راما الجراح – خاص الأفضل نيوز
مع اقتراب الأعياد، لا يكتفي البقاع هذا العام بالزينة والأضواء، بل يذهب أبعد من ذلك، نحو تحويل الميلاد إلى حدث جامع، اقتصادي واجتماعي وثقافي، يعيد نبض الفرح إلى الساحات والطرقات، ويؤكد أن هذه المنطقة قادرة على صناعة الفرح رغم كل التحديات. من شتورة إلى زحلة فالمريجات، مشهد ميلادي استثنائي يختصر صورة البقاع كما يحب أن يكون: حياً، مضيئاً، ومفتوحاً على الناس.
مطران: قرية ميلادية غير مسبوقة بحجم وطني
يكشف رئيس بلدية شتورة ميشال مطران، في حديث خاص، عن إطلاق قرية ميلادية تمتد على مساحة 9 آلاف متر مربع، تشمل مواقف سيارات واسعة وفعاليات مبتكرة تُنفّذ للمرة الأولى في القرى الميلادية على مستوى لبنان، وليس فقط في البقاع.
ويشير إلى أن "القرية ستقدّم عرض 3D على زينة ضخمة بارتفاع 15 متراً وعرض 60 متراً، يترافق مع مفرقعات نارية استثنائية تُعدّ الأكبر في المنطقة. ومن أبرز المفاجآت، وجود قطيع غزلان حقيقي يتجول بين الزوار، حيث يمكن للأطفال إطعامه، في تجربة حيّة بعيدة عن المجسّمات والألعاب الاصطناعية".
ويقول مطران عبر "الأفضل نيوز" إن "أكثر من 150 عارضاً وشركة سيشاركون في القرية، إلى جانب برنامج فني غني يضم فنانين يزورون البقاع للمرة الأولى، من بينهم النجمة كارلا حداد مع فرقة دبكة لبنانية، بالإضافة إلى فرقة أوركسترا من 30 عازفاً لاستقبال الزوار، إلى جانب النجوم كارلوس، ناجي القسطا، عباس جعفر وغيرهم، كما سيتم توزيع أكثر من 3 آلاف هدية مجانية على الزائرين".
ويؤكد أن الحدث يشكّل تظاهرة اقتصادية بامتياز، بحضور سياسي واجتماعي واقتصادي واسع، مع توقّعات باستقبال أكثر من 5 آلاف زائر في يوم الافتتاح، الأربعاء المقبل.
زحلة: المدينة التي تعرف كيف تحتفل
أعلنت بلدية زحلة – معلّقة وتعنايل انطلاق موسم الأعياد مع افتتاح زينة المدينة الميلادية، حيث تزيّنت الشوارع والساحات بحلّة مضيئة تعكس روح الميلاد وتنشر أجواء الفرح والأمل.
وتحوّلت الساحات الرئيسية والطرقات إلى لوحة متكاملة من الألوان والأضواء، في مشهد احتفالي يعبّر عن الهوية الثقافية والروحية للمدينة، ويعزّز الحركة السياحية والتجارية خلال فترة الأعياد.
وأشارت البلدية إلى أن "المدينة الميلادية" تمتد من 12 ولغاية 31 كانون الأول، وتتخللها نشاطات عائلية وأجواء احتفالية تستقطب مختلف الفئات العمرية، مؤكدة أن زحلة ستبقى مساحة جامعة للفرح والمحبة في كل موسم أعياد.
المريجات: الميلاد يجمع العائلات من جميع الطوائف
بدورها، تألّقت منطقة المريجات بزينة ميلادية مميزة أُطلقت في احتفال حاشد استُهل بلقاء في صالة البلدية، بمشاركة عائلية جامعة ضمت عائلات المريجات من مختلف المكونات المسيحية والدرزية والمسلمة، في مشهد يعكس وحدة البلدة وروحها.
وتلألأت الأضواء على الطريق الدولية ضمن النطاق العقاري للبلدة، كما شملت الزينة جميع الأحياء الداخلية، لتكون نموذجاً يُحتذى به في نشر الفرح وأجواء العيد.
بين شتورة وزحلة والمريجات، يقدّم البقاع نموذجاً مختلفاً هذا العام، ليؤكد أن الميلاد ليس مناسبة عابرة، بل فرصة لإحياء الاقتصاد، وتعزيز اللقاء، وترسيخ الفرح كخيار جماعي. مشهد واحد متكامل، يقول بوضوح إن هذه الأرض، رغم كل ما مرّت به، لا تزال قادرة على الاحتفال بالحياة.

alafdal-news
