حمل التطبيق

      اخر الاخبار  مراسل الأفضل نيوز: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة بريقع جنوبي لبنان   /   مراسل الأفضل نيوز: غارة بصاروخَين على بلدة حولا الحدودية واستهداف سيارة في بلدة بريقع قضاء النبطية   /   الدفاع المدني: شهيد إثر غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في كوثرية السياد جنوبًا   /   مراسلة "الأفضل نيوز": استهداف سيارة على طريق بلدة كوثرية السياد الشرقية ومعلومات أولية عن ارتقاء شهيد   /   مراسل الأفضل نيوز: الطيران الحربي المعادي يحلق بشكل منخفض فوق البقاع   /   الوكالة الوطنية: الجيش الإسرائيلي ألقى قنابل مضيئة فوق بلدة عيتا الشعب   /   الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات نسف لمبان سكنية شرقي مدينة غزة   /   رئيس حزب إسرائيل بيتنا ليبرمان: شاهدنا عرضا بائسا من نتنياهو يمنع عودة الرهائن دفعة واحدة لبقائه السياسي   /   عائلات الأسرى: لا نستغرب أن نتنياهو لم يعط مجالا للأسئلة لأنه سيضطر للرد على سؤال عما سيفعله لإعادة أبنائنا   /   وكالة الصحافة الفرنسية: صفارات الإنذار تدوي في كييف على الرغم من هدنة عيد الفصح   /   القسام: تمكنا من تنفيذ كمين مركب ضد قوة صهيونية متوغلة شرق حي التفاح شرق مدينة غزة وأوقعنا أفرادها قتلى وجرحى   /   وسائل إعلام تابعة لأنصار الله: عدوان أمريكي بسلسلة غارات على العاصمة صنعاء   /   وزير خارجية إيران: في المرحلة الحالية نشعر بالتفاؤل لكن مع قدر كبير من الحذر   /   نتنياهو: متأكد من إمكانية إعادة المختطفين دون تحقيق شروط حماس   /   نتنياهو: أقمنا مناطق أمنية في سوريا ولبنان لحماية سكان إسرائيل   /   نتنياهو: لن أستسلم للقتلة لأن الاستسلام يعرض أمن إسرائيل للخطر   /   نتنياهو: لن ننهي الحرب قبل القضاء على حماس وإعادة مختطفينا   /   نتنياهو: ملتزم بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية   /   نتنياهو: أتمنى الشفاء للمحاربين الذين أصيبوا في القتال ووجهت الجيش للرد بقوة وزيادة الضغط على حماس   /   نتنياهو: لهذه الحرب أثمان كبيرة وأتمنى الشفاء للجنود الجرحى   /   زعيم معسكر الدولة بيني غانتس: يجب تبديل حكومة نتنياهو السيئة وأعمل على بناء بديل لها   /   إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقاتلو القسام استهدفوا آلية بصاروخ مضاد للدروع ثم فجروا عبوة ناسفة بآلية أخرى   /   القناة 12 العبرية: إصابة 3 مجندات بجيش الاحتلال بجراح خطيرة في معارك بيت حانون شمال قطاع غزة   /   الجيش الإسرائيلي: مقتل جندي خلال معارك شمال قطاع غزة   /   يديعوت أحرونوت: مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في بلدة يزورها نتنياهو للاحتفال في ختام الفصح اليهودي   /   

غزة تشارك في التصفيات النهائية والعرب يتفرّجون...

تلقى أبرز الأخبار عبر :


يحيى الإمام - خاصّ الأفضل نيوز

 

كنت أستمع منذ قليل إلى مواطن من غزة هاشم يتوجّه إلى أمته العربية من وسط الدمار محاولاً أن يمسحَ الغبار عن وجهها وأن يلبسها ثوبَ العزّة والكرامة الذي يليق بها، وبكل أنفة وشموخ واعتزاز كان يتحدث ويشرح أهمية ما يقوم به المقاومون في غزة دون أن يذكرَ اسمه لأنه لم يعد يعنيه أن تستحسن الأمة كلامَه أو تصفقَ له، بقدر ما يعنيه أن تفهمَ الأمة حقيقة ما يجري فيها ومن حولها وما يُدبَّر لها في ظلام الليل أو في وضح النهار.

 

يقول هذا المواطن: إن غزةَ اليوم، وهي تواجه أقوى وأكبرَ دول الأرض، إنما تدافع عن كرامة الأمة إلى جانب دفاعها عن القيم الإنسانية الأصيلة والنبيلة، ومن يعتقد بأن معركة طوفان الأقصى قد انطلقت من أجل تحرير الأسرى فقط هو واهم ويفهم الموضوع بأضيق حدوده لأن الموضوع أكبر بكثير وقد عبر عنه الصحافي الملهم محمد حسنين هيكل رحمه الله حين قال : ( لا شيء أقسى من الهزيمة إلا تكريس ثقافة الهزيمة في عقول الأجيال )، وهذه هي النقطة التي تدور حولها معركة غزة، وثقافة الهزيمة هي ما تريد قوى الاستعمار وأدواتها في المنطقة أن ترسخها في وجدان الأمة وفي أذهان الشباب لتقول لهم أنتم مهزومون ولا تستطيعون النهوض ويجب أن تحنوا رؤوسكم لقوى الاستكبار العالمي، ومعركة غزة هي معركة كسر لهذه الإرادة، فغزة هي آخر حصن من حصون الأمة وإذا هزمت غزة ستبقى الأمة خانعةً لمئات السنين، وإذا انتصرت ستعز الأمة وترفع رأسها عالياً لتبدأ مسيرة النهوض، وإذا هزمت إسرائيل ولم تستطع تحقيق أهدافها فلسوف تتوالى هزائمها إلى أن تزول، كما قال أحد حكماء بني صهيون. 

