هنادي عيسى - خاصّ الأفضل نيوز
يعود النجم محمود نصر إلى الشاشة بعمل درامي جديد يحمل عنوان «ليل»، وهو مسلسل يُنتظر بشغف لما يحمله من أبعاد إنسانية ونفسية عميقة، ولما يجمعه من ثنائية لافتة مع النجمة كارمن بصيبص.
العمل، الذي صُوّر جزء كبير منه في تركيا، يقدّم تجربة درامية مختلفة على مستوى النص والإخراج والأداء. في هذا الحوار مع الأفضل نيوز يفتح محمود نصر قلبه للحديث عن شخصيته، وكواليس التصوير، ورهانه على هذا العمل المفصلي في مسيرته الفنية.
-ماذا يمثّل لك مسلسل «ليل» في هذه المرحلة من مسيرتك الفنية؟
-«ليل» هو عمل استثنائي بالنسبة لي، لأنه يضعني أمام تحدٍّ تمثيلي حقيقي. الشخصية مركّبة وتحمل صراعات داخلية عميقة، وهذا النوع من الأدوار يهمّني كثيراً كممثل، لأنه يدفعني إلى البحث والغوص في تفاصيل النفس البشرية.
-حدّثنا عن الشخصية التي تؤديها، وما الذي جذبك إليها؟
-ما جذبني هو أن الشخصية ليست أحادية أو نمطية، بل تمرّ بتحوّلات حادة نتيجة ظروف قاسية وأحداث مفصلية. أحببت المساحة التي يمنحها الدور للتعبير عن التناقض الإنساني، بين القوة والضعف، وبين ما نُظهره وما نُخفيه.
-يجمعك العمل بالنجمة كارمن بصيبص، كيف تصف هذه الشراكة؟
-كارمن ممثلة محترفة ومجتهدة إلى أبعد الحدود. هناك انسجام كبير بيننا أمام الكاميرا، وهذا انعكس إيجاباً على المشاهد المشتركة. أعتقد أن الكيمياء بين الممثلين عنصر أساسي لنجاح أي عمل، وقد كانت موجودة بصدق في «ليل».
-صُوّر المسلسل في تركيا، كيف كانت تجربة التصوير هناك؟
-التصوير في تركيا كان تجربة غنية ومليئة بالتحديات. تنوّع المواقع، والطقس أحياناً، والالتزام بجدول تصوير مكثّف، كل ذلك تطلّب جهداً كبيراً. لكن في المقابل، كانت هناك احترافية عالية وتنظيم دقيق، ما ساعدنا على تقديم العمل بأفضل صورة ممكنة.
-هل من مواقف أو كواليس طريفة أو مؤثرة لا تُنسى خلال التصوير؟
-بالتأكيد، هناك مواقف كثيرة، خاصة خلال المشاهد الصعبة التي كانت تتطلب شحناً عاطفياً كبيراً. أحياناً كنا نخرج من المشهد ونحن ما زلنا تحت تأثيره النفسي. هذه اللحظات، رغم صعوبتها، تبقى من أجمل ذكريات أي عمل.
-ما الذي تودّ قوله للجمهور قبل عرض المسلسل؟
-أتمنى من الجمهور أن يشاهد «ليل» بقلب مفتوح، لأنه عمل يعتمد على التفاصيل والمشاعر العميقة. أعدهم بتجربة مختلفة، وبقصة ستلامسهم وتدفعهم للتفكير، وهذا هو الرهان الحقيقي لهذا المسلسل.
-سبق وأن شاركت في المسلسل التركي المعرّب «كريستال» الذي حقّق حضوراً جماهيرياً واسعاً. كيف تنظر اليوم إلى هذه التجربة؟
-"كريستال" كان تجربة مهمّة ومفصلية في مسيرتي، لأنه قدّمني إلى شريحة واسعة من الجمهور العربي، لا سيما أنه عمل معرّب عن دراما تركية ناجحة. هذا النوع من الأعمال يفرض على الممثل تحدّياً خاصاً، يتمثّل في الحفاظ على روح النص الأصلي، مع تقديمه بصدق يتلاءم مع البيئة العربية.
-ما الاختلاف الأساسي الذي لمسته بين العمل في مسلسل معرّب مثل «كريستال» والعمل في مسلسل أصلي مثل «ليل»؟
-الاختلاف الجوهري يكمن في مساحة الإبداع. في الأعمال المعرّبة، يكون المسار الدرامي والشخصيات مرسومة سلفاً، ويقع التحدّي في الأداء والانسجام مع النسخة العربية. أمّا في «ليل»، فنحن أمام نص أصلي، وهذا يمنح الممثل فرصة أوسع للمشاركة في بناء الشخصية وتفاصيلها النفسية، ويخلق إحساساً أكبر بالمغامرة الفنية.
-على مستوى الشخصية، كيف تقارن بين الدورين؟
-شخصية «كريستال» كانت قائمة على الإيقاع السريع والصراع المباشر، وهو ما يخدم طبيعة الدراما اليومية المشوّقة. في المقابل، شخصية «ليل» أكثر عمقاً وتأمّلاً، تعتمد على التدرّج النفسي والبعد الداخلي، وهذا ما تطلّب أدوات مختلفة في الأداء والتحضير.
-هل شعرت أن «ليل» يشكّل انتقالة نوعية بعد نجاح «كريستال»؟
-إلى حدّ كبير نعم. «كريستال» منحني انتشاراً جماهيرياً مهماً، بينما «ليل» أراه خطوة متقدّمة على مستوى الاختيارات الفنية. أحبّ دائماً أن أوازن بين العمل الذي يصل إلى جمهور واسع، والعمل الذي يضيف لي كممثل ويختبر قدراتي.
-كيف تتوقّع تفاعل الجمهور مع «ليل» مقارنةً بـ«كريستال»؟
-أعتقد أن «كريستال» جذب الجمهور بسرعة بسبب حبكته المعروفة وإيقاعه المشوّق، بينما «ليل» سيجذبهم تدريجياً عبر القصة والشخصيات. لكل عمل جمهوره، لكنني واثق بأن «ليل» سيترك أثراً عاطفياً أعمق لدى المشاهد.

alafdal-news
