عبد الله قمح - خاصّ الأفضل نيوز
للمرة الثانية في سياق المعركة الجارية لإسناد قطاع غزة، تطلق في اتجاه حقل "كاريش" للغاز مسيرات تعود للمقاومة، رغم أن الجهة المعنية لم تتبنَ عملية الإطلاق. وللمفارقة، يُعلن العدو عن إسقاط هذه المسيرات للمرة الثانية على التوالي.
لا شك في أن توقيت إطلاق المسيرات كان دقيقاً، وارتبط بحسابات على صلة بالجبهة الشمالية، وأيضاً حول تطورات الأمر هناك، وهذا ما سبق عملية الاعتداء على الضاحية الجنوبية من قبل إسرائيل، رغم أن سياق المعركة الحالي ألمح إلى وجود قرار بتحييد المياه الاقتصادية عن الاشتباك في الوقت الحالي، أو تركها إلى فترة لاحقة.
غير أن اللافت، أن تل أبيب كانت تتبنى في كل مرة الإعلان عن إسقاط مسيرات فوق ما تسميها "المياه الاقتصادية"، من دون الإعلان عن كيفية حصول ذلك أو إعلان تفاصيل إضافية حولها.
لكن على ما يتبين، لا يبدو أن العدو الإسرائيلي يقف خلف المسؤولية عن إسقاط المسيرات، إنما ثمن دور واضح للقطع البحرية التابعة للبحرية الألمانية العاملة من ضمن قوات اليونيفيل في عملية الإسقاط أو في توفير ظروفها، إذ تؤكد معطيات دقيقة حصل عليها "الأفضل نيوز"، تورط هذه القطع بطريق معينة، سواء بشكل مباشر من خلال تفعيل أنظمة الحماية لديها أو عبر التشويش عليها، أو من خلال إبلاغ الجانب الإسرائيلي تحليق مسيرات مجهولة أو اقتراب مسيرات من حقول الغاز حيث يتم التصرف معها.
من الواضح أن هذه التصرفات تخرج عن طبيعة المهمة الأساسية المسندة إلى هذه القطع البحرية من ضمن القرار 1701 التي أجاز لها الإبحار في المياه اللبنانية أو الإقليمية وتولي مهمة تفتيش السفن القادمة إلى الساحل اللبناني.
انصراف ألمانيا عبر هذه القوة إلى دور مغاير لطبيعة المهمة الأساسية، لا بد أن يتم التصرف معه وفق نفس المقتضى، لاسيما من جهة مبادرة الدولة إلى سؤال الجانب الألماني أو قيادة اليونيفيل عن أسباب هذا التغير الموضعي الواضح في برنامج عمل هذه القوات، وهل يرتبط في تغيرات محسوبة أو غير محسوبة على طبيعة المهمة، وهل ثمة قرار صادر بإحداث تغييرات في الممارسة على المهمة انطلاقاً من التطورات الجارية في المنطقة والحرب الدائرة، وهل يتصل في أسلوب التعاطي داخل ألمانيا فيما له صلة بملاحقة من تقول برلين أنه يشتبه في تأييدهم لحزب الله؟