ليديا أبودرغم - خاص الأفضل نيوز
مع دخولها عامها الثّالث ما زالت الحرب الرّوسيّة على أوكرانيا تستحوذ اهتمام السّاحة الدّوليّة، مع بقاء حالة التّرقّب الّتي تلازم مجرياتها والنّتائج التي ستنتهي إليها، ويبقى الغموض سيد الموقف حيال الأسباب والشّروط والظّروف التي يمكن أن تؤدي إلى توقفها.
حقّقت تلك الحرب حتّى الآن نتائج إيجابيّة ملموسة لروسيا، وعلى رأسها تعزيز مبدأ الأمن المتكافئ وغير القابل للتّجزئة في عالم متعدّد الأقطاب.
روسيا نجحت رغم التّكلفة الباهظة في الصّمود بوجه العقوبات الهائلة من الغرب، وأدّت العمليّة العسكريّة إلى توحيد الرأي العام حول القيادة السياسية، وأفرزت توسّعاً جيوسياسيًّاً، بما تملكه المناطق التي أصبحت تحت السيطرة الروسية من ثروات هائلة ستلعب دوراً مهمًّا في إنعاش الاقتصاد الروسي وزيادة حجم ثرواتها الطّبيعيّة والمعدنيّة.
ومنذ إعلان روسيا سيطرتها بشكلٍ كاملٍ على أفدييفكا، وبالتالي سيطرتها بشكلٍ كاملٍ على مصنع أفدييفكا للكيماويات وفحم الكوك في أعقاب شهور من القتال العنيف، ومع تزايد المخاطر والتّهديد باندلاع حرب نوويّة روسيّة ضدّ الدول الأوروبية، كوسيلة للرّدع وليس للتّصعيد، ازداد القلق الأوروبي من ميل كفة الحرب لصالح روسيا، بعد تكبّد القوات الأوكرانية خسائر متتالية في ظلّ نقص الدعم الغربي والتّقدّم الروسي على عدد من محاور القتال، وتصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن مستقبل التعاون داخل حلف الناتو والمخاوف من استخدام روسيا للأسلحة النووية مستقبلاً، وتُرجم هذا القلق خلال قمة ميونيخ للأمن التي دعا خلالها الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى توسيع قدرات الرّدع والدفاع لدى الاتحاد دون الاعتماد على أميركا، ما دفع دول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الموافقة على الحزمة الـ 13 من العقوبات الأحادية الجانب المتعلقة بأوكرانيا ضد روسيا، والتي تشمل حظر ما يقرب من 200 كيان وفرد متّهمين بمساعدة موسكو في شراء الأسلحة أو التّورّط في اختطاف أطفال أوكرانيين، وهو ما تنفيه موسكو التي وسّعت في المقابل بشكل كبير قائمة المسؤولين والسياسيين في الاتحاد الأوروبي الممنوعين من دخول روسيا.
في ضوء عدم إظهار أيّ من طرفي الحرب نيّة للاستسلام، وفي ضوء بقاء بوتين في السلطة، يميل المحلّلون إلى طول أمد الحرب إلى ما بعد 2025، مصحوبة بخسائر ثقيلة على كلا الجانبين.
لا تزال سُحب من عدم الثّقة تخيّم على نتائج الانتخابات الرّئاسيّة الأميركية، وكذلك على مصير الصراع بين "إسرائيل" وحماس، وحروب أخرى حول العالم، وأثّر ذلك كله على الحرب في أوكرانيا التي يغذّيها صراع الكبار حول إعادة تشكيل النّظام الدولي في زمن الاضطراب الاستراتيجي.

alafdal-news
