مفيد سرحال-خاص الأفضل نيوز
نشرت هذه المقالة في 11 آب2018على أثر المذبحة التي ارتكبتها العصابات الإرهابية في السويداء وذهب ضحيتها 430 شيخا وامرأة وشابًا وطفلاً بتمويل وإعداد وترتيب من قاعدة التنف الأميركية في البادية السورية ولأنها نظير مجزرة قلب لوزة في حلب عام 2014 التي ارتكبها الإرهابيون للتوهين والضغط كشاهد دموي قد يستنسخ في قرى جبل الشيخ الدرزية لدفعهم إلى الاتكاء على كتف صهيون وتتسق بالأهداف والرعاية والتحريك والتحريض مع مجزرة مجدل شمس التي لم يجف دم أطفالها بعد والتي اقترفها نتنياهو وعصابته المجرمة في تموز 2024 بحق الأطفال الدروز وحاول بمكره المعهود إلباسها لأهل الشرف رجال الله وتمكن القادة الدروز ساسة ورجال دين من وأدها وإجهاض نوايا وخطط وخبايا نتنياهو الماكرة الفاجرة الخبيثة بموقف مشرف ولسان حالهم قول الشاعر :مخطئ من ظن يوما" أن للثعلب دينا..
أو القول المأثور: لست خَبَّاً ولا الخََبُّ يخدعني..
ولأن هذه المقالة تقع في لب كتابي الذي أنجزت آخر فصوله :(الدولة الدرزية :حقيقة أم وهم) والذي ينطوي على أسرار ومعلومات وحقائق دامغة أدرك مخاطر مقاربتها وهي أشبه بالسير بدرب كما شفرة السيف... وبين دفتي الكتاب سلسلة عناوين ومؤشرات إرهاصات ورؤى تصول في مرمح العقل ومنها فضح مساعي المؤسسة الصهيونية الدائب للعزف على وتر تحالف الأقليات ...الايقاع بين الدروز وأبناء جلدتهم وزرع الأوهام والألغام من خلال ربط مصير الدروز بمصير الدولة العبرية الزائلة؟! وفي الكتاب فصل توصيفي تقييمي موضوعي لأدوار القادة الدروز في الماضي والحاضر مع اختلاف الظروف وطبيعة الأحداث ومقارعتهم للمشروع الصهيوني التقسيمي...ويطال التوصيف والتقييم من يستعد منهم لخوض غمار الزعامة والريادة والقيادة في المستقبل...وبطبيعة الحال تسليط الضوء على المواقف المشرّفة للقادة الدروز ساسة ورجال دين ونخب وأحزاب علمانية منذ قيام الكيان العبري الزائل وحتى اليوم ..
والخلاصة ثابتة وطنية وقومية يتموضع معها الدروز كمذهب من مذاهب الإسلام (ليسوا دينا وليسوا قومية) في صلب التراث العربي والإسلامي:
الدرزية ليست مشروع انتحار جماعي أو مشروع حروب بالنيابة أو مطية صهيونية لاختراق المشرق العربي وتفتيته وتجزئته،إنها مشروع تحرير وتوحيد عبر التاريخ تتموضع في قلب العروبة والإسلام وليست بحال من الأحوال مشروع انطواء ذاتي وعنصرية خرقاء،إنها مشروع إنسانية الإنسان أي قدسيته ،إنها مشروع مساواة إنساني،مشروع انفتاح على الآخر على العالم إنها مشروع وطني قومي أممي....
لكل ذلك أعيد نشر المقالة كإشارة كاشفة تنير وبوصلة كتاب قيد الإعداد والتدقيق وعسى أن أوفق بهذه الإضافة لتظهير حقيقة عشيرتي وأهلي بني معروف الذين تعرضوا لشتى صنوف الظلم والتنمر البغيض وطالما كانوا بسلوكهم وقيمهم وعاداتهم ومواريثهم الأدبية والروحية وتضحياتهم الدر المكنوز.
(المقالة لب كتابي قيد الإعداد) #الرأس_الذبيح_الرقص_على__صفيح_الدم_والدولة_المزعومة.
كتب الصحافي مفيد سرحال.
