حمل التطبيق

      اخر الاخبار  ‏مستشار رئيس وزراء العراق: الحوار مستمر مع الفصائل الرافضة لحصر السلاح   /   مستشار رئيس وزراء العراق لـ "الحدث": وصلنا إلى مرحلة متقدمة في حصر السلاح وفرض سيادة القانون   /   بيان أميركي قطري مصري تركي: تقدم بالمرحلة الأولى من اتفاق غزة شمل المساعدات وإعادة الجثث وخفض الأعمال العدائية   /   بيان أميركي مصري قطري تركي: المرحلة الأولى من اتفاق غزة حققت تقدما   /   ‏هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين: ترامب رفض طلبا إسرائيليا بعدم رفع جميع العقوبات عن سوريا   /   معلومات الجديد: بعد إعلان الجيش والسلطات الثلاثة انتهاء مهمة حصر السلاح وانتشار الجيش جنوب الليطاني سيصدر حزب الله بياناً يؤكد هذا المعطى ويعلن إخلاء المنطقة وفق اتفاق وقف إطلاق النار مطالباً إسرائيل بالالتزام به أيضاً   /   ويتكوف: نؤكد مجدداً التزامنا الكامل ببنود خطة السلام في غزة   /   ‏ويتكوف: أكدنا أهمية التنسيق بالشراكة مع المؤسسات المحلية بغزة والشركاء الدوليين   /   ويتكوف: المشاورات ستستمر في الأسابيع المقبلة لدفع تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة   /   معلومات الجديد: قائد الجيش رودولف هيكل سيقدّم تقريراً كاملاً بعد عودته من باريس يعلن فيه انتهاء مهام الجيش جنوب الليطاني وذلك التزاماً بالخطة التي عرضها على مجلس الوزراء   /   ويتكوف: ناقشنا تدابير التكامل الإقليمي وتيسير التجارة وتطوير البنية التحتية لتعافي غزة   /   ويتكوف: المرحلة الأولى من اتفاق غزة حققت تقدما   /   ‏ويتكوف: شددنا على تشكيل إدارة تحكم غزة لحماية المدنيين والحفاظ على النظام   /   ‏ويتكوف: ممثلو أميركا ومصر وقطر وتركيا اجتمعوا أمس في ميامي لبحث اتفاق غزة   /   سموترتش: قد نضطر لشن عملية في غزة ولبنان قبل الانتخابات   /   مراسل الأفضل نيوز: بعد قيام الجيش اللبناني واليونيفيل بالكشف على المنزل الذي تم استهدافه اليوم في بلدة بليدا تبين أنه خالٍ من أي وسيلة عسكرية أو سلاح   /   سموترتش: لم ننته بعد من مهمة تدمير حماس ونحن في مفترق طرق   /   ‏وزير المالية الإسرائيلي: لن نسمح لحزب الله باستعادة قوته ليشكل تهديدا جديدا   /   الجيش اللبناني وقوات "اليونيفل" ينفّذان عملية كشف على المنزل الذي تم استهدافه عصر اليوم في بليدا بمحلّقتين انتحاريتين   /   الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير أنفاق في منطقة "الخط الأصفر" واستبدال قواته هناك بأخرى   /   الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير أنفاق في منطقة "الخط الأصفر" واستبدال قواته هناك بأخرى   /   زيلينسكي: هناك إشارات من بعض الشركاء على إمكانية إنهاء الحرب وآمل اقتراب تلك اللحظة   /   مراد يلتقي وفودًا شعبية ورسمية في الخيارة   /   زيلينسكي: قطر وتركيا ترغبان بالمشاركة في الجهود المبذولة لوقف الحرب   /   ‏حزب الله العراقي: لا تفاهمات مع الحكومة قبل خروج القوات الأجنبية من البلاد   /   

وين الصبحية اليوم؟"..قبل أن يغيب التراث عن صباحاتنا

تلقى أبرز الأخبار عبر :


ربى اليوسف - خاصّ الأفضل نيوز

 

اليوم، الصبحية عند فلانة، وغدًا عند الأخرى… هكذا تبدأ نهارات السيدات في القرى، وفي المدن أيضًا، وكأن الصبحية طقسًا يوميًا يفرض نفسه على جداولهن.

