عماد مرمل - خاص الأفضل نيوز
يحاول تكتّل "الاعتدال الوطني" إنتاج ديناميّة داخليّة تفضي إلى كسر الجمود في الملفِّ الرّئاسيّ، من خلال مبادرة "مرنة" تحاول تدوير الزّوايا الحادّة وإعطاء كلّ طرف بعض ما يطلبه أو ما يرضيه، بحيث لا يشعر أحد أنّه خاسر أو متضرّر.
لكن، وعلى رغم بعض المؤشّرات الإيجابيّة الّتي عكستها حتّى الآن جولة التّكتّل على عدد من الأطراف، إلّا أنّ هناك من ينصح بعدم الاستعجال في التّفاؤل لأنّ الشّياطين تختبئ في التّفاصيل التي لا تزال ملتبسة، وبالتالي المطلوب "طردها" قبل الاندفاع السّابق لأوانه إلى التّبشير بحصول أيّ خرق حقيقي في الجدار السّميك.
وبناء عليه، ينصح الواقعيّون بالحذر وتفادي حرق المراحل، على قاعدة "ما تقول فول حتّى يصير في المكيول"، خصوصًا أنّ هناك قوى داخليّة قد تلجأ إلى المناورة التّكتيكيّة للإيحاء ظاهريًّا بأنّها تتجاوب مع مبادرة التّكتّل، في حين أنّها تكون في الجوهر غير مهيّأة بعد لإنجاحها.
وبينما يلفت البعض إلى أنّه لا يجوز تحميل مبادرة "الاعتدال الوطني" اكثر ممّا تتحمّل وأن معالجة المأزق الرّئاسي المعقّد تتجاوز حدود قدرات التكتّل ودوره، يعتبر في المقابل المواكبون لحراكه أنّ ما يفعله غبر مفصول أصلًا عن مسار اللّجنة الخماسيّة بل يتقاطع في نهاية المطاف مع التّحرّك المتجدّد لسفراء "الخماسيّة" من أجل تمهيد الأرضيّة لانتخاب رئيس الجمهوريّة، وبالتّالي فالتّكتّل ليس مقطوعًا من شجرة، وهو يحاول أن يلتقط اللّحظة الخارجيّة الّتي تبدو ملائمة ل"اقتناص" تسوية إمّا على اسم مقبول من الأكثريّة وإمّا على آليّة الانتخاب إذا تعذّر التّفاهم المسبق حول خيار محدّد.
ولكن ليس معروفًا بعد كيف سيتمكّن التّكتّل عمليًّا، ووفق أيّ توليفة بالضّبط، من التّوفيق بين مطلب الحوار أو التّشاور المُسبق الّذي ينادي به فريق ما كان يُعرف ب 8 آذار وبين طرح الجلسات المفتوحة والمتتالية إلى حين انتخاب الرّئيس الّذي يدعو إليه الطّرف الآخر؟
وإلى حين أن تتبلور خلال الأيّام المقبلة مبادرة تكتّل الاعتدال الوطني، نقل زوّار السّفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو عنه تأكيده أنّ مسعى "الخماسيّة" في هذه المرحلة يستند إلى الرّكائز الآتية:
لا دعم لمرشّح محدّد ولا اعتراض على أيّ مرشّح، مساعدة اللّبنانيين على انتخاب الرئيس وليس الحلول مكانهم في هذه المهمّة، البحث عن خيار ثالث لأنّه ثبت أنّ التّوازنات النيابية تحول دون فوز سليمان فرنجية أو جهاد أزعور، وجوب الاستعجال في انتخاب الرئيس بفعل الوضع الطارئ المستجد في الجنوب وغزة، وفصل الحرب عن المحاولات المبذولة لمعالجة أزمة الشّغور .

alafdal-news