ماذا يدبر لطائفة الموحدين المسلمين الدروز في عتمة أروقة صناع القرار في العالم؟
أي مصير ينتظر الجماعة المعروفية الأصيلة انتماءً وايماناً في عصر خريف الأمة الموسومة بالتمذهب والتطيف وشتى صنوف الانزواء في أقفاص ما قبل الدولة.؟؟
لماذا إدغام الدروز عنوة في لعبة الأمم وصهيل صفقة القرن وقانون يهودية الدولة يضج ويعج في صحارى العقل العربي القاحلة.؟؟؟
لماذا السويداء أكبر تجمع للموحدين الدروز على تقاطعات الجغرافيا الساخنة التي لا تستشير أحدا .؟؟
لماذا دفع الدروز للرقص مع الذئاب فوق صفيح الدم؟؟
لماذا المذبحة الأآن في السويداء ،المذبحةالممهورة بغدر قاعدة التنف ومكر النتن ياهو، الساعي طيلة الحرب على سوريا الى حشر الدروز بين خيارين أحلاهما طعنة ولعنة فأما الذبح بسكين داعش أو السكن في حضن الكيان الصهيوني الغاصب ومشروعه التفتيتي للمنطقة والذي جاء قانون القومية اليهودية ليكشف بشكل سافر عن وجهه البشع الهادف تحويل أمة العرب الى مزق بشرية تنهش بعضها في كنفها لا بل في كفن الزوال وسوء المآل، وجدير التنويه كيف مسخت المؤسسة الصهيونية الوجود المسيحي في فلسطين وأسبغت على المسيحيين الشهود على ولادة السيد المسيح صفة الآراميين وصادرت ووضعت اليد على الأوقاف المسيحية من أرض وعقارات وودائع مالية عائدة للكنيسة من المصارف لشطب الوجود المسيحي وطمس معالم المسيحية في مهدها كتوطئة لعملية الطرد الكبرى أي الترنسفير لبقية المكونات إنفاذًا لقانون يهودية الدولة .!!!؟؟؟
هذه التساؤلات وغيرها تتواءم وتتسق مع سلسلة مواقف مؤشرات لا بل إرهاصات حفلت بها مرحلة ما قبل وبعد المذبحة في السويداء لا بد من الإضاءة عليها في محاولة لفهم أبعاد وخلفيات مايجري.
●1:نتذكر جميعا أحداث بلدة حضر كبرى بلدات قرى جبل الشيخ الدرزية والدرع الواقي لأخواتها كما لبوابات الشام الجنوبية ناهيك عن مجاورتها لمراكز الاحتلال في جبل الشيخ والجولان المحتل،وكيف أنها صدت هجمات البرابرة المدعومين بغطاء ناري كثيف من مواقع الاحتلال الإسرائيلي ولا ننسى أن الهجوم الكبير عام ٢٠١٤ تزامن مع مجزرة قلب لوزة في إدلب لضرب العصب القتالي والمعنوي للدروز وإحداث اهتزازات عميقة في الوجدان لكسر المحرمات والذهاب الى حيث العار والانتحار اي طلب الحماية من بني صهيون لكن تضحيات الجيش العربي السوري والأهالي كسرت شوكة الهجوم ومسحت معه خطة العقل المدبر ،ومنذ قرابة السنة أعيد السيناريو نفسه عندما أزاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشريط الشائك المنصوب منذ حرب ٧٣ ودفعت بقطعان النصرة ورأس هجومهم على حضر سيارة مفخخة ب٥٠٠ كلغ منعها الأهالي من تحقيق أهدافها رغم سقوط عدد غير قليل من الشهداء وتفجير الثانية بعدما عالجها كمين متقدم من الدفاع الوطني وكان المقصود إسقاط حضر فوق صفيح من الدم بمذبحة مروعة تتيح اختراقها وإعمال الذبح برقاب أهلها وسبي نسائها فتتهاوى قرى جبل الشيخ ويستنجد أهلوها بالقاتل الحقيقي !!! وتفتح الطريق أمام الإرهابيين باتجاه المصنع أي الحدود اللبنانية السورية لكن حضر التي هي عمامة جبل الشيخ لم تسقط وبقيت راسخة صامدة أبية عصية كما شيخ الجبال.
على وقع هذا الحدث سارع نتنياهو الذي كان يسعى الى قيام حزام أمني بطول ٧٠ كلم يمتد من جبل الشيخ الى وادي اليرموك،الى زيارة موسكو وقال بتصريح علني أمام الرئيس بوتين:إنه على استعداد لتوفير الحماية والدعم والمؤازرة لدروز سوريا طارحا خطة تشمل السويداء بالتفاهم مع الأردن!!!!؟؟؟؟؟.
