ميشال نصر_خاصّ الأفضل نيوز
على إيقاع التطورات الأميركية السريعة تتحرك الأمور في المنطقة، خصوصًا بعد انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الى البيت الابيض، مع ما سيخلفه ذلك من تداعيات داخل الحزب الديمقراطي، عشية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الى واشنطن، والحديث المتداول عن لقائه المرشح الجمهوري، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى سلوك اللوبي اليهودي.
فأحداث المنطقة المتلاحقة، منذ نهاية الأسبوع الماضي، وضعت على ما يبدو الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عين العاصفة، مع انتقال شد الحبال من تحت الطاولة إلى فوقها، تزامنا مع سلسلة من العناوين، أبرزها:
- تسريب معلومات أميركية عن وقوف طهران خلف محاولة اغتيال المرشح الجمهوري، بناء على معلومات استخباراتية، بعد توقيف شبكة خططت لاستهداف وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، وقائد القيادة الأميركية الوسطى سابقا الجنرال ماكينزي.
- استهداف قاعدة للحرس الثوري على بعد كيلومترات من مجمع نطنز النووي الإيراني، حيث تم تدمير منظومة دفاع جوي من نوع "اس 300"، تلاها بعد يومين استهداف قاعدة "عين الأسد" الأميركية-الدولية في العراق بثلاث مسيرات من نوع "شاهد 101"، لم تنجح في الوصول إلى أهدافها.
- كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء، والذي رفع فيه السقف عاليا، فارضًا معادلات جديدة، أهمها "مدنيون مقابل مدنيون"، مشددًا على وحدة الساحات التي لن تهدأ قبل تحقيق حماس أهدافها من الحرب، محذرًا "إسرائيل" من التلاعب.
- التهديد الذي وجهه زعيم أنصار الله للسعودية من أنها عادت لتنفيذ مطالب الإدارة الأميركية في حربها على اليمن.
- الانفجار الإرهابي الذي استهدف أحد جوامع الشيعة في سلطنة عمان، مع ما ترمز إليه مسقط نتيجة دورها في المفاوضات الأميركية – الإيرانية.
- استخدام الحوثيين تكتيكات جديدة في استهدافهم للسفن في البحر الأحمر، تقوم على توجيه دفعة من الصواريخ والمسيرات بهدف إغراقها، بعدما كان يقتصر الأمر على تحقيق إصابات فيها.
- استهداف حزب الله لمصانع عسكرية "إسرائيلية" تعمل لصالح الوحدات العسكرية الأميركية، المنتشرة في العراق وسوريا.
- قصف المقاومة العراقية عبر مسيرات شاهد 101 لقاعدة عين الأسد، حيث تتمركز قيادة القوات الأميركية في العراق.
-الضربة الحوثية لتل أبيب، التي لم تكن لتنجح لولا الدعم والمشاركة الإيرانية فيها، والتي لا يزال هدفها المباشر غير محدد.
سبق كل ذلك، ما كشفته مصادر ديبلوماسية من أن المفاوضات بين واشنطن وطهران في مسقط قد أصيبت بنكسة كبيرة، و"الأمور مش ماشية"، رغم اتفاق الطرفين الضمني على عدم تعريض مصالحهما المتبادلة للخطر، وهو ما ترى إيران أن الأميركيين عمدوا الى خرقه، مع تأكيد وزير الخارجية أنطوني بلينكن على أن الجمهورية الإسلامية قادرة على امتلاك القنبلة النووية بين أسبوع وأسبوعين.
وأبدت المصادر مخاوفها من أن المنطقة تتجه نحو صدام أميركي – إيراني بشكل تصاعدي، إذ لا يمكن تجاهل فرضية أن يكون هدف المسيرة السفارة الأميركية، بعدما استهدف الحوثيون أكثر من مرة قطعا من الأسطول الخامس الأميركي المنتشر في البحر الأحمر.
عليه رأت مصادر دبلوماسية أن الهجوم الحوثي ليس منفصلا عما يجري، خصوصًا لجهة تناغمه مع كلام السيد حسن نصرالله، وتنفيذًا للاستراتيجية الجديدة التي أعلنها، حيث أن ضرب "تل أبيب" من اليمن في وقت كانت عشرات الصواريخ تنطلق من لبنان مستهدفة مستوطنات جديدة، يشير الى مدى القدرة والتنسيق الذي وصلت إليه الوحدات العسكرية للمحور، لجهة تنسيق النيران وتوزيع الأهداف، والأهم إظهار عجز "إسرائيل" عن الرد.
أمام هذه الوقائع، وبعد تطور "تل أبيب" تحديدًا يصبح بديهيًا السؤال: هل نحن أمام مواجهة أميركية – إيرانية