أماني النّجار - خاصّ الأفضل نيوز
إنً نهر اللّيطاني يُوازي بأهميته في لبنان ما تمثّله أنهر السين والراين في فرنسا، يتألّف الحوض الأعلى للنهر من قسمين ملوثين، فإنّ أسباب "المصيبة الكبيرة" التي حلّت بـ"شريان اللّيطاني المائي" في البقاع، لا يُمكن حلها من دون "خبراء"، بينما الدّولة تتعمّد إبعادهم عن الحلول المقترحة، في سعيها لإتمام سمسراتها على حساب صحة الناس وحياتهم. فتلوثه هو وجه من أوجه الفساد المستشري في لبنان عمومًا، والذي أمات بحيرة القرعون بسبب إهمال الدّولة.
ومن بين مصادر التلوث، نهر الغزيل، أحد روافد اللّيطاني، الذي تحوّل إلى تجمّع للنّفايات السّائلة الصّناعيّة والمبتذلة، ففي بلدة المرج البقاعيّة، خصوصًا القاطنين على الجهة الجنوبية الشّرقية عند محاذاة نهر الغزيل، يعانون من الروائح الكريهة والتلوث جرّاء تصريف المياه الآسنة في مجرى النّهر، إضافة إلى مشروع الأوتوستراد العربي الذي قام باستحداث عبّارة منذ خمس عشرةَ سنة والمُفترض أنها لتصريف مياه الأمطار في الأوتوستراد، وإذ بها تتحوّل إلى تصريف مجرور الصّرف الصّحي، لتزيد من نسب التلوث والأمراض لأهالي البلدة.
في هذا السّياق، تحدّث موقع الأفضل نيوز مع مدير عام المصلحة الوطنية لنهر اللّيطاني الدّكتور سامي علوية وقال: "هناك مشاكل تتعلّق بالجهة الممّولة أو بالأرض، وهذه خارجة عن إرادة المجلس، وعلى المعنييّن في المنطقة مثل النّواب أن يجدوا حلًّا لمشكلة الصّرف الصّحي؛ لأنّ البلديات ليس لديها الإمكانيّات لذلك، كما أنّ المحافظ كمال أبو جودة طلب الدّعم من الجهات المانحة ولم يحرّكوا ساكنًا، ووزارة الطّاقة ومؤسسات المياه لم يفوا بالوعود".
وأضاف: "إنّ المشكلة مزدوجة وشبكة الحي داخليّة؛ ممّا يشكّل تداعيات سلبيّة، إذ لا نستطيع ترك المجارير تفيض في الطّرقات حتّى تغمر النّهر، فالخطر كبير على الأهالي وصحتهم ومأكولاتهم، وكما في العادة كل شيء في البلد يسير بطريقة عشوائية، وهذه جريمة بيئية وإنسانيّة تجاه الفقراء".
في بلدٍ يعجز مسؤولوه عن إيجاد حلول لمعاناة مواطنيه، ألا يجدر بلمُواطن أن يعتمد سلوكًا مختلفًا يُحافظ فيه على بيئته ومصادر غذائه؟.