●2:على وقع الأحداث في حضر أَنذاك حصل حراك داخل فلسطين المحتلة قاده الشيخ علي المعدي المعروف في أوساط طائفة الموحدين الدروز بمناهضته للاحتلال الإسرائيلي ورفضه مشاركة الشباب الدروز في جيش الاحتلال وتوكيده على عروبة دروز فلسطين،وقد فضح الشيخ علي معدي خطة إسرائيل ودعمها السافر للعصابات الإرهابية لوجستيا وعسكريًا ناهيك عن الخدمات الصحية في مشافي صفد والجولان وكيف توفر إسرائيل الغطاء الكامل للهجمات الإرهابية ضد حضر وشقيقاتها عرنة وحرفا وقلعة جندل و......غيرها وحصلت مواجهات ومشادات واعتصامات مع جنود الاحتلال وسيارات الإسعاف الإسرائيلية التي تقل جرحى الإرهابيين ،لكن ذروة المواجهات كانت بين ضباط وجنود دروز وضباط يهود وصلت الى حد الاشتباك بالنار داخل ما يعرف بلواء غولاني وإثر ذلك أي منذ قرابة ثلاث سنوات منعت إسرائيل الضباط والجنود الدروز من الخدمة العسكرية في الألوية القتالية الخاصة بشكل عام وخصوصا في الجولان على تخوم الأراضي السورية المحررة.
●3:توجه منذ أسابيع قليلة وقبيل وقوع مذبحة شرقي السويداء الشيخ موفق طريف المسؤول الديني لدى طائفة الموحدين الدروز في فلسطين المحتلة ، الى الولايات المتحدة الأميركية(في عشرين تموز الفائت) واجتمع مع كبار المسؤولين الضالعين بشؤون الشرق الأوسط والسياسة الخارجية في الولايات المتحدة واجتمع في البيت الأبيض مع فيكتوريا كوتس المستشارة الخاصة للرئيس ترامب وعضو مجلس الأمن القومي الاميركي( NSC) والمختصة بالتقييمات الاستراتيجية وبحث معها أوضاع الأقلية الدرزية في الشرق وسبل حمايتها ووعدت فيكتوريا كوتس برفع توصية لمجلس الأمن القومي في هذا الشأن على أن يكون موضوع الأقلية الدرزية على جدول أعمال زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بينس لمنطقة الشرق الأوسط،كما اجتمع طريف في مبنى الخارجية الأميركية مع نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد والذي يمثل أميركا في محادثات جنيف حول إنهاء حالة الحرب في سوريا أيضا طالبا منه حماية الدروز في سوريا،وشملت لقاءات الشيخ طريف نائب السفير الروسي في الولايات المتحدة ديمتري زهيرنوف طارحا عليه المواضيع التي طرحها على الأميركيين ورد نائب السفير الروسي على الشيخ طريف قائلا :نحن مع وحدة سوريا لأن وحدة السوريين تعني ضمان أمن المنطقة وسوريا الموحدة تحفظ جميع الطوائف كمواطنين سوريين.....وفي الإطار عينه التقى طريف عضو الكونغرس الأميركي اليان روس لاتينن وطلب منها طرح موضوع الأقلية الدرزية على طاولة بحث مجلس الشيوخ كذلك كل الأقليات المضطهدة.!!!!!؟؟؟؟؟
●4:عقب صدور قانون يهودية الدولة تحرك الشيخ موفق طريف في تظاهرة في مدينة تل الربيع داخل فلسطين المحتلة طالبا المساواة مع اليهود متملقا ومهادنا الدولة العبرية بكلام يشي بأن الجماعة الدرزية ستكون أمام ترانسفير أي عملية طرد جماعية خارج فلسطين المحتلة في القادم من الأيام لأن القانون بحرفيته يمارس فعل القهر والقسر العنصري وترجمته الحرفية طرد الأقليات غير اليهودية التي يصعب عليها االتعايش مع حيثياته العنصرية الماكرة، ولعل كلام الصهيوني ناتان ايشل صديق نتنياهو الأكثر أنباء"من أي كلام والأبلغ في التعبير عن ما يستبطن قانون القومية اليهودية وصانعيه عندما قال :(( لقد انطلقنا ولن نغير أي كلمة في قانون القومية وأي شخص لا يناسبه ذلك فإن لديه جماعة درزية كبيرة في سوريا وهو مدعو لإقامة دولته الدرزية هناك .))
