محمد علوش- خاصّ الأفضل نيوز
في شهر أيار الماضي، وبعد توقف لعدة أسابيع، أطلقت حركة المقاومة الفلسطينية- حماس صواريخها باتجاه المدن الإسرائيلية، ثم توقف إطلاق الصواريخ، وكانت إشارات وتصريحات الجيش الإسرائيلي تتحدث عن إصابة كتائب الحركة العسكرية بأضرار قاتلة.
في الساعات الماضية عادت الحركة لتطلق صواريخها من غزة باتجاه المستعمرات المحيطة بالقطاع، وهذا ما يطرح السؤال حول واقع المقاومة الفلسطينية في غزة.
لطالما تحدث العدو الإسرائيلي عن هزيمة حركة حماس والقضاء على المقاومة في غزة، ولكن بعد مرور 10 أشهر على بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، تستمر المقاومة بالعمل العسكري وفي كل مناطق القطاع، خاصة تلك التي يقول العدو أنه قضى على الكتائب القتالية فيها.
بحسب مصادر متابعة فإن ما تسطره المقاومة الفلسطينية في غزة لم يحصل في كل التاريخ، فالمقاومة تقدم دروساً عسكرية جديدة لا بد لها أن تُذكر بالكتب وتُدرس بالمدارس العسكرية، مشيرة إلى أن المقاومة مع تقدم عمر العدوان بدأت تعتمد تكتيكات عسكرية مغايرة عما كانت تعتمده في بداية المعركة، وهذه التكتيكات جعلت القضاء على المقاومة أمراً مستحيلاً.
تكشف المصادر أن كتائب حركة حماس أعادت بنسبة كبيرة للغاية تكوين نفسها، فخلال الفترة الماضية لم تجد الحركة مشكلة بتجنيد المقاتلين، لأن الكثير من رجال وشباب غزة طلبوا المشاركة بالقتال، وهذا ما حصل، مشيرة إلى أن الكتائب التي عانت في الأشهر الأولى للحرب في شمال ووسط القطاع عادت للعمل، واستعادت نشاطها التنظيمي من أعلى هرمها إلى أسفله، مشددة على أن القيادة والسيطرة لا زالت قائمة والتنسيق بين الكتائب مستمر، ولو بصورة أصعب من السابق لأسباب كثيرة.
أما بالنسبة إلى التسليح فتؤكد المصادر أن الحركة خلال الحرب تمكنت من الحصول على أسلحة وذخائر، وهي لا تعاني نقصاً في الأسلحة المخصصة لحرب الشوارع التي تخوضها، أما ما يتعلق بالصواريخ فتشير المصادر إلى أن الصواريخ لا تزال متوفرة، ولكن استخدامها يتطلب جهداً مكثفاً، وبالتالي يتم اختيار التوقيت بعناية بالإضافة إلى توافر بعض الأمور اللوجستية التي تسمح بإطلاق الصواريخ، مشددة على أن الحركة لا يهمها اليوم إطلاق الصواريخ يومياً بقدر ما يعنيها عمليات القتال داخل غزة، واستعادة نشاطها في كل القطاعات فيه.
وفي سياق الحديث عن قدرات المقاومة الفلسطينية، أعدت شبكة "سي إن إن" الأميركية تقريراً مفصلاً عن الحركة وكتائبها المقاتلة، مشيرة إلى أن حماس أعادت تشكيل ما يقرب من نصف كتائبها العسكرية في غزة، رغم مرور أكثر من 10 أشهر من بدء الحرب على القطاع المحاصر.
ويتحدث التقرير عن أن وجود 24 كتيبة لحركة حماس في غزة، متوقف عند جباليا وما يجري فيها، حيث أن العدو الإسرائيلي يواجه قتالاً عنيفاً في جباليا رغم مرور 7 أشهر على إعلان العدو تدمير الكتائب القتالية الثلاث المتمركزة في تلك المنطقة.
اقتنع كل المحللين العسكريين والخبراء أنه لا يمكن القضاء على المقاومة في غزة، فكلما أعلن الإسرائيلي عن تدمير كتيبة عاد مقاتلوها وخرجوا من جديد للقتال، وبالتالي بحسب هؤلاء فإن الصراع لا يمكن أن يُحسم عسكرياً ولو استمر لأشهر عديدة.