حمل التطبيق

      اخر الاخبار  الجبهة الداخلية للعدو: إطلاق صفارات الإنذار في نهاريا وجوارها تحذيرا من تسلل مسيرة من لبنان   /   إعلام العدو: صفارات الإنذار تدوي في نهاريا ومحيطها خشية تسلل طائرات مسيّرة   /   إعلام العدو: صفارات الإنذار تدوي في الجليل الغربي خشية تسلل طائرات مسيّرة   /   المتحدث باسم جيش العدو: مقتل ضابط من لواء جولاني - قائد فصيل في الكتيبة 51- وإصابة آخر بجروح خطيرة خلال معركة اليوم في جنوب لبنان   /   وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام: اليونيفيل مستعدة لدعم خريطة طريق متفق عليها للسلام الدائم   /   وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام: ندعم جهود وقف الأعمال العدائية في لبنان وتنفيذ القرار ١٧٠١   /   إعلام العدو: الإعلان عن مقتل جندي في معارك جنوب لبنان   /   المقاومة الإسلامية في لبنان: استهدف مجاهدونا عند تجمّعًا لقوات العدو في منطقة العمرا عند الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام بصليةٍ صاروخيّة   /   إعلام العدو: مدير ديوان نتنياهو مشتبه بتغييره مواعيد مكالمات نتنياهو وسكرتيره العسكري في 7 أكتوبر   /   المقاومة الإسلامية في لبنان: استهدف مجاهدونا مستوطنة كفر يوفال بصليةٍ صاروخيّة   /   إعلام العدو: مقتل جندي إسرائيلي خلال المعارك في جنوب لبنان   /   المقاومة الإسلامية في ⁧لبنان‬⁩ تعلن عن استهداف مستوطنة برعام بصليةٍ صاروخيّة   /   أكسيوس عن مسؤول أمريكي: لا موعد لزيارة هوكستين إلى بيروت ولن يسافر إلى هناك إلا بعد التأكد من التوصل لاتفاق   /   المقاومة الاسلامية في لبنان: استهدفنا مستوطنة المالكية بصليةٍ صاروخيّة   /   المقاومة الاسلامية في لبنان: استهدفنا تجمّعًا لقوات جيش العدو في مستوطنة سعسع بصليةٍ صاروخيّة   /   أكسيوس عن مسؤول لدى الكيان الإسرائيلي: تفاهم بيننا وبين الأمريكيين وعلى واشنطن أن تتوصل لتفاهم مع اللبنانيين   /   المقاومة الاسلامية في لبنان: استهدفنا مستوطنة يرؤون بصليةٍ صاروخيّة   /   أكسيوس عن مسؤول لدى الكيان الإسرائيلي: الولايات المتحدة وإسرائيل متوافقتان بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان   /   أكسيوس عن مسؤول أمريكي: المحادثات عالجت أيضا خلافا بشأن الضمانات التي طلبتها إسرائيل بشأن عملها بلبنان   /   أكسيوس عن مسؤول أمريكي: محادثات ديرمر عالجت معظم الخلافات مع تل أبيب بشأن اتفاق وقف إطلاق نار في لبنان   /   أكسيوس عن مسؤول أمريكي: محادثات وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في واشنطن كانت جيدة جدا   /   جيش الاحتلال: مقتل 4 قادة ألوية منذ بداية الحرب   /   جيش الاحتلال: مقتل 192 ضابطا منذ بداية الحرب وواحد من كل 4 قتلى في صفوف الجيش هو قائد   /   مراسل الأفضل نيوز في الجنوب: غارتان على دير عامص وعيتيت   /   مراسل الأفضل نيوز في الجنوب: غارة على بلدة المنصوري جنوب مدينة ⁧‫صور   /   

من قتل فينا الروح "بيرنز"؟

تلقى أبرز الأخبار عبر :


ربى اليوسف- الأفضل نيوز 

 

لم نكن بعيدين عن " الطاعون القرمزي" يا جاك لندن، حين اجتاح الوباء عالمنا... ودون أن تصطبغَ وجوهنا باللّون القرمزي، اصطبغت كل وجوهنا بنفس اللّون- الأصفر- ونحن نبحث عن ذلك "الوعي" الذي نتبادل به التّهم بين بعضنا البعض. الوعي المجهول، ذلك اللّغز الجوهري للعقل ونحن نحاول أن نقرأ تعريفات آناكا هاريس، عنه، أو يمكن القول التّعريفات التي جمعتها "آناكا". ما هو الوعي؟ وما مصدره؟ وأين يكمن؟ هل هو "وهمٌ" أو "حقيقةٌ"؟ خاصيّة عامة تمتاز بها جميع الكائنات؟ أم كائنات محددة؟ حتى المادة؟ الوعي الذي ننتظره عند كل استحقاق انتخابي، بينما هو الذي ينتظرنا يا جاك!