●5: بعد ساعات قلائل على مجزرة السويداء تفجر حنان وعاطفة بريطانيا على دروز سوريا وقررت دراسة موضوع حماية الأقلية الدرزية والسعي الجدي لإعادة إحياء اتفاقية أيلول 1841 المعقودة بين دروز الشام والتاج البريطاني..الدمع الإنكليزي الخادع الخباب على دم الدروز في سوريا يمحوه حتما"كلام أمير البيان الأمير شكيب أرسلان الذي وصف الإنكليز بالسوسة التي تنخر عظام المسلمين.
بعد كل ما تقدم إن كل ذي بصيرة وبالحد الأدنى من المنطق والاستدلال يستشعر خطرا محدقا"وتكالبا أمميا "غير مسبوق على الجماعة الدرزية لدفعها الى قفص الانعزال وإخراجها من جلدها وتراثها وتاريخها الأثيل والذهاب بها للاستنقاع بمشروع انتحاري تدميري للذات والجماعة وما العزف المنفرد والجماعي على وتر الحماية سواء من بريطانيا أو أميركا أو من خلال الزيارة الغير موفقة والغير طريفة للشيخ موفق طريف الى أميركا أو التصريح جهارا نهارا للمسؤول الصهيوني حول إقامة الدولة في السويداء والخروج من فلسطين المحتلة لهذه الغاية والعودة إليها من شباك الحماية الإسرائيلية وفق ما يخططون وما إرهاب الدروز وإرعابهم وسفك دمهم ذبحا وتفجيرا ،سوى فعل فاعل مدبر ومرسوم وفق مسار واضح جلي لا لبس فيه ولا إبهام لجر الدروز الى المحل الخطأ والى حيث الخطيئة الكبرى ، فالانتصارات المتدحرجة للجيش العربي السوري وإمساكه ب80 بالمئة من الأراضي السورية وصولا الى تخوم الجولان بعد السيطرة على كامل جنوب سوريا أصاب أعداء سوريا بالذهول والصدمة خاصة الدولة العبرية التي ظنت يوما كما كثيرين أن سوريا دخلت في المجهول وغابت كليا عن المشهد الإقليمي وسقطت وتشلعت وتمزق جيشها القومي العقائدي المنذور كاحتياط استراتيجي للأمة في أي حرب مفصلية مع العدو الصهيوني لاستعادة الحقوق السليبة من أرض ومياه ومقدسات.
من هنا بدأ التحييك والتآمر لإرباك الجيش العربي السوري الذي سيخوض آخر معاركه في إدلب فكانت مجزرة السويداء لإجهاض انتصارات الجيش العربي السوري من خلال تحريك ملف الدروز في المنطقة كأقلية كانت ولمّا تزل في مرمى الأهداف الصهيونية ولا يفوت الكيان العبري فرصة إلا ويوظفها باتجاه إحراج الدروز لإخراجهم من بيئتهم العربية الإسلامية وزجهم في منازعات لا تبق ولا تذر ومجزرة السويداء وفق ما أعد لها بتخطيط جهنمي كبير كان من أهدافها القريبة والسريعة إشعال فتنة سنية درزيةتمتد الى أكثر من منطقة وقطر عربي بحيث يستسقي الدم الدم ونظرا لواقع الدروز الديمغرافي فإنهم غير قادرين على تحمل أعباء معركة مفتوحة على المجهول،لكن وعي وصمود دروز سوريا فوت الفرص الكثيرة على إسقاط الدولة الوطنية السورية التي واجهت بقيادة الرئيس الأسد الاستكبار العالمي بقيادة أميركا وإسرائيل والمحور الغربي الذي يوظف الأذناب الأعراب وقطعان الإرهاب لضرب وحدتها،وتحريك ملف الدولة الدرزية المطوي لدى الصهاينة والغرب خادم مصالح الكيان العبري حاضر غب الطلب،وجزء من المؤامرة على سوريا الأرض والشعب والمؤسسات.أن دم دروز سوريا في ذمة ورقبة أميركا وبريطانيا وإسرائيل وداعش أداة القتل والإجرام بيدهم يشغلونها ويحركونها وفق المشتهى من الخطط والمؤامرات تحت عنوان ثورة (شعب ) في حين تجسد أداة شغب دموية لتفكيك المجتمع العربي ومحيط فلسطين خاصة،وبالتالي أن الحديث عن أمن ذاتي درزي وحماية دولية للدروز والتمهيد للانسلاخ عن الدولة الوطنية السوريةبإجرام داعش وأخواتها تحت وطأة السكين والتفنن بإلقاء التبعات جزافا بما بات يعرف بالاتهام السياسي ومن خارج الاتفاق الأميركي الروسي حول سوريا يعتبر أخطر