د.زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
يطغى المشهد اللبناني على الأحداث الدائرة في المنطقة في ظل تسارع الأحداث من جهة، وتوسع الضربات التي يشنها جيش العدو الإسرائيلي من جهة أخرى.
قد يعتبر البعض من الساسة اللبنانيين أن العدو يمتلك الإمكانيات الهائلة التي تسمح له البطش أينما كان، لكن حقيقة الأمر أن العدو مردوع ويحسب ألف حساب على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة حيث تجهزت المقاومة منذ سنوات دون توقف، كما أنها حتى الآن لم تظهر إلا البعض البسيط من إمكانياتها.
جبهة لبنان مازالت جبهة مساندة
العدو المردوع عسكريًّا لم يستطع أن ينجز في السياسة ما لم يحققه في العسكر، ففشلت جميع محاولاته في إرسال الوفود الغربية لتحقيق وقف لإطلاق النار تحت مسمى تطبيق القرار 1701. في المقابل كانت المقاومة في جنوب لبنان تعمل ضمن العنوان الذي طرحته منذ اليوم الأول والمتمثل في إبقاء جبهة جنوب لبنان جبهة مساندة إلى جانب المقاومة الفلسطينية، مع التشديد على أن هذه الجبهة لا تخشى الحرب مع العدو لكن ما يقوم به الميدان حاليًا يكفي للهدف الذي تم وضعه.
المقاومة والحسابات الداخلية اللبنانية
لم تخرج المقاومة عن لبنانيتها كما أنها لم تخرج عن ثوابتها الاساسية عندما ساندت فلسطين وقدمت خيرة شبابها شهداء على طريق القدس. لكن في المقابل لم تقم المقاومة بالمغامرة التي كان يخشاها بعض الداخل اللبناني أو كان يتمناها البعض الآخر، فالمقاومة لا تعمل في تحديد مواقفها المصيرية بالعواطف أو بالتمنيات، هي التي تتمتع بقيادة وشورى حكيمة مبنية على أسس شرعية.
لقد وقفت المقاومة عند الواقع اللبناني الداخلي خاصة بعد الحرب الناعمة التي خاضها من تحركوا لتدمير الاقتصاد اللبناني والمالية العامة تحت مسميات عدة شكلها جميل ومضمونها خبيث، لكن في نهاية المطاف بقي أمام الواقع الخبيث الذي أراده الغرب من خلال تدمير الاقتصاد تحت مسميات الثورات الملونة.
ما يعيشه المشهد اللبناني اليوم في ظل تطورات معركة طوفان الأقصى اليومية هو واقع الحرب في جبهة المساندة، لا خشية فيها من الصراع مع العدو، ولا تراجع عن مساندة القضية الفلسطينية.

alafdal-news