 

وربما أستعير عنوان توماس ناجل في مقالته الشهيرة «Ù…اذا يشبه أن تكون خفاشًا؟»ØŒ حتى أعرّف الوعي على طريقتي: الوعي هو الذي يشبه أن تكون خفاشًا... حين يخرق جدار الظّلام إلى الضوء. هكذا... فجأة تستيقظ المادة وتفهم العالَم وتستوعبه، على حدِّ قول الفيلسوفة ريبيكا جولدشتاين.
هكذا فجأة، من (لا شيء) يصبح هناك (شيء)... في المكان المناسب وفي الزمان المناسب... الوعي هو اللحظة الرّاهنة، لحظة التّحرر من الاستعمار وتركة الاستعمار.
نعم، كل شيء كان -سحريًا- في بوركينا فاسو، في لاوس وكمبوديا وتحت راية "الفيت كونج" كل مرة تضيء النجمة الصفراء في الراية... الضوء الأصفر، يعني أنها ستتغير خلال 3 ثوانٍ من اللّون الأحمر إلى الأخضر... 3 ثوان، وتتحرك السّيارات إلى الأمام، 3 ثوان وتتحرك أنت مثل آلة الزمن في كتاب "دين بونومانو": دماغك هو آلة الزمن... ونحن نختبر وعينا عبر الزمن، الزمن هو الذي يمشي إلى الأمام.

سوف تمشي يا جاك لندن في الطرقات، في بيروت ليس في كل بيروت، في البقاع ليس في كل البقاع وفي الجنوب ليس في كل الجنوب... نعم يا جاك، فالفوارق الطبقيّة واضحة وضوح اللّون القرمزي في روايتك " الطاعون القرمزي".
ليس الكل يمشي على قدمين، وليس للكل -قدمان- بعدما انقطعت "الحيلة والسبيلة" في بلد لا حيلة له سوى الوعود المتكررة بمحاسبة الفساد.

 

مضحكٌ يا جاك! 
الفاسد يعدُ بمحاسبة الفاسد... والشعب يتوعّدُ بمحاسبة الفاسدين ثم يعيد ترشيحهم وانتخابهم والتّصفيق "لهم" والحضور إلى موائدهم.
يقول صديقي " مصلح": كل القضايا تصبح فارغة حين تمتلئ ثلاجة البراد بالطعام.

 

ولا يتحدَّث مصلح عن غير معرفة، ذلك أن الحاجة إلى الطعام هي حاجة طبيعية في الإنسان لا تنتهي بنهايتها... من طبيعة الإنسان، أن يطلب المزيد حينما يحصل على الشيء الذي يريده، في البدء، وعلى الأكثر حين يحصل على الأقل... وعلى الأقل حين لا يحصل على شيء.

 

هذه التّراتيبة الموجودة في عقل الإنسان، هي تراتبية قديمة غير مستحدثة، لو خلوت بضع دقائق مع نفسك سوف تتأكّد من صحتها، ومثل كل مرة تسيطر الحاجة الغريزيّة في الإنسان على الحاجات الأخرى.

 

الجائحة،الأوبئة، الأزمات... كل هؤلاء يكشفن عمق الأزمة، ويزلن لباس الزخرف الذي ترتديه الحضارة، ثم يظهرنها عارية دون " شيء" سوى من بعض الأوراق كما الإنسان الأول.

 

الإنسان البدائي، الذي لم يخرج منّا رغم كل محاولات الإنسان الهرب والنزوح نحو "المدينة"، عفوًا "المدنية" كمصطلح عام وشامل.

