بكر حجازي - خاصّ الأفضل نيوز
ما حصل في خلال هذا الأسبوع، من ضربات إسرائيلية بدأتها بتفجير البيجر وتلتها باغتيال قادة عسكريين من حزب الله أمرٌ مؤلم للغاية.
فإسرائيل التي نجحت في هذه الجولة أمنياً والمعروفة بتفوقها التكنولوجي والمخابراتي بفضل تسخير مقدرات الغرب وشركات التكنولوجيا لها ، أعلنت هدفها الوحيد الظاهر من خلال هذه العمليات ألا وهو إعادة سكان الشمال فيها إلى مستعمراتهم ومغتصباتهم.
ولكن الأمين العام للحرب السيد حسن نصر الله والذي أطل بعد تفجير البيجر، حيث فاجأ الجميع بهدوئه، أعلن عدم قدرة الكيان ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو على إعادة هؤلاء المهاجرين قبل أن تتوقف الحرب في غزة. هذه الحرب والتي ستبلغ الذكرى السنوية لبدايتها في الأيام القليلة القادمة، حيث أفنى الكيان أبنية غزة وارتكب المجازر بحق المدنيين واغتال القادة ولكنه لم يستطع أن يحقق ما يريده في الميدان الاستراتيجي من أهداف معلنة كإعادة الأسرى والقضاء على حماس.
فهذا الكيان الذي اغتال رئيس المكتب السياسي لحماس الحاج إسماعيل هنية، وقبله القيادي صالح العاروري، لم يفهم ويدرك بعد أن المقاومة أصبحت مؤسسة، وهي ولاّدة، أي أنه في ظل غياب أي كادر فإن الجسد التنظيمي يحمل في خلاياه عدة كوادر، وما الميدان العسكري أو التفاوض في غزة إلا خير دليل على ذلك.
وأما في حزب الله اللبناني فالحالة مشابهة وجميعنا نعلم أن المقاومة في لبنان دخلت المؤسسة، أي تحولت إلى نظام إداري وجسم تنظيمي مقسم على عدة كيانات، لكل فيه مهامه، وفي كل موقع أو مقام هناك ما يسمى في علم الإدارة الخيارات والبدائل. وهذا ما يؤكد استمرار العمليات العسكرية والقصف على شمال الكيان من جنوب لبنان، دون أن تتأثر المقاومة بالمعنى الفراغي للهيكل التنظيمي.
هذا في حقيقة الإدارة، أما العدو الإسرائيلي فهو لا زال يبحث عن الأعمال الأمنية الغادرة ولا يجرؤ على فتح الحرب الشاملة، في محاولة لإظهار صورة الانتصار وزرع الإرهاب عند الجمهور في كل العالم، ولا شك أن العدو سيكمل في الحرب الأمنية التي يتفوق فيها تكنولوجياً واستخباراتياً علّه بذلك يسمع أصواتًا عالية من البيئة الحاضنة للمقاومة، أو من الجمهور اللبناني المعارض لحزب الله، مما يشكل برأيه ضغطاً على حزب الله لإيقاف عملياته في الشمال (حسب تصنيف العدو) والانكفاء إلى خلف الليطاني.
ولربما سيحاول الكيان ومن ورائه أمريكا الدخول بالبزار الواضح في الأيام القادمة حسب تطوارات الميدان، ورد فعل حزب الله تحت عنوان حرب الإسناد، والرد على عمليات إسرائيل الأمنية في لبنان.