مؤامرة يواجهها الدروز في تاريخهم المعاصر إذ تضع وجودهم على محك الزوال والتشتت،فالاتفاق بين الأميركي والروسي يقر بوحدة الجغرافيا السورية وضمان أمن كل المكونات وبوحدة الجيش العربي السوري وبقاء رمز الدولة سيادة الرئيس بشار الأسد في موقعه بقوة انتصارات الجيش وتلاحمه مع الشعب والدليل خروج الآلاف من المواطنين السوريين يهتفون للجيش والرئيس بعد تحرير المناطق التي شغلتها العصابات الإرهابية بعقلية الكهوف الغريبة عن المجتمع السوري وهذا بالطبع ما أثار غطرسة النتن ياهو الذي هول وأرغى وأزبد قبل معركة الجنوب وهرول الى روسيا لوقف زحف الجيش العربي السوري فلم تعر روسيا ولا سوريا عجيجه وصخبه وما لبث أن خفّض وتيرة خطابه لاستعادة الاندوف الى خط وقف النار بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي في الجولان المحتل والذي أفهمه الروس أن مطلب انسحاب إيران وحزب الله من الجنوب غير قابل للنقاش والمطلوب إذا ماطرح هذا الملف ثمنه انسحاب إسرائيل من الجولان.
هذا الواقع الميداني حرض إسرائيل على لعب ورقة السويداء لدك إسفين بين الدروز والدولة الوطنية السورية بمواكبة همروجة إعلامية تسويقية تشويهية ضخمة لكن الدروز في سوريا رغم ضخامة الحدث استوعبوا الصدمة الدموية وأنار مشايخ العقل في سوريا العقول بخلفيات ومرامي الحدث وأعادوا صياغة الدور التاريخي للدروز في سوريا والأمة العربية فالفرسان الذين قارعوا المحتل الفرنسي وقاتلوا الى جانب صلاح الدين الأيوبي جيناتهم وطينتهم لصيقة بالأرض والتاريخ وعندما قاتل الدروز في سوريا قاتلوا كمواطنين شرفاء في كنف الدولة وجيشها وقواتها الرديفة دفاعا عن وحدة التراب السوري كوطنيين قوميين عروبيين لا كمذهبيين فئويين .
لكن على أبناء الطائفة الدرزية التنبه والتحوط من مكر الصهاينة وأحابيلهم وفي كل مرة يخرج الدروز رغم فظاعة المشهد سواء في جبل الشيخ أو السويداء منتصرين على المؤامرة يعيد الصهاينة الكرة ويرمون كرة النار والدم في ملعب الدروز لتلقفها والبحث عن سبل الحماية والرعاية والنجاة التي كانت وستبقى رغم الجراحات (العروبة) لا التمذهب ولا التطيف ولا العزلة أو الانعزال أو التحول الى محمية محاطة بالأسوار مصيرها الموت المحتم والانقراض.وتبقى زبدة الكلام لدروز لبنان (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فيا سادة قادة وفعاليات ونخب ورموز دينية في لبنان أوقفوا بالله عليكم حمام الدم السياسي فيما بينكم واخشوشنوا في السياسة لأن النعم لا تدوم،..ألا يستأهل هذا الوضع الخطير الذي تمر به طائفتنا في كل المنطقة وما يسوق لها من مشاريع هدامة ،ألا يستأهل تجاوز المجد الباطل في الوزارات والإدارات ومقاومة الذات والعصبيات والترفع الى مستوى الحدث الخطير ونفير طرد الدروز من فلسطين يطرق الأسماع والأبواب،كفى مزايدة وتسجيل نقاط والعبث هنا وهناك وبث الأحقاد والضغائن وتوزيع الشهادات ،أوقفوا هذه المهزلة لا أحد يستطيع استقطاب دروز سوريا ،لا شأن لنا بأصواتهم التفضيلية لتضخيم هامة هنا وقامة هناك بربكم اذهبوا الى مؤتمر يجمع فيه المؤتمرون علنا على ثوابت بني معروف بذلك فقط تخدمون دروز سوريا وتعززون صمودهم فالحرب شبه انتهت في سوريا فلا يجوز أن يكون الدروز وقود مشاريع ومخططات لا يمكن إسقاطها بفوضى التصريحات والاستحواذ الفارغ بل بالوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة فالوقت من دم وصفقة القرن تستنبت قرنها المسموم في كل ناح وعلى كل ساح ......أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.