جو لحّود - خاصّ الأفضل نيوز
تتسارع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط بشكل دراماتيكي ومفاجئ في الأيام والساعات الأخيرة، لاسيما بعد عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي قلب العاصمة الإيرانية طهران.
السيناريوهات والتوقعات مفتوحة على مصراعيها، واحتمالات الحرب بأشكالها المختلفة إنما غير الشاملة تسابق أصوات الدبلوماسية الغربية التي لم تتمكن في وقت سابق من منع إسرائيل من ارتكاب جرائم الاغتيال، غير أنها تحاول تأخير أو تخفيف الرد المتوقع من قبل إيران و "حزب الله" والمحور الذي يجمعها أكان هذا الرد جماعيا أم متفرقا.
ووفقا لمصادر متابعة " من المستبعد جداً أنّ تتمكن الدبلوماسية الغربية من خلق أفق للحلّ يمنع محور المقاومة من الرد على إسرائيل وذلك ليس فقط لأن المعنيين المباشرين أعلنوا عن الرد وأكدوه، إنما نظراً لأن الحركة الدبلوماسية الغربية هي نفسها التي تسوّق لدعم إسرائيل وتمدها بما يلزم للاستمرار بحربها وبالإبادة غير المسبوقة أقله في التاريخ المعاصر والتي ترتكب بحق الفلسطينيين".
وأمام هذه المشهدية المعقدة والواضحة في آن معاً برزت زيارة سكرتير مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو إلى العاصمة الإيرانية طهران، والتي تأتي في إطار إجراء محادثات تتناول الوضع الأمني إقليميا وعالميا، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا الثنائية بين البلدين، وذلك مع كبار القادة في إيران، بمن فيهم الرئيس، مسعود بزشكيان.
في هذا السياق، أكّد مصدر متابع لـ " الأفضل نيوز" أنّ " هذه الزيارة الروسية إلى إيران لا يمكن فصلها عن الحراك الأخير الذي قادته روسيا نحو المنطقة قبل وقوع عمليتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقائد في "حزب الله" فؤاد شكر، والمتمثل في زيارة المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي فلاديمير سافرونكوف إلى لبنان، وذلك قبيل أيام قليلة من اللقاء الذي جمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد في العاصمة الروسية موسكو".
وأضاف: " زيارة شويغو إلى طهران لا يمكن اعتبارها مفاجئة أو غير متوقعة إنما تاتي في إطار العلاقات الطبيعية التي تجمع موسكو وطهران لاسيما في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر فيها المنطقة.
لا بل يمكن القول إن هذه الزيارة تعد من أحد الأشكال الطبيعية للحرب القائمة في منطقة الشرق الأوسط بين المحور الذي تمثله إيران من جهة والمحور الذي تمثله إسرائيل من جهة ثانية".
ورأى المصدر أنّ " روسيا الاتحادية قد تذهب بعيدا جدا في دعم حلفائها وفي دعم إيران، لاسيما بعد الحديث بشكل صريح عن الجسر الجويّ، الذي قد يساهم بطريقة إيجابية في سير الأمور في المنطقة".
وفيما أشار المصدر في حديثه إلى أنّ "المستجدات في المنطقة لاسيما العسكرية منها قد تكون متسارعة جداً"، اعتبر أن " الزيارة الروسية إلى طهران تؤشر إلى أمرين شديديّ الأهمية.
الأول متمثل في أنّ المحور الشرقي مستعد للذهاب حتى النهاية في هذه الحرب القائمة في المنطقة وهو على جهوزية تامة.
والثاني يمكن شرحه من خلال التأكيد على أن روسيا ملتزمة بشكل جديّ وفعليّ من دون أي تراجع مع حليفها الإيراني".
وختم المصدر معتبراً أنه " على الرغم من تقدم أصوات طبول الحرب في المنطقة، يحتسب دائما لروسيا نزعتها نحو طرح الحلول الدبلوماسية وتقديمها على أيّ سباقات مسلّحة، لكن الخيارات في المنطقة وحتى الساعة لا يمكن التنبؤ بها أو توقعها، لاسيما أن الانتظار هو سيد الموقف في الساعات الحالية".