عبدالله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
دفع الموقف "التحذيري" الذي أطلقه السيد حسن نصرالله مؤخراً حيال قبرص ودورها أو دور القواعد الموجودة على أراضيها في أي تصعيد محتمل مع العدو الإسرائيلي، الجزيرة إلى إجراء مراجعة سياسية، وإلى تطويق تداعياته والعمل على احتوائه سواء مع لبنان الرسمي أو مع الجانب الأوروبي.
في هذا الصدد، حصل "الأفضل نيوز" على معلومات مؤكدة، تشير إلى أن دولاً أوروبية معينة عملت على تصعيد الموقف بين الجانبين اللبناني والقبرصي. وقد عملت على تحريض "الجزيرة" في سياق ضرورة اتخاذ مواقف حادة وواضحة من التهديدات التي أطلقها أمين عام حزب الله، ولما لا، أخذ الموضوع الى البحث على طاولة الاتحاد الأوروبي ومناقشته في جلسة عامة وإصدار توصيات في شأنه. غير أن قيادة الجزيرة التي بدت منذ اللحظة الأولى مندفعة صوب احتواء الموقف وعدم تصعيد الأمور وهو ما تمت ملاحظته من خلال قيام رئيسها باحتواء مواقف أطلقها السفير القبرصي في تل أبيب. وطالبت بأن تبقى الأمور محصورة بينها وبين بيروت، مع تأكيدها بأنها ستعمل مع العاصمة اللبنانية على احتواء الموقف وإزالة أي التباس ومعالجته بعيداً عن أي استفزاز متبادل. مع إشارة الجزيرة إلى أنها "تقف باحترام" أمام التفسيرات التي قدمها السلطة السياسية اللبنانية منذ اللحظة التي لم تظهر أي وجه من وجوه العدائية.
وكان من نتائج موقف قبرص أن اكتفى بإصدار بيان عن الاتحاد الأوروبي استنكر تصريحات نصرالله، من دون الذهاب الى توسيع مستوى ردود الفعل.
عملياً، مثَّل كلام السيد حسن نصرالله الذي حذر قبرص من مغبة استخدام أراضيها أو منشآتها أو مطاراتها من جانب "إسرائيل"، مواقف ردعية أكثر من كونها "هجومية". وفي الظاهر، تعاطى نصرالله بكثيرٍ من الدقة إزاء الحالة التي أمامه. فصحيح أنه عبر عن تهديدات واضحة طالت خطوة قد تتخذها الجزيرة، وأنه أظهر بوضوح أنه على علمٍ مسبق أو أنه مطلع على مضامين "برنامج التعاون" بين قبرص ودولة الاحتلال والذي شمل اعتبار أراضي الأخيرة مواقع مناورات صالحة لجيش الأخيرة، إلا أنه توجه في موضع أكثر وضوحاً صوب بريطانيا التي تمتلك قواعد عسكرية (مطارات) تقع تحت سيادتها، يبدو حزب الله يمتلك معلومات ثبت أن الأخيرة استخدمت هذه القواعد في توفير معلومات استخباراتية "معادية" لمصلحة العدو الإسرائيلي جاءت نتيجة مسح تجريه بشكل دائم للأجواء اللبنانية، وإن القدرات الاستخباراتية والتقنية التي تتمتع بها لندن في الجزيرة، جيِّرت لمصلحة العدو أيضاً، وإن الأخيرة، قامت وتقوم باستمرار بتوفير إحاطة أمنية واستخباراتية شاملة للعدو، يبدو أن تل أبيب استفادت منها في مناسبات عديدة.

alafdal-news
