أماني النجّار - خاصّ - الأفضل نيوز
فاقت أعداد النازحين في البقاع، سعة مراكز الإيواء، فبين قُرى ومدن مستهدفة وأخرى آمنة، يعمّ الخوف والقلق هربًا من القصف وتحسبًا لتأمين سُبل العيش.
أمّا على المستوى الرسمي، فقد أعلن محافظ البقاع كمال أبو جودة عن وضع خطين ساخنين لغرفة العمليات التابعة للجنة إدارة مخاطر الكوارث والأزمات لمن هم بحاجة إلى مركز إيواء ضمن محافظة البقاع، وأرفق البيان بأماكن الإيواء الجاهزة لاستقبال النازحين في المحافظة من ضمن القرى التي يعتقد أنها تقع خارج نطاق إستهدافات "إسرائيل".
في هذا السّياق، تحدّث موقع الأفضل نيوز مع السّيد حسين من بلدة النبي شيت الذي توجّه وعائلته إلى مركز إيواء في قب الياس وقال: "إنني أعاني من وضع صحّي، أعاني من غضروف في الركبة وديسك في الظهر، لم نجد سوى المدرسة مركز إيواء لنا، فأوضاعنا الاقتصاديّة والاجتماعيّة حالَت دون تأمين سكن في شقة".
وأضاف: "هذه المدرسة التي نسكنها حاليًّا، مجهّزة بالكهرباء والصّرف الصّحي ويوجد مطبخ صغير لطهي الطّعام، لكن لا أعلم إلى متى سنصمد في هذه المدرسة".
وتُشير السّيدة زينب من بلدة تمنين لموقعنا: "لقد صدر من الكيان الصهيوني أمر بإخلاء منطقتنا، واضطررنا للتّخلي عن كلّ شيء خلفنا؛ بحثًا عن الأمان وكأنّ حياتنا وذكرياتنا أصبحت داخل حقيبة سفر".
وتابعت قائلة: "عانينا من زحمة السّير قليلًا وواجهنا العديد من التحدّيات مثل العثور على سكن، لكن اضطررنا التوجه إلى مركز إيواء في إحدى المدارس في البقاع، ونتواصل مع الجهات المعنية وبعض الجمعيات الإنسانية للحصول على أغطية وفرشات وبفضل التّبرعات السّخية والاهتمام المستمرّ، تمّ تأمين ثياب شتوية للكبار والصّغار، إضافة إلى مواد للتّنظيف ووجبات الغداء كلّ يوم والحصص الغذائيّة".
إنّ أزمة النزوح الحالية في لبنان هي من أكبر أزمات النزوح الداخلية في العالم، لقد نزح نحو مليون و٢٠٠ ألف شخص إلى مناطق في الداخل والسّؤال الذي يطرح نفسه هُنا، هل هذه المشكلة تُهدّد بخلق أزمات تفوق قدرة لبنان على تحملّها؟، وهل الأمور ستترتّب بشكلٍ يتناسب مع الواقع على الأرض؟".