كمال ذبيان - خاص الأفضل نيوز
لم تحسم كُتلتا "التّحرير والتّنمية" و"الوفاء للمقاومة" قرارهما بعد، في لقاء نوّاب المعارضة لطرح مبادرتهما على "الثّنائي الوطني"، و"حركة أمل" و"حزب الله"، وهما المتّهمان من قبل هؤلاء الّذين يمثّلون حزبَي الكتائب والقوّات اللّبنانيّة وكتلة تجدّد ونوّاب من التّغييريّين بأنّهما يعطّلان الاستحقاق الرئاسي ويعملان ليكون رئيس الجمهورية مَن رشّحاه وهو رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية المستمرّ في ترشيحه
ولا تلتقي مبادرة نواب المعارضة مع الفكرة التي طرحها الرئيس نبيه بري قبل حوالي العام وهي الحوار لمدّة سبعة أيّام، ثمّ انتخابات رئاسة الجمهوريّة، فتمَّ تعطيل الاقتراح من قبل هذه المجموعة ومعها آخرين، تحت عنوان رفض الحوار، وعدم تكريسه عرفًا قبل كلّ انتخابات رئاسيّة.
لذلك فإنّ "أمل" و"حزب اللّه" ليسوا متحمّسين للّقاء مع "نوّاب المعارضة لأن موقعهما من مبادرتهم معروفة، إنّما قد يقبلان اللّقاء من باب الزّمالة النّيابيّة، ومعرفة ماذا يريدون من طرحهم، الذي ليس بالجديد، كما يقول مصدر نيابي من كتلة التّحرير والتّنمية لـ"الأفضل نيوز"، إذ أنّهم يضيعون وقتهم منذ حوالي العامين، وهذا ما فعلوه بردّهم السّلبيّ على اقتراح الرّئيس برّي وهم هؤلاء يطلّون بمبادرة لا تغيّر في واقع الحال من شيء، يقول المصدر الّذي يكشف بأنَّ مقترحي "النّوّاب المعارضين"، هو تردّد لما يقولونه منذ بدء الشّغور الرّئاسي وهم لم يحرّكوا الجمود بل زادوا الأمور تعقيداً، وما زالوا يصرّون على مخالفة كلّ الأحوال الدّستوريّة والقانونيّة ويتلطّون وراء ضرورة دعوة رئيس مجلس النّوّاب اغلى جلسات انتخابيّة مُتتالية وهو دعا إلى 12 جلسة وظلّ الاستحقاق الرّئاسيّ يراوح مكانه، لأنّ توزيع الكتل لا يسمح لأيّ فريق بانتخاب مرشّحه لرئاسة الجمهوريّة وهذا ما يفرض الحوار والتّشاور.
من هنا فإنّ مبادرة "نوّاب المعارضة" الـ 31 ولدت ميتة كما قال عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور لأنها لم تطرح فكرة أو أفكار جديدة بل كلّ ما دعت إليه تبادل آراء بين النواب، ثمّ الذّهاب إلى الانتخاب وهو ما سبق وطرحته كتل نيابيّة عدّة ومنها "الاعتدال الوطني" ولكنها لم تسلك طريقها إلى التّنفيذ، وتمّ تعليق العمل بها.
فكلّ ما يحاول أن يفعله هؤلاء النّوّاب هو تعطيل دور وصلاحيات رئيس مجلس النّوّاب لجهة رفض دعوته للحوار، وسبق له وأن عقد طاولة للحوار في مجلس النواب مطلع آذار 2006 ولم يتم الاعتراض عليها، لكن الاعتراض الماليّ، مرتبط بأنّ بري يسعى من خلال الحوار إلى أن يوصل فرنجية إلى رئاسة الجمهوريّة وفق ما يؤكّد نوّاب المعارضة وهم يحاولون تعطيل مسعاه، فكان رفضهم للحوار الذي دعا إليه، في وقت يذهب هؤلاء وغيرهم إلى "اللّجنة الخماسيّة" لتدعوهم إلى الحوار والوصول إلى تسوية رئاسيّة، كانت تحصل في لبنان دائمًا.
فمع مطلع الأسبوع المقبل سيدرس كلّ من الثّنائي "أمل" و"حزب اللّه" فكرة اللّقاء بنواب المعارضة وقد يكون الجواب يوم الجمعة المقبل بعد الانتهاء من مراسم عاشوراء، وهو قد يميل إلى الإيجابيّة والسّلبيّة وفق مصادر مطّلعة، لكنّ المعلومات تكشف عن أنّ الجواب من الثّنائي الشّيعي سيكون إيجابيًّا للاطلاع فقط وكي لا يستغل هؤلاء النّوّاب الجواب السّلبي بشنّ حملة تتّهم الثّنائي "أمل" و"حزب الله"، بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهوريّة الّتي يعملون للسّيطرة على مؤسّسات الدّولة وإضعاف الموقع المسيحي الأول في الدولة.
وتردُّ مصادر الثّنائي، بأنّ من يُطلقون على أنفسهم "نوّاب المعارضة" لن يحقّقوا أيّ تقدّم من مبادرتهم لأنّها مُنطلقة من مبدأ رفض الحوار الّذي فرضته تعقيدات رئاسة الجمهوريّة التي كانت تحصل بتسوية.