محمد علوش - خاص الأفضل نيوز
يدور الملف الرئاسي بحلقة مفرغة، دعوات للحوار يقابلها رفض له ودعوات إلى عقد جلسات انتخاب متتالية يقابلها مطلب الحوار أولًا، ويستمر الفراغ في الموقع الرسمي الأول في البلاد بسبب الخلاف على هوية الشخص ومشروعه، وينسحب هذا الخلاف على كل ما تبقى من الملفات التي يُفترض أن تأتي بعد انتخاب الرئيس، ومنها رئاسة الحكومة.
لا تزال القوات اللبنانية على موقفها من رفض دعوات الحوار التي جددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فبالنسبة إلى معراب، وكما يؤكد ساكن قلعتها سمير جعجع فإن "الطريق إلى قصر بعبدا لا تمُرّ في حارة حريك، والدخول إلى قصرِ بعبدا لا يكون من بوابة عين التينة، ووفقَ شُروطها وحوارها المُفتَعَل.
الطريق إلى قصرِ بعبدا تمرّ فقط في ساحة النّجمة ومن خلال صندوق الاقتراع".
ولكن يبدو أن ليس كل الطرقات بالنسبة لجعجع تمر بما ينص عليه الدستور أو صناديق الاقتراع، إذ كان لافتاً ما قاله مسؤول جهاز الإعلام والتواصل بالقوات اللبنانية عن "اختيار رئيس الحكومة"، فالرجل لم يقل أن للقوات مرشحها لرئاسة الحكومة، وستطرحه خلال الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية ويسمي بعدها رئيس الحكومة المكلف الذي ينال أعلى عدد من أصوات النواب، بل قال بوضوح أن "القوات في حوار مفتوح مع السعودية كونها الممر الإلزامي للدخول إلى السرايا الحكومية".
هنا ترى مصادر سياسية في فريق 8 آذار عبر "الأفضل" أن المشكلة ليست بما قاله جبور، فهو يعبر عن حقيقة وواقع، خصوصاً خلال المرحلة الحالية التي لا أحد يقبل بها تجاوز المملكة، بعد كل الأزمات التي حصلت سابقاً معها خلال فترة تولي ميشال عون رئاسة الحكومة وقرارها الابتعاد عن الساحة اللبنانية، إنما المشكلة بما قاله جعجع عن طريق انتخاب الرئيس، فالقوات لا تهتم بالسيادة ولا الدستور إنما هي تعارض الحوار الرئاسي اليوم لثلاثة أسباب أساسية: السبب الأول غياب المرشح الجدي القادر على منافسة سليمان فرنجية على أي طاولة حوار، والثاني غياب القرار الخارجي بالتوجه إلى الحوار وإنهاء الفراغ الرئاسي، والثالث وهو مستجد يتعلق بالحرب في المنطقة، حيث يبدو واضحاً وكما ظهر على لسان سمير جعجع في خطابه الأخير، وقبله شارل جبور وغيره أن القوات تعول على ما يجري من حرب في المنطقة لإضعاف حزب الله وحلفائه، على اعتبار أن ضرب الحزب سيؤدي إلى تراجعه في ملف الرئاسة وغيرها من الملفات، لذلك أفرد جعجع قسماً من خطابه للقول أن التفاوض لن يكون مع حزب الله بل خصومه في الداخل.
هذا التعويل على الحرب لم يعد خافياً على أحد، لذلك يكرر رئيس المجلس النيابي نبيه بري دعوته إلى المراهنين على الحرب لكي "يتقوا الله"، وهو سبق وكرر في مجالسه الخاصة أن رهانات البعض على إضعاف حركة أمل وحزب الله ستسقط وهذه الرهانات تتكرر منذ العام 2005 إلى اليوم.