كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
شهرَ رئيس حزب "الوطنيين الأحرار"، النائب كميل دوري شمعون، سلاح الحرب الداخليّة، بإعلانه عن امتلاك حزبه عشرين ألف مسلّح، ويرتفع عددهم مع انضمام مسلّحين من أحزاب حليفة له "كالقوّات اللبنانيّة" و"الكتائب"، والذين كانوا يشكّلون "الميليشيات الانعزالية" أثناء الحرب الأهليّة، في مقاومة ما كانوا يسمّونه"الاحتلال الفلسطينيّ" للبنان، أو "السّلاح غير الشّرعي" في لبنان، و"الدويلة" ضمن الدولة، مع ظهور المقاومةُ الفلسطينيّة في لبنان إثر هزيمة الجيوش العربيّة في حرب حزيران ١٩٦٧، التي شارك فيها كلِّ من مصر وسوريا والأردن، واحتلت أراض في سيناء وغزة والجولان والضّفةِ الغربية.
فما يعلنه شمعون الحفيد، هو نسخة عمّا أعلنه شمعون الجد الذي يحمل اسمه، رئيس حزب الأحرار، الوريث لـ "الشمعونية السياسيّة"، التي انحسر وجودها السّياسي والشّعبي، وتوزٌعت على أحزاب منها "التّيار الوطني الحرّ"، الذي انتسب رئيسه جبران باسيل إلى "حزب الأحرار".
فإعلان "الحرب الشمعونية" هو تتمة لما سبق وصدر عم أحزاب وتيارات وشخصيات تناهض "حزب اللّه"، وتتهمه بأنه قناع "للاحتلال الإيراني" وقد شكّل النائب السابق فارس سعيدما سماه "المجلس الوطني لتحرير لبنان من الاحتلالِ الإيراني"، ومن أبرز أعضائه النائب السابق أحمد فتفت، لإعطاء طابع"وطني" للمجلس الذي لم يعلن آلية للتحرير، التي يقول عنها سياسية ودبلوماسية، في وقت أعلن شمعون، بأن السلاح هو لاستخدامه إذا استمر "حزب الله" بامتلاكه السلاح، وهو تزود به من إيران ويتمول منها باعتراف الأمين العام لـ "حزبِ اللّه" السيد حسن نصر الله، الذي شهر سلاح المقاومة دفاعًا عن لبنان، الذي حرّر أرضه عام ٢٠٠٠، وصمد بوجه العدوانِ الإسرائيليِّ صيف عام ٢٠٠٦، وساند غزة في مقاومتها للحرب الإسرائيلية التّدميريّة عليها، وهذا ما يرفضه شمعون في هذا السّلاح، الذي يتذرّع هو ومن يشبهه سياسيّّا، بأنّ السلاح يجب أن يكون محصوراً بالجيش اللبناني، وقرار الحرب والسّلم بيد الدولة اللبنانية.
فاستحضار شمعون للسّلاح ، لاقى رفضًا داخليًّا، لأن توقيت موقفه، ليس بريئًا بل محاولة لتفتيت الجبهة الداخلية اللبنانية، وزجّ "حزب الله" بصراعٍِ داخليٍّ، لنقل سلاحه إلى الداخل وهذا يلتقي مع أهداف العدو الإسرائيليّ، بإبعاد سلاح المقاومة عن الحدود مع فلسطين المحتلة في الجنوب إلى ما وراء شمال الليطاني لكن "حزب الله" يرفض جرّه إلى المستنقع اللّبناني، لأن مواجهته العسكريّة هي مع العدوِّ الإسرائيليّ الذي خاض معه معركة عسكريّة لأنّه لو انتصر في غزّة، فسينقل الحرب إلى الجبهة الشمالية مع لبنان، للقضاء على المقاومة فيه ونزع سلاحها، وحاول ذلك في حرب عام ٢٠٠٦ وفشل، وسعت أطراف لبنانيّة، إلى تعطيل شبكة اتصالاته في أيار ٢٠٠٨، فلاقت الفشل من خلال عمليّة عسكريّة - أمنيّة نفّذها "حزب الله" في ٧ أيار ٢٠٠٨، وقلب المعادلة الداخلية لصالح المقاومة ومحورها.
ويحاول شمعون من خلال ما أعلنه في موقفه الأخير، بأن ما سمّاه العشرين ألف مسلّح، بأن يوجّه رسالة إلى "حزب اللّه"، بأن يمتثل "للإرادة اللبنانيّةِ" وفق رأيه، ووقف الحرب في الجنوب، والخروج من المنطقة لينتشر الجيش اللبناني مع القوات الدولية، وهو مطلب أميركي - إسرائيلي، حمله مجدّدًا الموفد الرّئاسي الأميركي آموس هوكشتاين في زيارته الحاليّة إلى لبنان، لتأمين أمن إسرائيل، وعودة المستوطنين من الشمال إليه.
ويريد شمعون من تصعيده العسكريّ، إثبات وجوده السّياسيّ وبأنّه أحد أطراف المعادلة، وهو الملتحق بـ"القوات اللبنانيّةِ" التي أمّنت فوزه بالنّيابة في قضاء بعبدا، متناسيًا ما أقدمت عليه "القوّات اللّبنانيّة" في مجزرة الصفرا بقيادة بشير الجميل، الذي سعى إلى تصفية "حزب الأحرار" وجناحه العسكري "نمور الأحرار"، وما فشل به الجميل، نفّذته "القوّاتُ اللبنانيّة" برئاسة سمير جعجع المتّهم باغتيال رئيس حزب الأحرار داني شمعون مع عائلته في منزله في بعبدا، كما حصل مع آل فرنجية في مجزرة إهدن.

alafdal-news



