د.زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
لم تكن جديدة لدى المراقبين أن يقرّر بهاء الحريري رجل الأعمال ونجل الشهيد رفيق الحريري أن يزور لبنان ويطلق مشروع عمل سياسي من خلال عدة لقاءات عقدها في عدة مناطق لبنانية.
اعتبر بعض المراقبين بأن ما يقوم به بهاء الحريري قد يكون عمل صواب ومشروع لأي شخصية لبنانية، فكيف إذا كان ابن الشهيد رفيق الحريري، لكن التوقيت الذي أتى به والتجارب السابقة تطرح علامات استفهام على هذا العمل المشروع.
بدايةً ليست المرة الأولى التي يأتي بها بهاء الحريري مدعياً العمل في السياسة خاصةً بأن له تجارب سابقة لم تكن مشجعة أبداً. في المرة الأولى برز اسم بهاء الحريري وظهر في التداول ثم اختفى فجأة بالتزامن مع توقيف شقيقه سعد الحريري في السعودية.
أما في المرة الثانية فقد كان تحرك بهاء الحريري خلال ما سمي في تلك المرحلة بالثورة وأتى هذا التحرك تحضيراً للانتخابات النيابية التي قبلها بعدة أشهر اختفى أيضاً بهاء الحريري عن المشهد السياسي وربما تم الاكتفاء ببعض النشاطات أو الدعم الخجول لبعض المرشحين.
قبل الدخول في التجربة الثالثة لا بد وتقييم التجربتين الأولى والثانية، بحيث يمكن اختصار هذا التقييم بعدم الجدية في مشروع بهاء الحريري وذلك من خلال النتائج وليس من باب الانتقاد لأن نتيجة التجربة الأولى زائد التجربة الثانية تساوي صفر.
من مدة قرابة أسبوعين مكث بهاء الحريري في لبنان وربما قد تكون هي المدة الأطول حتى الآن في حياة بهاء الحريري السياسية العملية، وقد التقى خلال الأسبوعين ما تم بتسميته الوفود الشعبية التي زارها وزارته.
في المضمون يمكننا القول بأن الكمية والنوعية التي رافقت زيارة بهاء الحريري لا تلتقي مع ما سمي حجم مشروع شخصية سياسية تبحث عن مستقبل سياسي عريق في لبنان.
من المؤكد أنه لابد وأن نعبر عن احترامنا لقرار كل شخص يريد أن يكون لديه توجه نحو شخصية سياسية في لبنان أو لكل مواطن زار بهاء الحريري، فلذلك إنَّ الحديث عن نوعية الأشخاص لا تقلل من شأن الحضور ولكنها تعطي انعكاس لمقبولية الشارع لهذه الشخصية التي تطرح نفسها مستقبلاً للبلد على المستوى السياسي بشكل عام والسني بشكل خاص بحكم تركيبة البلد.
لم ترتقِ لقاءات بهاء الحريري إلى مستوى الصفوف الأولى، كما أن الزيارات الشعبية لم تكن ذات حضور واسع يؤشر الى إمكانية تشكيل ما يسمى زعامة في الساحة السنية تحديداً، على سبيل المثال:
١- لم تتحرك جماهير أي من نواب السنة الخمسة في طرابلس لاستقبال حضور بهاء الحريري، مما يعني بأنه لم يشكل أي خرق على مستوى مدينة طرابلس.
٢- لم يكن هناك حضور شعبي واسع لبهاء الحريري خلال زيارته لمدينة المنية مما يؤكد على أقل تقدير بأن جمهور تيار المستقبل وجمهور النائب أحمد الخير يرفضونه رفضاً كلياً بحسب المراقبين.
٣- لم نرَ أي حركة شعبية غير طبيعية في محافظة عكار تجاه الشيخ بهاء الحريري مما يشير ذلك الأمر بأنه لم يلقى أي مقبولية شعبية واسعة في الشارع العكاري.
أسئلة عديدة تطرح حول طريقة قدوم بهاء الحريري إلى لبنان، فإذا أردنا أن نقول بأن لتيار المستقبل جمهور عريض في الساحة السنية لا أحد يمكنه أن ينكره بالرغم من البعد الكلي للتيار عن هذه الساحة، فلا شك بأن بهاء الحريري فشل في الدخول من بوابة تيار المستقبل لذلك بتنا اليوم نبحث عن الطريقة التي فكر أن يدخل بها بهاء الحريري إلى لبنان وهل هي عبارة فعلاً عن مشروع سياسي، أو هناك نكد سياسي جديد يظهر في الساحة السنية بين بهاء الحريري وشقيقه سعد الحريري، ولو لم يكن الأمر كذلك لكان الأجدى ببهاء الحريري أن يدخل إلى العمل السياسي من بوابة شقيقه المعتزل سعد الحريري.
أسئلة عديدة تطرح حول دور بهاء الحريري في المرحلة المقبلة لكن ما هو مؤكد بأنه ما إذا كان هذا الدور مبني على الزيارة التي حصلت في الأسبوعين الأخيرين فإنَّ مستقبل بهاء الحريري سيكون خجولاً جداً في العمل السياسي في لبنان.