 

إن غزة اليوم تخوض حرباً استثنائيةً لا تشبه أيًّا من الحروب لأنها تدافع عن القيم أولاً وتعاند وتقول : لا للاحتلال ولا للذل والخنوع، ونحن قادرون رغم التضحيات الجسام أن نجترح المعجزات وأن نصنع الانتصارات، ونتذكر هنا الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضوان الله عليه عندما سجن الشاعر الذي قال : 

 

( دعِ المكارمَ لا ترحل لبغيتها

واقعد فإنك أنت الطاعمُ الكاسي)، لأنه يهدم سلم القيم والفضائل ويدعو الناس إلى العيش البهائمي الذي يأكلون فيه ويشربون وينامون ويتكاثرون دون هدف أو قضية إنسانية، وقد صدق أيضاً أحد الرؤساء العرب حين قال في أيام العدوان على العراق الشقيق : ( يريدون منا أن نكونَ قلبًا ينبض وعقلاً لا يفكر ). 

 

إن غزةَ اليومَ بصمودها وتضحياتها قد قدمت للأمة الكثير الكثير، فماذا قدمت الأمة لغزة غير الخذلان والجحود والإنكار والإسهام في التجويع والحصار؟ 

 

وإذا كان هذا الخذلان غير مبرر ولا مقبول على المستوى الرسمي الذي اعتدنا على خطابه وموقفه وخياراته واعتباراته، فماذا عن الجماهير العربية والأحزاب العربية والإعلام العربي والمثقفين العرب وطلاب الجامعات العربية؟ 

 

ألم يكن مخزياً لنا جميعاً أن يتعاطف أحرار العالم وطلاب جامعات أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وأن تكون مواقفهم متقدمةً في حين تتخلف الجامعات العربية والأحزاب العربية عن نصرة المظلومين في فلسطين ولو من منطلق إنساني بحت، لا من منطلق رابطة الدم والدين واللغة والتاريخ والمصالح وما إلى ذلك من جوامع، ولكي تدافع عن أسباب بقائها ومسوّغات استمرارها ونبض حياتها هي نفسها على الأقل؟ 

 

طبعاً عندما نقول هذا الكلام لا ننسى صنائع المقاومين الشرفاء في لبنان و اليمن والعراق وما قدموه من دعم وإسناد يُشهد له، وقد نالوا بضرباتهم الموجعة للعدو ومن يقف معه وخلفه، ومن خلال تبرعات من يحيطون بهم وتظاهراتهم ونصرتهم وتأييدهم، ثقةَ أهل غزة واحترامهم وتقديرهم وشكرهم على لسان الناطق باسم أحرار الأمة أبي عبيدة، ولا ترى غزة في الميدان سواهم، وحتى في المفاوضات التي تجري هنا وهناك، فليس قليلاً أن يضع سيد المقاومة في لبنان نفسه وحزبه وإمكاناته بتصرف قيادة المقاومة في غزة من أجل تقوية شوكة المفاوض الفلسطيني وتزويده بأوراق قوة وأسباب منعة وصمود، فيقول عبر وسائل الإعلام : ( سنوقف معركة الإسناد في شمال فلسطين في اليوم الذي يتوقف فيه العدوان على أهلنا في غزة ) . 

 

فيا أيها المتفرجون العرب في بقية الأقطار والأمصار والأقاليم العربية، لو اعتبرنا أنكم تشاهدون مباراة كرة القدم في المونديال لكنتم أكثر تفاعلاً وحماساً وارتباطاً بفريقكم، ولكنتم تطبعون على صدوركم وسياراتكم صور اللاعبين في الميدان، وليس المطلوب منكم أن تستبدلوا صور المجاهدين في غزة بصور ميسي ورونالدو ونيمار وبنزيما ولا أن تحملوا علم فلسطين بدلاً من أعلامهم، ولكن المطلوب اليوم أن تنحازوا لإنسانيتكم في مواجهة البهائمية والتوحش والافتراس، وأن تدافعوا عن قيمكم الدينية والقومية والإنسانية أولاً، فإن غزة كما تعلمون قد وصلت إلى التصفيات النهائية في هذا المونديال وهي تواجه رغم الدمار والجوع والحصار نيابةً عن الأمة كلها لو تعلمون، لا بل إن المطلوب باختصار هو القليل من الحياء ....