 

كذلك تظهر جائحة" كورونا" الأخيرة، وطوابير البنزين والخبز... ومثول "جرة الغاز"  مثل تمثال صامت ينطق فقط بالأسعار: 300 ألف، 400 ألف... وهكذا دواليك، لم يثبت سعر الصّرف ولم تثبت "معه" جيبة المواطن الذي عند كل أزمة كان يشرُعُ إلى تخزين كميّاتٍ من السّلع والمواد الغذائيّة تفي جيلين قادمين من الأجيال الفضائيّة 
إنّه الاستهلاك... وإنّها الرّأسمالية!

وأنا أمزح،
"منيح تركولنا نمزح..."

 

مشهد النّاس على أبواب المصارف، يُعيد لنا صورة الإنسان البدائي الذي يشتم ويكسر ويحرق ويمزق ويطسّ "يسقط يسقط حكم المصرف" وباللّون القرمزي- أيضًا- يا جاك!

يكتب مواطن فقير هناك "نحنا الشعب الخط الأحمر"... لا خطوط حمراء في هذه البلاد سوى بيوت السّياسيين وأموالهم وممتلكاتهم ومواكبهم السّوداء التي تعلن حدادها على الشعب قبل موعد وفاته، أو ربما  تكون قد حدّدت موعد الوفاة سابقًا على أن يتمَّ تحديد موعد الدفن في وقتٍ لاحقٍ.

 

حين يفقد الإنسان "جين الدّفاع" عن نفسه، تضعف مناعته شيئًا فشيئًا ويخرج  مثل نوع نادر من الأشباح في قصص "إدوارد بيدج ميتشل" . هناك أشباح تتحرك على الأرض وفي "الڤانات" وفي السّيارات الخصوصية والعموميّة... يكفي أن تسألك عن سعر صرف الدولار اليوم حتى تعلم عما أتحدّث جيدًا.

 

من الجيد، كما يقولون أن "اللّبناني بِحب الفرح"... ما يساعد المواطن اللبناني على التخفيف من تبعات شعور الـ" Stress" والـ " Depression"  والـ " anxiety " أو الـ" High anxiety". ومن الجيد، أن تستمع إلى أحاديث "التاكسي" عند الصباح في طريقك إلى عملك حتى تعلم أن رعي "الغنم" هو أفضل من التّعليم في رعاية الجامعة اللّبنانية هذه الأيام.

حيث يقول أحدهم: "اللي بيرعى معزة أحسن من اللي بيتعلم بهالأيام".

 

لكن " بسمارك" ليس هنا ليجعل من ضعف لبنان قوة، ولبنان ليس ألمانيا أيّها العبقري بسمارك..أوتو ÙÙˆÙ† بسمارك!. لبنان الذي يلزمه إعادة تعريف للديمقراطية، وفق الفيلسوف والمفكر البريطاني "دِلَيل بيرنز" الذي يقول في كتاب عن "الديمقراطية": "الديمقراطية ليست تلك الطقوس التّشريعيّة والسياسيّة التي ينتج عنها نظامُ دولةٍ ما فحسب، فالديمقراطية في أصل روحها هي هذه الدماءُ التي تسير في عروق الأمم فتُنبِت فيها روحًا جديدة تُمهِّد الطريق الوعرة أمامها لتنهضَ وتزدهرَ".

 

ونحن نريد الرّوح لننهض ونزدهر... لكن من قتل فينا الروح "دليل"؟ من قتل فينا الروح " بيرنز"؟ أنت الذي قلت في كتابك: المَثل الأعلى من الديمقراطية يتحقَّق عندما يتساوى كل أفراد المجتمع فيما يتلقَّونه من الحقوق، وما يتوجَّب عليهم فعله من الواجبات تُجاه مجتمعاتهم.

 

المجتمع الذي أصبح فوق القانون كما لم يتمنى "هيرودوت"ØŒ في زمانه. في بلاد لم تتعود أن تحكم نفسها بنفسها مثل الإنجليز الذين حكمهم ملوك أجانب، من النورمان Normans والبلانتجنت Plantagenets وآل تيودور Tudors وآل ستيوارت  Stuarts ،وآل هانوڤر Hanoverians... 

 

حتى إذا تعطلت "الهوڤر" في منازلهم لم يكن لهم القدرة على شراء واحدة جديدة، استدانة أخرى أو إصلاحها... فلصوص البحار الذين لم يستطيعوا أن يمرّوا من "مدن هنسا" مرّوا من كل المرافئ الأخرى هذه المرة دون محاسبة.