د. زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
دخلت معركة طوفان الأقصى شهرها الثامن على ضوء رد حركة حماس الذي فاجأ نتنياهو وعصابته التي دخلت في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية.
المؤكد أن التباين بين حكومة نتنياهو بات قائمًا خاصة بعد رد الحركة، لكن ما هو أعمق من ذلك هو التباين الذي بدأ يظهر بين الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأميركية وحكومة الكيان الصهيوني.
التحركات الطلابية وتأثيرها على الانتخابات الرئاسية
يختلف تأثير تحرك الطلاب في الولايات المتحدة الأميركية على مسار المعركة الرئاسية بين المرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن، فالأول خارج الحكم ولا يتأثر في القرارات الرسمية التي يجب أن يتخذها الرئيس الحالي الذي بات يجد نفسه في مواجهات التحركات الميدانية التي تتمدد مع ازدياد الإجرام الصهيوني داخل قطاع غزة.
بحسب المعطيات المتوفرة من مصادر مواكبة داخل الولايات المتحدة الأميركية لحراك الجامعات فإنَّ التحركات الميدانية بدأت تتوسع من الجامعات إلى الثانويات، كما أن التحركات الجامعية لن تتوقف قبل وقف الحرب في غزة، بل إن التوقعات تشير إلى توسع رقعة هذه التحركات في المرحلة المقبلة.
جميع هذه التحركات هي في مواجهة الإدارة الحالية التي وجدت نفسها تحت ضغط حكومة نتنياهو التي لم توافق على العرض الذي وافقت عليه حركة حماس، بالرغم من أن مصادر سياسية تؤكد بأنَّ ما وافقت عليه حركة حماس كانت حكومة نتنياهو قد وافقت عليه بالتنسيق مع مدير الاستخبارات الأميركية ويليام بيرنز.
المصالح الاستراتيجية الأميركية
بدأت المصالح الأميركية تتأثر في الحرب الدائرة في قطاع غزة وتواكبها جبهات المساندة خاصة بعد الرد الإيراني على استهداف جيش العدو الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق.
ما هو مؤكد اليوم هو أنَّ خيار الأميركي في إنهاء الحرب يتقدم على خيار تدحرج المنطقة إلى صراع غير معروف الخواتيم.
لقد أبدت جبهات المساندة أنها الورقة الأصعب بعد صمود المقاومة داخل قطاع غزة، وأن معادلة الفوز في النقاط التي تحدث عنها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بدأت تظهر نتائجها في الولايات الأميركية بعدما كانت قد دمرت أكذوبة الجيش الذي لا يُقهر.
ما يحصل في العالم اليوم يتركز حول مصالح الولايات المتحدة الأميركية التي خسرت في أوكرانيا كل ما قدمته من دعم عسكري، بالإضافة إلى خسارتها جميع التهديدات التي وجهتها للصين سواءً في الاقتصاد أو في السياسة أو حتى في التهديدات العسكرية، وهي اليوم تتجه لخسارة جديدة في فلسطين المحتلة بعدما أبدت في بداية الحرب دعمها الكامل لحكومة نتنياهو، فهل تتقدم المصالح الاستراتيجية الأميركية على القواعد الثابتة التي رأيناها خلال الأشهر الأولى للحرب؟