيُّ، المطلوب منه شمولها وفق الطلب الأميركيِّ.
ولبنان أمام مرحلةٍ زمنيَّةٍ مفصليَّةٍ، لجهة تنفيذ العدوِّ الإسرائيليِّ تهديده بحربٍ أو عمليَّةٍ عسكريَّةٍ واسعةٍ، لا ترفضها الإدارة الأميركيَّة إذا لم يستجب لبنان للشروط الإسرائيليَّة. إذ ينتظر ما ستؤول إليه زيارة رئيس حكومة العدوِّ الإسرائيليِّ بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، ولقاءه الرئيس الأميركيَّ دونالد ترامب، الذي سبق الزيارة بتوجيه تهديدٍ لـ"حزب الله"، بأن عليه الامتثال لقرار الحكومة اللبنانيَّة وتسليم سلاحه طوعًا إلى الجيش اللبنانيِّ، وإذا لم يستجب، فإنَّ إسرائيل ستقوم بالمهمَّة.
وهذا ما أكَّد عليه جميع الموفدين والمسؤولين الأميركيّين الذين حضروا إلى لبنان.
من هنا، فإنَّ المسؤولين في لبنان متخوِّفون من الأشهر القادمة، ولا سيَّما مطلع العام الجديد وبعد انتهاء الأعياد، وهي الفرصة التي أعطاها الأميركيُّون للبنان كي يقدِّم ضماناتٍ بأنَّه سينزع سلاح "حزب الله" خلال فترةٍ زمنيَّةٍ محدودةٍ ودون تلكُّؤٍ.
ويردُّ لبنان، على لسان رئيس الجمهوريَّة جوزاف عون، بأنَّ الجيش لم يُقصِّر في تسلُّم السلاح، وقد أنجز 90 في المئة من مهمَّته، وفق تقارير موثَّقةٍ وشهادة قوّات الأمم المتَّحدة. فما هو المطلوب منه بعد؟ لكنَّ ما يقوله الرئيس عون لا يُقنعُ الإدارة الأميركيَّة، ولا ينظر إليه العدوُّ الإسرائيليُّ بجدِّيَّةٍ، بل يؤكِّد أنَّ "حزب اللَّه" ما زال يتسلَّح ويتدرَّب ويتجهَّز، وأنَّه لا خيار أمامه سوى شنِّ حربٍ شاملةٍ على "حزب اللَّه".

alafdal-news
