جو لحود_خاصّ "الأفضل نيوز"
غالبا وفي سياق الحديث عن الأقطاب في لبنان، ما يتردد إلى أذهان اللبنانيين صورة الأقطاب الموارنة الذين التقوا في بكركي ومن ثم فرّط معظمهم بما تمّ الاتفاق عليه وذلك بحثاً عن مصالح ضيّقة لا علاقة لها بأيّ مصلحة عامة تعود بالنفع على اللبنانيين بشكل عام والموارنة والمسيحيين منهم بشكل خاص.
لكن اليوم، سيأخذنا الحديث عن الأقطاب اللبنانية إلى طائفة الموحدين الدروز التي يلتقي قادتها اليوم بحضور شيخ عقل الطائفة الشيخ سامي أبي المنى.
ووفقاً للمعلومات، سيجمع اللقاء كلّ من الرئيس السابق لـ "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس "الحزب الديمقراطي" طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب.
وفي هذا السياق، أكّد مصدر مطلع لـ "الأفضل نيوز" أنّ " لبّ اللقاء سيتمحور حول وحدة الصف في البيت الدرزي الداخلي، لجهة نظرة الدروز الى المُستجدات في جبهة جنوب لبنان وفي فلسطين لاسيما على صعيد الحرب الدائرة في قطاع غزة".
وأضاف: "من المُرجح أن يخرج اللقاء بموقف صريح يؤيّد حركة "المقاومة" في لبنان وفلسطين، لاسيما أن كلّ المجتمعين يقفون إلى جانب القضية الفلسطينية على الرغم من بعض التباينات في الشكل وليس في المضمون".
واعتبر المصدر أنّ " من غير المستبعد أن يرشح عن اللقاء دعم للحركة التي يقوم بها "حزب الله" في الجنوب اللبناني، غير أنّ هذا الدعم لن يكون مطلقاً إن صحّ التعبير، لاسيما أنّ الاشتراكي الذي عبّر عن وقوفه إلى جانب "الحزب" لديه جملة من التحفظات لجهة إمكانية توسّع الحرب وتحميل لبنان أكثر مما يمكن أن يحمل".
وأشار المصدر إلى أن " اللقاء لا بدّ له من أن يعالج مسألتين أساسيتين، الأولى متعلقة بدروز فلسطين ومحاولة تشويه صورتهم والثانية مرتبطة بواقع الدروز في سوريا والدعوة إلى توحيد صفوفهم وتوحيد حضورهم ضمن مشهد وطنيّ جامع في الداخل السوريّ".
وقال المصدر: " سيحضر الواقع المعيشي والاقتصادي في صلب اللقاء الدرزي، وسيكون هناك نقاش واضح متعلق في الواقع العام للدروز في لبنان والتحديات التي يعانون منها.
أما على الصعيد السياسي، فمن المرجح أن تكون هناك رسائل متعددة الاتجاهات لكنها تتجه جميعها إلى هدف واحد متمثل في ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، باعتبار أن إنجاز هذا الاستحقاق الرئاسي يشكّل المدخل لطرح الحلول الاقتصادية والاجتماعية للأزمات اللبنانية المتعددة والمختلفة".
وفي ما يتعلق بالرسائل الرئاسية التي يمكن أن ترشح عن الاجتماع استبعد المصدر " أن يخرج المجتمعون بأي موقف موحّد حول الملف الرئاسي إلا في إطاره العام، أي في إطار الدعوة الى الإسراع بانتخاب الرئيس، لاسيما أنّ "الاشتراكي" لم يبلور موقفا واضحاً وصريحاً من ترشيح رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجيه.
لكن هذا لا يعني أنّ اللقاء سيخلو من دعوة إلى الذهاب إلى حوار بوصفه خشبة الخلاص اللبنانية الوحيدة، وقد تُوجّه الدعوة في هذا السياق إلى الأقطاب الموارنة قبل غيرهم، فتتم دعوتهم لحوار داخلي أولاً ومن ثم إلى حوار وطنيّ جامع يعوّل عليه لإخراج الرئاسة من عنق الزجاجة.