محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
كما كان متوقعاً، لم يخرج عن لقاء سفراء الدول الخمس في اللجنة الخماسية، مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أي قرار ملموس يُخرج الملف الرئاسي من حالة المراوحة، وإن حصل تأكيد على أن مسؤولية اختيار الرئيس تقع على عاتق اللبنانيين أولاً، وأن لا فيتو من الخماسية على أي اسم يحصل عليه التوافق، وهنا مكمن العقدة.
ينصب الاهتمام الدولي في لبنان حالياً بالشق الأمني، ولو كان لتحرك سفراء الخماسية وقعه بإيجاد شعور بأن امراً ما قد تغير، ولكن يكفي مراقبة مواقف القوى السياسية اللبنانية لمعرفة حجم الجمود الذي لا يزال يلفُّ الملف الرئاسي.
بعد تحرك الخماسية والحديث عن عدم وضع فيتو على أي اسم، وهو ما كان يجري حوله الكثير من الأخذ والرد والتحليلات، برزت مواقف لمسؤولين في التيار الوطني الحر يؤكدون فيها مجدداً رفضهم للاسمين الأساسيين المطروحين للرئاسة، أي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وقائد الجيش جوزيف عون، وبحسب مصادر متابعة فإن التيار أعاد طرحه القديم إلى الطاولة، وهو ضرورة البحث عن مرشح ثالث يستطيع من جهة أن يجمع التوافق اللبناني حوله، ويملك برنامجاً سياسيًّا واقتصاديًّا واضحاً يمكن لبنان من الخروج من أزمته الكبيرة.
كذلك كان للمعارضين من القوى السياسية مواقف متجددة ترفض الحوار مع القوى الداعمة لترشيح رئيس تيار المردة، وترفض ما تسميه مبدأ الفرض، حيث لا تزال تضع شرط التخلي عن دعم فرنجية كشرط أساسي للدخول في تفاوض أو حوار يوصل أحد الأسماء إلى سدة الرئاسة.
إن هذه المواقف تؤكد أن لا جديد واضحًا بعد في الملف الرئاسي، خاصة أن إعادة رمي الكرة في ملعب القوى السياسية وحدها يعني أن الجديد عملاً بالمثل الشعبي القائل "لو بدا تشتي غيّمت"، فلو كان بإمكان اللبنانيين إنتاج رئيس لوحدهم لما كان الفراغ استمر حتى اليوم.
هذا التشتت ينطبق بجزء منه على الدول المشاركة في الخماسية، إذ لا قرار موحدًا بعد حول إنهاء الفراغ، وهذا القرار سيكون أساسيًّا لانتخاب الرئيس، وذلك بحسب التجربة اللبنانية، وداخل الخماسية هناك من يرى إمكانية فصل الرئاسة عن باقي الملفات من الحدود والأمن إلى السلة المتكاملة، وهناك من يرى أن لا سبيل لذلك بحكم الأمر الواقع وما يجري في لبنان والمنطقة، لذلك تجزم المصادر أن لا جديد على مستوى الرئاسة قبل حسم القرارات في اللجنة الخماسية، ولا جديد على الصعيد الرئاسي قبل نضوج تسوية متكاملة تشمل سلة واحدة من الرئاسة والحكومة إلى السياسة والتعيينات الأساسية.
في سياق متصل تؤكد المصادر أن البحث في هذه السلة قائم، حيث تجري بعض المباحثات داخل وخارج لبنان حول رئاسة الحكومة، بظل بروز أسماء عديدة يتم التشاور معها حول وضعها ورؤيتها، مثل تمام سلام، عبد الرحمن البزري، خلدون الشريف، إبراهيم منيمنة، مشيرة إلى أن الشارع السني بات يعمل بجد بملف رئاسة الحكومة، ولكن لا شيء واضحًا بعد.