 

لقاء صغير مع الشاي والقهوة، رشة بهارات من أخبار البيت، الأطفال، والحياة عمومًا، وبين ضحكة وأخرى تتبادل النساء الخبرات والنصائح.

 

الصبحية ليست مجرد تجمع عابر، بل مساحة اجتماعية تسمح للمرأة بالراحة والتنفيس عن ضغوط الحياة اليومية. ففي القرى، تشكل هذه اللقاءات فرصة للتواصل والتضامن بين الجارات، بينما في المدن تصبح متنفسًا بعيدًا عن زحام العمل وروتين البيت.

 

تساهم هذه اللقاءات في رفع الروح المعنوية، وتخفيف التوتر النفسي، وتمنح النساء شعورًا بالانتماء إلى مجتمع داعم. الصبحية إذن، ليست مجرد صباح عابر، بل لحظة حياة صغيرة تجمع بين التواصل والمرح والدعم الاجتماعي.

ويبدو أن النساء يجدن في هذه اللقاءات فرصة للتعبير أكثر، وهو ما يتوافق مع قدرتهن الطبيعية على الطلاقة والذاكرة اللفظية، أي القدرة على إيجاد الكلمات وتذكرها بسهولة أكبر مقارنة بالرجال.

 

وفي بيناتنا خبز وملح، و"بصارة"، فتكاد لا تخلو الصبحية من رموز التبصير"، سعدان، حتسعدي، كلب صديق وفي، شجرة عز، والعريس المنتظر والطرحة البيضاء و"مهلك مهلك جايي الليلة دار أهلك"، حيث تشارك الفتيات أمهاتهن هذه الطقوس، ولا تمر جلسة القهوة دون عادة قراءة الفنجان، التي يمارسها الكثيرون رغم اختلاف القناعات حول نتائجها.

 

الصبحية اللبنانية مهددة بالانقراض ويعود ذلك إلى مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي أثرت على نمط الحياة التقليدي.

 

فمع زيادة أعباء العمل، الدراسة، وسرعة الحياة في المدن والقرى، أصبح من الصعب على النساء تخصيص وقت صباحي أسبوعي أو يومي للقاءات الصبحية، خاصة في الأسر التي تعتمد على عمل المرأة خارج المنزل، "السوبر وومان"، و"السترونغ أندباندنت وومان".

 

كذلك بدلت الهواتف الذكية ووسائل التواصل الحديثة جزءًا كبيرًا من التواصل المباشر، فأصبحت المحادثات والصور والفيديوهات تحل محل اللقاءات الحية، ما أضعف الشعور بالاحتكاك الاجتماعي المباشر وأصبح اختصار لقاءتنا ب "ألو، باي".

 

في حين أدت الاهتمامات الجديدة لجيل الشاب، وانتشار ثقافة الاستقلالية والخصوصية، إلى تقليص الاهتمام بالطقوس الجماعية التقليدية مثل الصبحية

 

كذلك أضعف ارتفاع تكاليف المعيشة والفقر القدرة على تنظيم لقاءات منتظمة تتضمن تقديم الطعام والشراب.

كما أن الهجرة الداخلية والخارجية شتت العائلات وقللت من إمكانية اللقاء اليومي أو الأسبوعي الذي كان أساس الصبحية في الماضي.

 

إذا كانت الصبحية في الماضي إذاعة تلفزيونية حية، ومسرحًا لتبادل الأخبار والهواجس، وأحيانًا حلبة منافسة على أفضل كعكة أو أحلى "تبصير" بالفنجان… فإنها اليوم، مع ضغط الحياة، والأطفال، والموبايلات، وأحيانًا النسيان البريء، باتت مهددة بالانقراض.

 

وإذا لم نحافظ عليها، سيصبح فنجان القهوة في الصبحية مجرد ذكرى نضحك عليها في الصور القديمة، وسنحكي للأحفاد عن "صبحية النسوان" وكأنها حكاية خرافية من زمن بعيد، قبل أن تصدح أصوات المنبهات معلنة بداية يوم جديد!