استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب حيث أطلع بري على نتائج زيارته إلى الخارج فضلاً عن البحث في الأوضاع والمستجدات السياسية وشؤون تشريعية.
وبعد اللقاء، علق بوصعب على استهداف سيارة في بلدة جدرا اليوم، قائلًا: "لأول مرة نشهد غارة للعدو الإسرائيلي على منطقة خارج الجنوب، وهذا التطور خطير، ويجب ألّا يمر دون الكلام عنه والاعتراض عليه بشكل أساسي، لأنه إذا استمرينا هكذا ستصبح التطورات أخطر وأوسع، مع أننا سعينا كل ما بوسعنا لإبعاد شبح الحرب، ولكن العدو الإسرائيلي ليس لديه حدود، بخاصة أنه لا يستطيع أن يفكر بشكل صحيح بسبب الأزمة السياسية والعسكرية التي يتخبط بها".
وأضاف: "النقطة الثانية التي تكلمنا بها مع دولة الرئيس هي ضرورة السعي لإعادة الحركة بموضوع انتخاب رئيس للجمهورية لأنه المخرج الأساس للأزمة السياسية التي نمر بها حالياً".
وأضاف: "كما تكلمنا عن زيارة سفراء اللجنة الخماسية إلى دولة الرئيس ونتائج المباحثات التي حصلت، وفي الوقت نفسه ماذا يمكن أن نفعل لتحريك عقد تشاور أو تفاهم "سموهم مثلما تريدون" ولكن لا حل إلا السير بهذا الأمر للوصول إلى جلسات متتالية في المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية".
وتابع: "لأن هذا الموضوع الأساس، ولماذا أصبح أهم أكثر وأكثر لأننا أصبحنا نرى تمادياً كبيراً جداً من قبل رئيس الحكومة في ما يتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية، والأخطر منه الصلاحيات التي بدأ يعتدي عليها، وهي صلاحيات بعض الوزراء، لماذا أقول بعض الوزراء لأنه أكيد لا يتصرف بنفس الطريقة مع كل الوزراء، وكما سبق وقلت من المجلس النيابي وسألته لو كان الوزير زعيتر هو وزير الدفاع كنت تصرفت معه بهذه الطريقة؟ وأنا وقتها كنت أعرف لماذا قلت هكذا، واليوم وصلنا لهذه المشكلة، ويقول رئيس الحكومة بأنه لا يسعى لأخذ دور أحد مثلما سمعنا اليوم ونحن صدقنا، ولكنه يرسل رسائل باتجاه المرجعيات الدينية ليقول لهم أنا أقف على خاطركم ببعض الأمور، ولكنه يقف على خاطرهم في بعض الأمور الثانوية، أما الأمور السياسية الأساسية مثل التعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية وبعض الوزراء طبعاً يمعن في موضوع التعدي على هكذا صلاحيات".
وأردف: "من هنا أود أن أقول أن الذي يقوم به هو نسف لدستور الطائف، وهو سيتحمل مسؤوليته وهذه سابقة خطيرة ما سبق لأحد أن تصرف مثلما يتصرف رئيس الحكومة، وهذا استفزاز لشارع طويل عريض. أنا لا أتكلم أبداً من منطق طائفي أو مذهبي، ولكن أرى ردات الفعل ونصيحتي لرئيس الحكومة إذا تواصل مع المرجعيات الدينية ليس معناه أنه أصبح لديه رضى أو غطاء أن يتصرف، لأن حتى المرجعيات الدينية لا تقبل بالتصرف الذي حصل في الحكومة وبهذا الشكل".
ورداً على سؤال في ما إذا كان قد تطرق لهذا الموضوع مع الرئيس بري؟ أجاب: "أنا هنا وأتكلم من عين التينة. أنا سجلت اعتراضًا عند الرئيس بري، ولماذا قبل وزراؤه أن يكونوا في هذه الحكومة وأن تؤخذ هكذا قرارات، وذكرته على أساس أنها حكومة تصريف أعمال وتهتم فقط بالشؤون الضيقة من تصريف الأعمال، ولكن أصبحنا أمام جدول أعمال فضفاض، وهذه الحكومة كانت تقول وسمعنا من المرجعيات السياسية أنها لا تعين وفجأة صارت الحكومة "بدها تعين"، فكان عندي أسئلة وعتب وقلت للرئيس بري نتمنى عليك أن تكون الضامن في المستقبل، لأنه في غياب رئيس الجمهورية و"السلبطة" التي تحصل على الصلاحيات، نريد منك العمل لإيقافها وليس وزراؤك أن يكونوا ويصوتوا ويسمحوا لهذا الشيء أن يحصل".
وعن زيارة وزير الخارجية الإيراني الغى بيروت؟ قال: "من الطبيعي أن يكون هناك زيارة لوزير الخارجية الإيراني إلى بيروت مثلما نرى زيارات لكل وزراء الخارجية ولكل البلدان المعنية بالأزمة التي تحصل وبالمشاكل وبحرب غزة تحديداً".