د. زكريا حمودان - خاصّ الأفضل نيوز
خلال هذا العام من معركة طوفان الأقصى التاريخية حصلت العديد من الإنجازات في هذه المعركة والتي ستتكلل في الانتصار الكبير قريباً إن شاء الله.
خلال عام من المعركة تحركت جبهات محور المقاومة معًا لأول مرة في مواجهة العدو الصهيوني الذي لم تكن حساباته الميدانية كحساباته في إطلاق عملية ضد حركة حماس في قطاع غزة.
عام كامل ولم يستطع جيش العدو أن يحرر الأسرى، كل ما قام به هو فقط عملية تدمير شاملة لقطاع غزة في وقتٍ كان يتباهى بأنه سيحرر الأسرى، يقضي على قيادات حركة حماس، وفي بعض الحالات كان يتم الحديث عن إعادة السيطرة على قطاع غزة وحكمه من جديد بالإضافة إلى مشاريع استيطانية جديدة وتهجير أهالي قطاع غزة إما بحراً أو نحو مصر.
عام على طوفان الأقصى استطعنا من خلاله أن نؤلم العدو من خلال جبهات الإسناد التي تطور عملها تدريجياً فأصابت الكيان الصهيوني بحالة من الهستيريا التي لم يسبق لها مثيل.
عنوان جبهة اليمن هو الصاروخ الفرط صوتي الذي أطلقه الحوثييون على الكيان الصهيوني وتحديدًا على هدف استراتيجي في الكيان الصهيوني مما أثار الرعب عند الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني من القدرات التي تمتلكها فصائل محور المقاومة، وطرحها علامات استفهام عن التورط في حرب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
عام كامل والحوثيون يشتبكون بشكل مباشر مع تحالف القوات البريطانية والقوات الأمريكية في البحر الأحمر، وقد حققوا الكثير من الإنجازات على مستوى الاستهدافات المباشرة للعديد من ناقلات النفط والقوات البحرية المعادية، دون أن ننسى المسيرة التي استطاعت أن تضرب عمق تل أبيب.
أما في العراق فكان لحركة النجباء الكلمة الفصل إلى جانب باقي فصائل المقاومة العراقية في شق طريق المعركة وإطلاق جبهة إسناد استطاعت أن تقوم بعدة عمليات مهمة ويتطور عملها بشكل تدريجي.
أما في لبنان الجبهة الأكثر حساسية في حكم موقعها الجغرافي فقد تطورت منذ الثامن من أكتوبر من جبهة إسناد وتحولت إلى جبهة حرب أساسية، بحيث إنها بقدر ما آلمت العدو صب كل غضبه عليها وقام بعمليات إجرامية لم تتوقف حتى الآن.
إنَّ الجبهة الجنوبية في لبنان استطاعت أن تؤلم الكيان الصهيوني كثيراً وفي الأمس ضربت حيفا لأول مرة في صواريخ استهدفت خلالها مناطق سكنية رداً على استهداف المدنيين في لبنان في إشارة أن كل المعادلات سقطت بالنسبة لحسابات هذه الجبهة.
إنَّ جميع الحروب مؤلمة وفيها الكثير من الخسائر ولكن لا بد وأن تكون الخسارة الكبرى هو صانع جميع الإنتصارات في محور المقاومة أي سماحة امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي سيثأر له المجاهدون في الميدان، بحيث باتوا علي أهبة الاستعداد للمواجهات الضارية في وقت سيتلقن العدو الصهيوني دروساً تاريخية.
أما على مستوى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الداعم الأكبر لمحور المقاومة فإنها شاركت في كل طلقة أطلقت على الكيان من غزة مروراً بالعراق واليمن وصولاً إلى لبنان، وقد توجت مشاركتها في عمليتين أساسيتين كان لهما القدر الأكبر من التأثير على مستوى المنطقة بحيث دكت كيان العدو لأول مرة صواريخ انطلقت من أكثر من ألفي ميل ووصلت إلى عمق الكيان.
ولكن ما ميز العملية الثانية عن الأولى بأنها أتت مفاجئة وفي نفس الوقت آلمت الكيان في عمقه وأدخلته في مرحلة جديدة من الصراع على مستوى المنطقة والذي ستتضح نتائجه في الأيام المقبلة.
الخلاصة نحن نعيش مرحلة تاريخية، ومعركة تاريخية، وهنا سيكتب التاريخ بحيث من المتوقع أن تكون مخرجات هذه المعركة صادمة للجميع في المنطقة خاصة على مستوى كسر الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى تقدم القضية الفلسطينية أشواطًا كبيرة في سبيل تحرير فلسطين.