مارينا عندس - خاصّ الأفضل نيوز
تعيش منطقة البقاع، ظروف استثنائية صعبة نتيجة الحروب القائمة في البلد، والوضع الاقتصادي الصّعب.
ولكن، رغم التهديدات المُستمرّة على المنطقة، خوفًا من اندلاع الحروب فيها، والقصف أحيانًا على بعض القرى البقاعية، إلّا أنّ هذه المنطقة تبقى صامدة رغم كلّ الظّروف والتّحديّات.
فتُحاول من خلال قيامها بالمهرجانات، أن تتعايش مع واقعها المرير، لتقدّم أفضل ما عندها من حفلاتٍ تراثيةٍ شعبيةٍ في أيام عطلة الصّيف. فكيف نرى الصّورة من منطقة بعلبك؟
وضع مهرجانات بعلبك "دقيق"
المُهندس حمّاد ياغي، عضو في اللجنة التنفيذية لمهرجانات بعلبك الدّولية، يؤكّد أنّ وضع مهرجاناتنا "دقيق"، نتيجة الأوضاع القائمة في البلاد، واندلاع الحرب في غزّة. لذلك، نحن متريّسون للقيام بحفلاتٍ بسبب الوضع الحربي والأمني والاقتصادي القائم في لبنان.
وفي حديثه لموقع "الأفضل نيوز"، يؤكّد أنّ المناطق اللبنانية أجمع، مُتأثرة بالوضع الآني الصّعب، لاسيّما منطقة بعلبك فيما يخصّ الوضع الأمني والحربي، والوضع الاقتصادي الصّعب. لذلك، لم نشهد هذا العام مهرجانات كبيرة للأسف.
ولفت ياغي إلى أنّه في حال لمسنا بعض الهدوء والاستقرار في المنطقة، من المُمكن أن تُقام مهرجانات رمزيّة هذا العام. وإذا استمرّ الوضع بما هو عليه اليوم من إجرامٍ وتخريبٍ، سيتمّ أخذ القرار بإلغاء الحفلات. ولكن، حتّى الساعة القرار لم يؤخذ بعد. وسننتظر قليلًا قبل اتّخاذ القرار الرّسمي.
وتمنّى بدوره أن تنتهي المشاكل والأعمال الحربية الحاصلة في المنطقة، وأن يعمّ السّلام في المُستقبل القريب.
رغم الصعوبات.. بعلبك صامدة
وفي السّياق، نكرت الزميلة الإعلامية إسراء الرّشعيني، إبنة مدينة بعلبك، أنّ المنطقة متأثّرة بما يحصل. بل أكّدت أنّ الحركة السّكانيّة جيّدة جدًا، والنّاس تجدّد بضاعتها من ملابس وأغراض ومأكولات وتجارة، فالحركة التّجارية ممتازة والوضع السياحي بأفضل حاله.
وفي حديثها لموقع "الأفضل نيوز"، أشارت إلى أنّ المنطقة تكتظّ بالنّاس المُقيمة وبالسّياح والأجانب، لاسيّما عند المساء.
ولأنّ السّياحة لها مواسم على حدّ تعبيرها، اعتبرت إسراء أنّ المنطقة لم تتأثر بشكلٍ سلبيٍ أكان من ناحية السياحة، ولا حتّى من ناحية عملية البيع والشراء، لافتةً إلى أن لا فروقات كبيرة بين أعداد السياح في الموسم السياحي الصّيفي، بين يومٍ وآخر.
"مدينة الشمس"
لُقّبت بعلبك بمدينة الشمس، بحسب المراجع التاريخية. وخلال فترة المهرجانات يتحوّل ليل المدينة إلى نهار، صاخبًا بالموسيقى والإيقاعات. وقرار إقامة المهرجانات فيها، لم يأتِ عبثًا، بل لإظهار وجه لبنان الحضاري وتوجيه رسالة للعالم، بأنّ المنطقة قادرة على إقامة الفعاليات الثقافية.
واجهت "مدينة الشمس" صعوبات أكبر بكثير ممّا تواجهه اليوم، بعد أن توقّفت حفلاتها خلال الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 قبل أن تعود من جديد عام 1997.
وعام 2020، انتشر فيروس كورونا، وواجه القائمون على المهرجانات، تحدّيات جديدة، بسبب تفاقم الفيروس، ممّا أُجبر جميع المناطق على الإغلاق العام.
وعام 2022، أعيدت الحياة إلى المنطقة، بعد أن أقيم مهرجانٌ أكثريته من الفنانين اللّبنانيين، مع بعض الأجانب، بهدف إضفاء الصبغة الدّولية على الفعاليات، كي لا يكون المهرجان محليًا بحتًا.
واليوم، ولو كانت هذه المهرجانات رمزية، لكنّ رمزيّتها كبيرة بالنسبة لجميع اللبنانيين، لإعطائهم الأمل بأنّ لبنان سيعود حاملًا معه كلّ الخير.

alafdal-news
