عماد مرمل- خاصّ الأفضل نيوز
تواجه إيران تحديًا جديدًا مع اغتيال العدو الإسرائيلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في قلب عاصمتها خلال مشاركته في مراسم تنصيب رئيسها المنتخب مسعود بزشكيان، الأمر الذي يشكل ليس فقط انتهاكًا مباشرًا لسيادتها وهيبتها وأمنها القومي، وإنما مسّا بشرفها، كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، باعتبار ان الشهيد كان في ضيافتها.
ولأن استهداف هنية في طهران ينطوي على هذه الحساسية الكبرى، بالبعد المعنوي قبل السياسي، فإن القيادة الإيرانية وجدت نفسها ملزمة بالرد الوازن على الكيان الإسرائيلي بمعزل عن تبعات التداعيات التي يمكن أن تترتب عليه، إذ أن ثمن المبادرة الى الرد مهما كان باهظا يبقى أقل من كلفة السكوت عما جرى.
وغالب الظن، أن "العقاب" المنتظر سيتجاوز سقف الضربة الصاروخية قبل أشهر، وذلك ربطا بخطورة الاختراق الإسرائيلي لقلب العاصمة الإيرانية ولفداحة الخسارة التي نتجت عن اغتيال حليف استراتيجي للجمهورية الإسلامية وشخصية قيادية في محور المقاومة من وزن هنية.
ومن الواضح، أن بنيامين نتنياهو افترض أنه وعبر اغتيال هنية في طهران، يكون قد ضرب رأس محور المقاومة وعصبه الأساسي، ما يضعفه من جهة ويُرهب من جهة أخرى كل قوى المحور ويفصلها عن قطاع غزة، وفق الحسابات الإسرائيلية.
من هنا، فإن طهران معنية مباشرة بإجهاض هذه الأهداف الإسرائيلية الكامنة خلف جريمة اغتيال هنية، وبمنع رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو من إعادة عقارب الساعة الى ما قبل الهجوم الإيراني على كيانه في نيسان الماضي، وما أفرزه من واقع جديد في الإقليم.
وبهذا المعنى، فإن إيران التي أرست نوعًا من توازن الردع في مواجهة العدو عقب هجومها الصاروخي عليه ردًا على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، لن تتساهل إزاء محاولة نتنياهو نسف هذه المعادلة والعودة الى معايير مرحلة ما قبل ليلة الصواريخ والمسيّرات، حين كانت تل أبيب تستسهل ضرب أهداف تتصل بإيران، سواء في خارجها أم داخلها، وهو سلوك تفترض طهران أنها استطاعت لجمه، ولن تقبل بإعادة إنتاجه مجددا.
من هنا، تشعر القيادة الإيرانية بأن أي تهاون أو تراخٍ في التعامل مع اغتيال هنية داخل عاصمتها سيهدد مفاعيل الإنجاز الذي حققته في الجولة السابقة من المواجهة مع الاحتلال، وسيشجعه على التمادي في العدوان عليها كلما اقتضت أجندته ذلك.
وبناء عليه فإن السؤال المطروح الآن هو: "كيف" وليس "هل" ستردّ إيران؟