ملاك درويش - خاصّ الأفضل نيوز
المستثمر والملياردير الأمريكي جورج سورس، يعدّ واحداً من الشخصيات الأكثر إثارة للجدل في العالم اليوم. ويمتد تأثيره إلى مجالات متعددة بما في ذلك الاقتصاد والسياسة والإعلام، الأمر الذي جعله هدفاً للنقد والهجوم من قبل العديد من الجهات.
يثير سورس تساؤلات عديدة حول دوافعه الحقيقية وتأثيراته على السياسات المحلية والدولية، خاصة في دولة تضجّ بالأزمات مثل لبنان.
اقتصاديا، يُعرف سورس بقدرته على التأثير في الأسواق المالية العالمية من خلال استثماراته الضخمة. هذا التأثير جعل منه شخصية غير مرحب بها في بعض الدول التي ترى في تحركاته الاقتصادية تهديداً لاستقرارها المالي. النقد الأساسي الموجه لسورس هنا هو أنه يستخدم نفوذه المالي للتأثير في السياسات الاقتصادية لتحقيق مكاسب شخصية غير بريئة على حساب استقرار الدول النامية واقتصاداتها الضعيفة.
أما فيما يخص موضوع الترويج لأجندات خفية، فإن أبرز الانتقادات الموجهة إلى سورس هي اتهامه بالترويج لأجندات سياسية خفية عبر دعمه لمنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام. وفي السياق نفسه يؤكد المعنيون أن دعمه لهذه الجهات ليس مجرد عمل خيري، بل هو وسيلة لتمرير أجندات سياسية تهدف إلى زعزعة استقرار الحكومات الشرعية.
ففي لبنان، يثير دعمه لمنظمات حقوق الإنسان والصحافة الحرة الشكوك حول نواياه الحقيقية، حيث يُنظر إليه كمحاولة للتدخل في الشؤون الداخلية وتحقيق مصالح خاصة.
ومن المؤكد أن تمويل سورس للمنظمات الإعلامية في لبنان وأماكن أخرى يثير الكثير من التساؤلات حول تأثير هذا الدعم على استقلالية الإعلام؟!
فمنتقدوه يعتبرون أن هذا الدعم يمكن أن يؤدي إلى تلاعب في الأجندات الإعلامية والمطابخ التحريرية بما يخدم مصالح سورس وأهدافه السياسية. فهذا النوع من الدعم المالي، بالرغم من ظاهره الخيري غير البريء يُنظر إليه على أنه شكل من أشكال التدخل الخارجي الذي يهدف إلى توجيه وتأطير وقولبة الرأي العام وتغيير السياسات بما يتوافق مع رؤى سورس ومعتقداته.
وفي قبالة ذلك، يعتبر العديد من النقاد والباحثين في علوم الإعلام والاتصال أن تدخلات سورس في الشؤون السياسية والاجتماعية تساهم في زيادة التوترات والنزاعات داخل الدول. فدعمه للحركات المعارضة والمجموعات الحقوقية قد يؤدي إلى استقطاب المجتمعات وإثارة الفتن، مما يعرّض الاستقرار الاجتماعي للخطر.
وخير مثال على ذلك ثورة لبنان التي تطرح تساؤلات عديدة حول دور دعم سورس في تأجيج وتوجيه الاحتجاجات وتعميق الانقسامات السياسية والطائفية.
إنّ جورج سورس بشخصيته المثيرة للجدل ونفوذه الواسع، يظل موضوعاً رئيسياً للنقد والدراسة والمتابعة من قبل العديد من الجهات المختصة. بعيدا عن ما يروج له بعض تلاميذ إعلام سورس من أنه المدافع البطل عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، في وقت يعمل فيه جورج كظلٍّ متدخل يسعى دائما لتحقيق مصالحه الخاصة على حساب استقرار الدول وسيادتها.
فالنقد الموجه لسورس يعكس مخاوف حقيقية من تأثير النفوذ المالي والسياسي على استقلالية الدول واستقرارها، وهو ما يتطلب نقاشاً مجتمعيًّا وسياسيًّا واسعاً وضروريًّا حول دور التمويل الخارجي وأهدافه الحقيقية.

alafdal-news
