عبد الله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
يقول نائب على تواصل دائم مع زملاء له في "اللقاء الديمقراطي"، أن الجولة التي قام بها هؤلاء على كتل نيابية طيلة الأسبوع الماضي على أهميتها وأهمية أهدافها، إلا أنها –وكما هو واضح- لم تؤد إلى أي نتيجة أو خرق وليس لها أفقاً، وهو ما بات هؤلاء يقرون به حقاً.
إذاً يفهم أن الاستعصاء السياسي الداخلي ما زال حاضراً وبقوة بالرغم من كل "المعطيات" أو المعلومات التي يجري تناقلها حول احتمال حصول خرق خلال الشهر الجاري أو الذي يليه كأبعد تقدير، وإن الاستعصاء لا يمكن "محو" الأسباب الخارجية فيه طالما أن مرآة الداخل بالنسبة إلى البعض هو الخارج دوماً.
منبع الكلام حول المهل بين الشهر الجاري أو الذي يليه كأبعد تقدير، مرتبطة بمسارين أساسيين:
- اعتقاد جانب سياسي أن اقتراب دخول الولايات المتحدة الأميركية مدار الانتخابات الرئاسية الأميركية في آب المقبل سيرتب عليها مزيداً من الضغوطات في سبيل إمرار وقف لإطلاق النار في غزة. هذا البند في حال "صُدّق"، سينعكس بالتالي على بيروت وسيحضر كبير مستشاري البيت الأبيض عاموس هوكشتاين في اليوم التالي لإبرام الشق اللبناني من الصفقة. ويعتقد هنا أنه من بين البنود "التكميلية" ملف رئاسة الجمهورية.
- القضية الأخرى ترتبط بالتعويل على الدور الأميركي. ففي حال بلوغ آب أميركياً ومضيه صوب أيلول من دون حل، فإن الولايات المتحدة ستكون في مدار الانتخابات في المعنى الإجرائي والعطلة الصيفية في المعنى السياسي، ويصبح بعدها إمكانية البحث عن رئيس متعذرة أو صعبة.
بناء عليه يقوم التعويل. غير أن ثمة أموراً سياسية لا يمكن فهمها. كيف يمكن التوصل إلى تفاهمات داخلية في لبنان متى أن الأرضية، سواء السياسية أو بين المرشحين غير قائمة؟
من يجيب على هذا السؤال ينتقل إلى مسألة ذات أبعاد مختلفة. حيث أن الوصول إلى الرئيس العتيد مسألة لا تُقاس في مدى الجولات والمبادرات الداخلية والوساطات، ولا في البعد الزمني، إنما في اعتقادهم أن الرئيس يولد قبل ربع ساعة من التسوية! أي أن أي رئيس مقبل، لا بد أن يعبر مسار الوصول إليه "قطوع غّزة وجنوب لبنان"، ومن بعدها يبدأ النقاش الجدّي الذي لن يأخذ وقتاً حتى نبلغ الرئيس في نهايته.
باعتقاد أصحاب وجهة النظر هذه، المسألة تتخطى الأسماء. ثمة معايير، تأخذ في الاعتبار توصيف الفريق اللبناني الحليف لحزب الله، وتتفاهم مع توصيف الفريق الآخر. والحديث عن الفريق الآخر ليس لبنانياً بمقدار ما هو خارجي، ويصبح فيه الفريق اللبناني الحليف له ناطق باسمه وليس مقرراً، وهؤلاء لديهم معاييرهم بالنسبة إلى الرئيس. وعملاً بهذه المبادئ، يتم إسقاط المعايير المتفاهم عليها مع الشخص المناسب لها ليتم بعدها إنتاج الرئيس. "فما نشأت أسماء تنشأ أخرى".
في المقابل أن الثابت يبقى، أن ثمة مرشحاً رئاسياً ثابتاً ويحوز على رقم معين من الأصوات، يمثله رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مدعوماً من حزب الله وحلفائه، ومرشح آخر، يبقى في خانة المحتملين، يمثله قائد الجيش العماد جوزاف عون. الفرق بين الشخصين، أن الأول ثابت من وجهة نظر فريقه، إنما الثاني لا شيء يؤكد ثباته، أو يؤكد التزام من يفترض أنه يدعمه به، لاسيما عند حلول اللحظة، والتجارب كثيرة.