عبدالله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
لم يؤدِ انعقاد لقاء بين وفد من حزب الله ضم مسؤول ملف العلاقات المسيحية سعيد الخنسا يصحبه الحاج مصطفى الحاج علي والمسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض في منزل النائب فريد هيكل الخازن إلى أي تطوّر على مستوى العلاقة بين الطرفين.
خطاب البطريرك الماروني بشارة الراعي بعد اللقاء، تحديداً في الأحد الأول الذي أعقبه، أعدَّ أفصح تعبير عن جو الأجواء، وكشف عمق الفجوة بين الطرفين. حيث تعمّد الراعي قراءة رسالة واردة من أهالي القرى المسيحية الحدودية الجنوبية من على منبر بكركي خلال العظة، تضمنت عبارات أعدها حزب الله مسيئة له أو مسيئة لمسيرته وتنتقص من دوره الحالي في حماية لبنان، ما استدعى رد فعل كبير عبر موقع التواصل الاجتماعي، رأي فيه راعي الحوار بين الطرفين النائب فريد هيكل الخازن، بأنه "غير مقبول".
عملياً، تقول مصادر متابعة للعلاقة بين الطرفين، أن أي تطور لم يطرأ على مستوى العلاقة منذ زمن. النقاش محصور بينهما في القضايا المشتركة والقضايا التي تمس الساحة الوطنية، إضافة إلى تبادل الرسائل والتعبير عن الموقف من بعض القضايا. لكن النقاش لا يقارب مسألة إيجاد حل أو تفاهم حول أي منها.
ورأت المصادر أن المهم في ما يجري أن اللقاءات بين الطرفين مستمرة، لكنها في المدى المنظور ووفقاً لما هو سائد حالياً، فإنها لن تقود إلى تطور إيجابي على صعيد موقف الطرفين، لاسيما بكركي التي يبدو أنها تنتهج نهجاً سياسياً مغايراً بالمطلق لحزب الله، إن لم نقل معارضاً له.
مصادر مقربة من بكركي شدّدت على انزعاج الصرح البطريركي من تصرفات من أسمتهم "جنود حزب الله" عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذين يتعمدون توجيه الإساءة الدائمة والمتتالية إلى البطريرك، وهذا كان موضع بحث مع وفد حزب الله، بالإضافة إلى الحملات الدائمة التي تطال ممثل بكركي في الأراضي المحتلة المطران موسى الحاج، معتبرة أنه يؤدي عملاً إرسالياً هناك.
غير أن الملفات بين الطرفين وعلى أهميتها، تبقى موضع جدل. حيث أنها لا تؤدي ولا إلى أي تطور أقله على صعيد الموقف السياسي من القضايا العامة. أضف إلى ذلك أن ثمة وضوحاً في مسألة عمق الهوة في المسائل الداخلية، لاسيما المواجهات الجارية في الجنوب وملف رئاسة الجمهورية. فبكركي تلقي باللوم على حزب الله في افتتاح المعركة جنوباً وبالتالي التسبب في تهجير مواطنين جنوبيين، وفي مسألة أسر الملف الرئاسي وجعله رهينة في مسار الحرب على قطاع غزة، بينما حزب الله يعتبر أن المعركة في الجنوب النابعة من إسناد لغزة، كانت ضرورية في مسار المواجهة والردع مع العدو الإسرائيلي. وفي تقديرات حزب الله، إن تل أبيب كانت في وارد "التحشر" في لبنان لدفعه صوب المعركة ربطاً بوجود خطط لديها بشكل مسبق، وإن ما قام به حزب الله أدى إلى توازن وفرض ردعٍ.
وبمناسبة الحديث حول رئاسة الجمهورية، فإن موقف حزب الله واضح، وهو يدعم ترشيح شخصية مارونية صنفته بكركي خلال لقاء عام 2014 الشهير على أنه واحد من زعماء المسيحيين الأربعة، مع الإشارة إلى أن حزب الله يبدي انفتاحاً على مناقشة الملف الرئاسي، وهو ما لمسه وفد بكركي خلال الاجتماع الأخير.
وفي حين أبقيت الاجتماعات مفتوحة، لم يجرِ الاتفاق على اجتماع آخر، وقد ترك للطرفين بمعاونة من النائب الخازن تحديد الموعد المقبل.